 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لموقع، مودرن دبلوماسي، الأوروبي الجهود الحثيثة التي يبذلها العراق بعد سنوات طويلة من حروب وعدم استقرار في إعادة تعزيز اقتصاده من خلال تطوير البنى التحتية وتكريس التعاون مع محيطه العربي والإقليمي لتحقيق مشاريع استثمارية مع دول الجوار تخدم مستقبل البلد الاقتصادي.

وجاء في التقرير بانه ليس هناك بلد في الشرق الأوسط مر بحروب عديدة ومعاناة ويحاول مع ذلك، جهد إمكانه لبناء وتعزيز اقتصاده من جديد، مثل ما يقوم به العراق الان.

فبعد خوض حرب طويلة مع ايران في حقبة ثمانينيات القرن الماضي، ومن ثم حرب الخليج الثانية وبعدها الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وما ترتب على ذلك من خراب ومجيء منظمات إرهابية انتهت بتنظيم داعش، فان العراق يكون قد مر بمرحلة تحمل وتعايش مع ظروف صعبة لتجاوز جميع تلك المحن.

يحاول العراق الان استعادة مكانته الإقليمية والدولية وتمثلت مؤخرا بدوره الدبلوماسي في تقريب العلاقات بين ايران والعربية السعودية في مسعى لتخفيف التوتر في المنطقة وإعادة تمتين علاقاته مع العالم العربي نحو علاقات اقتصادية واستثمارية. ومنذ فترة طويلة كان العراق يخطط لتجديد وإعادة احياء بناه التحتية الوطنية التي تعتبر ضرورية لأجل تعزيز اركان اقتصاده المنشود.

ويشير التقرير الى ان الحكومة الجديدة برئاسة، محمد شياع السوداني، الذي استلم منصبه الخريف الماضي قد أعطت حافزا جديدا لهذا الطموح بان يتبوأ العراق مكانه المناسب في شبكة المنطقة الاقتصادية الإقليمية.

ومن ضمن مخططات البلد نحو تعزيز اقتصاده هو التوجه الطموح نحو تحقيق هدف "طريق التنمية"، وهو يتمثل بإنشاء طريق طويل مخطط له وخط سكك حديد يعتبر شريان يضخ حياة جديدة للاقتصاد. ومن المقرر ان يمتد على طول البلاد من منطقة ربيعة شمالا بمحاذاة الحدود التركية والى جنوب البلاد عند ميناء الفاو التجاري الجديد المطل على الخليج.

ويذكر التقرير انه مع الاخذ بنظر الاعتبار بان النقل والأمور اللوجستية يمثل قطاعا حيويا معترفا به على نطاق الاقتصاد الدولي، فان حكومة السوداني تريد ان تجعل من العراق ميناء دولي لنقل البضائع والمسافرين يربط ما بين بلدان الخليج وتركيا وأوروبا.

ويحاكي هذا المشروع مبادرة "الحزام والطريق" الذي ترعاه الصين والذي يهدف الى ربط 130 بلدا عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا مع الصين من خلال بنى تحتية جديدة برية وبحرية.

ويعيد طريق التنمية الذي يبلغ طوله 750 ميلا ذكرى طريق سكك الحديد برلين – بغداد الذي بوشر بإنشائه في عام 1903 ولم ينته الا في العام 1940. أسس المشروع الألماني وكان الهدف منه ربط المنطقة العربية وما خلفها مع إيران وبخط يمر عبر تركيا وسوريا والعراق.

مشروع مماثل يتم تحديثه الان اعتمادا على الخطة الاصلية ليتم تنفيذه من خلال مستثمرين. البلدان التي حضرت ملتقى انطلاق مبادرة طريق التنمية التي ترعاه الحكومة العراقية هي تمثل البلدان الأكثر استفادة من مشروع البنى التحتية هذا وهي كل من الكويت وقطر ودولة الإمارات والعربية السعودية والأردن وإيران وتركيا.

ويشير التقرير الى انه من المبكر جدا التوقع من سيتعهد بالمشاركة في الاستثمار ضمن المشروع الذي تبلغ كلفته التقديرية بحدود 17 مليار دولار. مع ذلك فان قطر قد اشارت الى إمكانية دعمها والتي تشترك حاليا في مشروع استثماري كبير في تركيا.

مخططين وصناع قرار سيدرسون المقترح على نحو واسع. وسيقوم خبراء اقتصاد بدراسة الجانب التجاري للطريق البري الذي يهدف الى تلافي طريق الشحن البحري عبر قناة السويس. اما بالنسبة لعمليات الشحن على نطاق واسع فان النقل البحري من منشآت مرموقة في شمالي أوروبا فستبقى بدون منازع من ناحية الكلفة.

تطمينات جاءت من البنك الدولي الذي تحدث داعما للمشروع، حيث ان اشتراك البنك الدولي بالتمويل والاشراف سيكون بمثابة عامل جذب واطمئنان للمستثمرين.

وبينما قد تعرض سوريا طريقا اقل تكلفة عبر ميناء البحر المتوسط، فان العراق يرى في تركيا شريكا اقتصاديا مهما، مع وجود بوادر وفرص لتعزيز التعاون والتنسيق بينهما لإنشاء بنى تحتية تعود بالفائدة المشتركة الموعودة للبلدين التي تشجع كلا الطرفين على اتخاذ خطوة ضرورية في هذا المجال.

• عن مودرن دبلوماسي