TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > مشهد سوريالي في كاراباخ.. كل السكان فروا والشوارع فارغة

مشهد سوريالي في كاراباخ.. كل السكان فروا والشوارع فارغة

نشر في: 3 أكتوبر, 2023: 10:03 م

 متابعة / المدى

منذ سيطرة أذربيجان على الإقليم الانفصالي قبل أسبوع، وعمليات نزوح السكان الأرمن تتوالى من ناغورنو كاراباخ.
فقد نزح معظم القاطنين في هذا الإقليم ذي الأغلبية الأرمنية إلى أرمينيا.

وأعلن ماركو سوتشي، رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر رابط فيديو من عاصمة كاراباخ المعروفة باسم ستيباناكيرت في أرمينيا وخانكندي في أذربيجان، أمس الثلاثاء، عن أن عاصمة الإقليم لم يبق بها سوى المئات فقط من السكان، من بينهم المرضى وذوو الإعاقة وكبار السن، واصفا الشوارع الخالية بأنها "سريالية"، وفق ما نقلت رويترز.

كما أكد أن "المدينة باتت الآن مهجورة تماما". وأوضح أن "المستشفيات لا تعمل، والأطقم الطبية غادرت، كما غادر مدير المشرحة". وختم واصفا المشهد "بالسريالي تماما".

وكان سامفيل شهرمانيان، رئيس الإقليم الانفصالي الذي استسلم لأذربيجان بعد عملية عسكرية خاطفة، وعد أمس الاثنين بأن يبقى في عاصمة المنطقة حتى انتهاء عمليات الإغاثة التي تشمل ضحايا النزاع.

يذكر أن العملية العسكرية الخاطفة التي نفذتها باكو يومي 19 و20 أيلول/سبتمبر أسفرت عن نحو 600 قتيل.

كما دفعت أكثر من 120 ألفا من سكان الإقليم للفرار إلى أرمينيا خشية تعرضهم لأعمال انتقامية، فيما اتهمت يريفان باكو بممارسة "تطهير عرقي" في المنطقة.

ولم يعترف أي عضو في الأمم المتحدة باستقلال ناغورنو كاراباخ الذي كان سببا لحربين بين أرمينيا وأذربيجان، الأولى في تسعينيات القرن المنصرم، والثانية في 2020.

من جانبها، القت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على ما اعتبرته الفصل الأخير من مأساة ناغورنو كاراباخ بعد حل حكومة الإقليم ومؤسساته وتشريد سكان هذه المنطقة الجبلية من الأرمينيين.

وقرر رئيس "جمهورية أرتساخ"، أو ناغورنو كاراباخ – التي أعلنت استقلالها من طرف واحد – حل جميع مؤسسات الإقليم، ما اضطر جميع السكان الأرمينيين إلى الفرار من هذه المنطقة التي تحولت إلى جزء من دولة أذربيجان. ولا شك أن هذه النهاية الدرامية للنزاع الذي شهدته أوروبا لثلاثة عقود تنطوي على دروس مستفادة على الجميع أن يعيها.

ورأت كاتبة المقال ناتالي توتشي أن أول هذه الدروس يتمثل في طوابير السيارات الطويلة التي تقل الأرمينيين النازحين من الإقليم إلى أرمينيا، والتي "تعيد إلى الأذهان مشاهد التطهير العرقي الذي ظنت أوروبا أنه بات طي النسيان. لكن يبدو أن هذا لم يحدث، إذ يعود بنا مشهد النزوح إلى أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، أو ربما ذكرتنا بالبلقان في التسعينيات أو نفس المنطقة إبان نهاية الدولة العثمانية".

ورغم أن "الوضع القانوني لإقليم ناغورنو كاراباخ يجعله ضمن الحدود المعترف بها دوليا لأذربيجان"، وفقا للغارديان ومع أن الرئيس الأذربيجاني لم يجبر الأرمينيين – البالغ عددهم حوالي 120 ألف نسمة – على مغادرة الإقليم وأنه عرض عليهم الجنسية الأذربيجانية، لا يمكن أن نعتبر أن هؤلاء النازحين يتلقون عرضا جذابا على الإطلاق عندما يمنحون الحق بالعيش في دولة غير ديمقراطية لا تحترم الحقوق الأساسية للإنسان. وعلى ذلك، لا يمكننا أن نغض الطرف عن شبح التطهير العرقي الذي يطارد أوروبا في الوقت الراهن، والذي تجلى على مدار العامين الماضيين أيضا في الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب الصحيفة.

علاوة على ذلك، فالكراهية بين الأرمن والأذربيجانيين عميقة، وأعمق بكثير من تلك الكائنة بين الجورجيين والأبخاز أو الأوسيتيين، أو المولدوفيين والترانسنستريين، إذ ترتبط هذه الكراهية بجروح أكثر عمقا تتعلق بالإبادة الجماعية للأرمن عام 1915 التي لم تعترف بها تركيا. كما رحبت أنقرة بالتوغل الأذربيجاني في القطاع، وهو يرجح أن يكتب نهاية مأساوية لقصة الضحية الأرمينية التي يتوقع أن تنزف جراحها من جديد بعد أن كادت تلتئم.

وأشارت ناتالي أيضا إلى أن الدرس المستفاد الأهم مما حدث في ناغورنو كاراباخ هو أنه الصراع بين أي طرفين، مهما تم حسمه لصالح أحدهما، لا يمكن لأحد أن يعلم ما يخبئه المستقبل لهما وكيف يمكن أن تنقلب موازين القوى في الصراع بمرور الوقت.

وكان انتصار أرمينيا على أذربيجان في الحرب التي امتدت بين عامي 1988 و1994 من أهم العوامل التي ساعدت ناغورنو كاراباخ على إحكام قبضتها على الإقليم لحوالي ثلاثة عقود والسيطرة الكاملة على المنطقة وبعض المدن الأذربيجانية. لكن مع ازدهار نشاط النفط في أذربيجان، بدأت باكو في استغلال مواردها النفطية في تعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية. وتجلت تلك القدرات في الفترة الأخيرة عندما استعادت البلاد سيطرتها على الإقليم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

رجل دين إيراني: إسرائيل تريد قتل الإمام "المهدي المنتظر" في العراق

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

بالوثائق والتفاصيل.. كل ما تريد معرفته عن هدنة وقف اطلاق النار في غزة

حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

مقالات ذات صلة

برلين وباريس تحثان أوروبا على الاستعداد لفترة حكم ترامب

برلين وباريس تحثان أوروبا على الاستعداد لفترة حكم ترامب

متابعة / المدىحذر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو من أن فرنسا والاتحاد الأوروبي قد "يسحقا" بسبب السياسة المعلنة لدونالد ترامب الذي يؤدي اليمين الدستورية أمس الاثنين، إذا لم يتحركا.وأضاف بايرو أن "الولايات المتحدة قررت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram