اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > نقرة السلمان .. شاهد على قمع نظام البعث الوحشي

نقرة السلمان .. شاهد على قمع نظام البعث الوحشي

نشر في: 30 سبتمبر, 2023: 11:17 م

السماوة / أحمد ناصر

في رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب وعورة الطريق الذي يبعد 150 كم عن مركز محافظة المثنى، وحرارة الجو هناك قرب الحدود العراقية مع المملكة العربية السعودية اختير هذا المكان الشاهق المرتفع ليكون نقطة مراقبة لتلك الحدود الدولية.

عام 1927 تم بناء هذا المنفى ليكون مركزا حدوديا من قبل الاستعمار البريطاني، لكنه اختير فيما بعد بحوالي ربع قرن ليكون منفى وسجنا مميتا لسجناء رأي وشعراء وشيوعيين وفنانين وادباء ممن يهجون الحكومات آنذاك او يحاولون تنظيم وقفات استنكارية.

في السجن الصحراوي المحاط بكثبان رملية، حَر لا يُطاق في النهار، وبرد زمهرير في الليل حيث هكذا هو جو الصحراء عادة ما يكون، والويل كل الويل لمن يحاول الفرار من تلك القضبان الحديدية لأنه سيكون وليمة دسمة للذئاب والافاعي وان سلم منهما سيكون مصيره الموت بسبب العطش.

ماجد الحميدي وهو من معتقلي سجن السلمان (1964- 1971) قال لـ(المدى) "كُنّا خمسة (مراد، ماجد، عمار، أزهر.. وآنا) في الكلية كنّا معاً وشاءت الأقدار أن نكون معاً أيضاً هُناك، في غرفة واحدة، هي انتقالة كبيرة في حياتنا، غرفة مظلمة، أسلاك شائكة، غبار وأتربة وعواصف رملية فتكت بالكثيرين منا، صحراء رهيبة مُغبرة، مُتربة، كئيب لونها "لا" تسرّ الناظرين، مستقبل مجهول ومصير لا يعلم به الا الله، حرسُ يمقتك، إصبعه على زناد سلاحه يلهو به ولا يحتاج لعذر كي يؤذيك أو حتى يقتلك فهناك من يبرر له ويعطيه الحق أن يفعل بك ما يطيب وما يشاء ويحلو له، تهمتنا الوحيدة كانت هي قراءتنا لكتب لـ(كارل ماركس، جوزيف ستالين، فريدريك انجلز)".

من جانبه تحدث الباحث في التاريخ احمد حمدان الجشعمي لـ(المدى) "تم في السنوات الاولى لإنشاء سجن نقرة السلمان استخدامه كمركز شرطة بالتنسيق مع المندوب البريطاني لمراقبة التجاوزات على الحدود العراقية، الا انه سرعان ما ارسل اليه مئات السياسيين والشعراء والمناهضين للحكم آنذاك من امثل الشاعرين الفريد سمعان وناظم السماوي والسياسي سلام عادل والشاعر الكبير مظفر النواب في عام 1950، ومن ثم اعقبها زج العشرات من الحزب الشيوعي العراقي في عام 1963، وبعدها تم اعتقال المئات من اهالي الانفال عام 1988 ومنهم من تم دفنه في المقابر الجماعية ومنهم من نجا من الموت من امثال المواطن الكردي تيمور".

ويقول قائممقام السلمان علي مخلف الزيادي لـ(المدى) "يزور هذا المكان التاريخي العديد خلال فصل الربيع لكونه يمثل طريق المرور الى بادية السلمان ومناطق الصيد وجني ثمار الكما، واتمنى من الحكومة المركزية الاستفادة من هذا السجن بتحويله الى متحف تاريخي يوثق حقبة زمنية كبيرة تتمثل بالمئوية الاولى لتشييده التي لم يتبق عليها سوى سنتان".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram