دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الخميس، رئيسي الحكومة نوري المالكي وإقليم كردستان مسعود بارزاني إلى الاجتماع عبر "غداء عمل" في محافظة النجف لحل الأزمة بين بغداد وأربيل، عادا ما يحدث "تصعيدا إعلاميا بين ما يسمى حكومة المركز وكردستان".
وقال مقتدى الصدر في رسالة تلاها نيابة عنه المتحدث باسمه صلاح العبيدي خلال مؤتمر صحافي عقده في النجف وحضرته (المدى برس)، إن "عراقنا الحبيب يستحق كل حب ووفاء وتضحية ولا بد أن تتضافر الجهود من اجل أمنه وسلامته"، مطالبا الجميع بـ"تغليب المصالح الوطنية العامة فوق كل مصالح حزبية أو فئوية أو طائفية أو عرقية أو انتخابية وأن لا يعرض العراق إلى الخطر من اجل حفنة من المال أو مجموعة كراسي".
ودعا الصدر رئيسي الحكومة نوري المالكي وإقليم كردستان مسعود بارزاني وجميع الأطراف المعنية إلى "الاجتماع عبر غداء عمل في مدينة النجف من اجل احتواء تلك المواقف المتشنجة والقضايا الأخرى وخاصة مسألة الفساد المستشري في البلاد"، عادا ما يحدث "تصعيدا إعلاميا وأمنيا بين ما يسمى حكومة المركز وبين كردستان"، مؤكدا في الوقت ذلك أن "هذا يقتضي منا التدخل من اجل العراق وأهل العراق".
وتأتي دعوة الصدر هذه بعد اقل من (24) ساعة على إطلاق كتلته النيابية مبادرة لإنهاء الأزمة بين رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، كلفت فيها رئيس البرلمان أسامة النجيفي الاتصال بالطرفين، من دون إيراد تفاصيل عن المبادرة.
وبحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، أمس الاول الأربعاء، مع رئيس الحكومة نوري المالكي الأزمة السياسية بين بغداد وأربيل، بعد ساعات على تكليفه من قبل التيار الصدري، فيما يتوقع أن يصل النجيفي امس الخميس، إلى أربيل للقاء القادة الكرد.
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أكد في تصعيد جديد للازمة بين بغداد وأربيل، امس الخميس،( 22 تشرين الثاني الحالي) على أنه لم يعد بمقدور رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والمسؤولين الكرد المغادرة إلى الخارج من دون موافقة الحكومة المركزية، فيما جدد تأكيده ضرورة تفعيل اتفاق 2009، لإدارة الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها.
فيما أبدى القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان، أمس الاول الأربعاء، (21 تشرين الثاني الحالي) شكوكه في مبادرة التيار الصدري، وأكد أن "المصالح" هي من يحركها وأن الصدريين يريدون ان يكون لهم دور إيجابي في حل الأزمة للحد من "الدور الأميركي".
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني اعرب، الأربعاء،( 21 تشرين الثاني الحالي) عن أمله بحل مشاكل الإقليم مع بغداد عبر الحوار والطرق السلمية واللجوء إلى الدستور، في حين أكد أن التحشيدات العسكرية على حدود الإقليم أنما وحدت الصفوف الداخلية الكردية.
وتصاعد التوتر في العلاقات بين أربيل وبغداد على خلفية تشكيل عمليات دجلة في كركوك والتي رد عليها الكرد بتشكيل قيادتين للعمليات في الموصل وكركوك، بالإضافة إلى المشاكل السياسية الكثيرة بين رئاستي الإقليم والحكومة والتي تتعلق بالصراع على الصلاحيات والتمويل ومشاكل النفط.
واشتد التوتر بين الكرد والتحالف الوطني بعد تصريحات أطلقها القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري، في (12 تشرين الثاني 2012)، اتهم فيها الزعامات الكردية بـ"اللعب" على موضوع الخلافات السنية الشيعية، واصفاً الحديث عن ائتلاف شيعي كردي بالـ"أكذوبة"، متهماً في الوقت ذاته الكرد "بعدم قطع علاقاتهم مع إسرائيل حتى الآن".
فيما هاجم رئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني، في الـ15 من تشرين الثاني 2012، بشدة تصريحات عسكرية وشدد على انه لن يسكت عليها، وفي حين عدّها مهددة لاستمرار التحالف الكردي الشيعي طالب التحالف الوطني بتوضيح موقفه منها.
ووصف رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الثلاثاء الماضي،( 20 تشرين الثاني الحالي)، تشكيل عمليات دجلة وتحريك قواتها إلى المناطق المتنازع عليها بأنها "محاولة تخريبية"، ضد مصالح الشعب العراقي والدستور، في حين طالبا التحالف الوطني بمنع تلك المحاولة وعدم السماح بأن تكون العلاقة بين الشيعة والكرد "ضحية رغبات بعض الأشخاص""، كما هدد النائب عن التحالف الكردستاني برهان محمد فرج، أمس الثلاثاء، بأن الكرد سيستخدمون كل الخيارات المتاحة أمامهم ومنها سحب وزرائهم من الحكومة في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المركزية.
وأعلنت إدارة قضاء طوز خرماتو بالإضافة إلى مصادر من الجيش العراقي والبيشمركة وحتى شهود عيان، الاثنين (19 تشرين الثاني الحالي)، وصول أفواج من مشاة الجيش العراقي معززة بعشرات الدبابات إلى اطراف قضاء طوز خرماتو استعدادا لدخوله.
وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي قد حذر ، في الـ19 من تشرين الثاني الحالي، قوات البيشمركة من تغيير مواقعها أو الاقتراب من القوات المسلحة العراقية، في أول رد على الاشتباكات التي في 16/11/ 2012 في طوز خورماتو بين القوات الكردية والقوات العراقية.
ويعتبر هذا الموقف الأول في نوعه الذي يطلقه مكتب القائد للقوات المسلحة بخصوص أحداث طوز خورماتو، وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني قد علّق على تلك الأحداث ودعا في بيان صادر عن مكتبه، السبت (17/ 11/ 2012) الشعب الكردي إلى الاستعداد للدفاع عن أرضه ومواجهة أي "حدث غير محبذ"، كما طالب قوات البيشمركة بعدم الانجرار إلى أي استفزاز، متهما جهات بأنها تحاول النيل من الصداقة بين الكرد والعرب بشكل عام والكرد والشيعة بشكل خاص.
وتسارع التراشق بين الكرد والحكومة المركزية بعد اشتباكات عنيفة اندلعت يوم الجمعة (16/ 11/ 2012) بين قوات عراقية مشتركة من الجيش والشرطة وقوة من الأسايش (الأمن الكردي) كانت مكلفة بحماية مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني في قضاء الطوز (بين محافظتي كركوك وصلاح الدين) ذي الأغلبية التركمانية، وأسفرت عن مقتل مدني على الأقل وإصابة أربعة من الأسايش وثلاثة من الشرطة وجندي.
ويعد هذا الحادث الأول من نوعه بين القوات العراقية والقوات الكردية عقب التوتر بين الطرفين منذ تشكيل عمليات دجلة في شهر تموز الماضي، كما يمثل مؤشرا على عدم وجود تنسيق بين القوتين داخل المناطق المتنازع عليها، ودليلا على هشاشة الوضع الأمني فيها، نظرا لعدم وجود قوة رئيسية تتحكم بالملف الأمني فيها.
وصوت مجلس محافظة كركوك في، السادس من أيلول الماضي، على رفض أمر القائد العام للقوات المسلحة بربط تشكيلات وزارتي الدفاع والداخلية في محافظة كركوك بقيادة عمليات دجلة.
يذكر أن وزارة الدفاع أعلنت في (3 تموز 2012)، عن تشكيل "قيادة عمليات دجلة" برئاسة قائد عمليات ديالى الفريق عبد الأمير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في محافظتي ديالى وكركوك.