 واسط/ جبار بچاي

أوضح المعنيون بالقطاع التربوي في محافظة واسط ان العام الدراسي الجديد في المحافظة سيكون مميزا من حيث الرقي بالمستوى العلمي وسد الشواغر في مدارس المحافظة التي تحتاج الى 400 بناية جديدة لفك إشكالية الدوام المزدوج الذي بات يشكل ضغطاً على التلاميذ والطلبة والملاكات التربوية.

وبين المعنيون انه لا يختلف كثيراً القطاع التربوي في المحافظة عن غيره في المحافظات الاخرى من نقص واضح في الأبنية المدرسية والملاكات التدريسية وما الى ذلك من نقص في الرحلات والمستلزمات الدراسية الأخرى، الى جانب مشاكل المدارس الكرفانية التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة في المحافظة بعد أن ولت والى الأبد المدارس المشيدة من الطين.

ووفق ما قاله معاون المدير العام لتربية محافظة واسط السيد صالح حسن حمد الله لـ(المدى)، فأن "هناك طموحات كبيرة لدينا في تربية واسط بأن يكون العام الدراسي 2023 ــ 2024 عاماً مميزاً من حيث رفع المستوى العلمي للتلاميذ والطلبة بجميع المدارس والمراحل الدراسية، من خلال تكثيف جهود الإدارات والملاكات التدريسية في ضخ مادة علمية دراسية ناضجة، وفق المقررات المنهجية للمواد الدراسية والالتزام بذلك بصورة دقيقة".

وأشار الى أن "هذه الخطوة تأتي استكمالا لخطوة مهمة تتعلق بتنظيم الملاكات من خلال التسوية وسد الشواغر، ومعالجة حالات النقص في هذا الاختصاص أو ذاك على مستوى مدارس المحافظة، بوجود التعيينات لأصحاب العقود وقد وصلنا الى نسبة 80 بالمئة بموضوع سد الشواغر". موضحا، أن "الفترة الماضية شهدت تثبيت أكثر من 21 ألف عقد بجميع مدارس واسط ولمختلف التخصصات الدراسية والادارية والحرفية، ونأمل بسد النقص الموجود من خلال التعيينات الجديدة التي أقرتها الحكومة ضمن خطة العام الحالي، إذ ستكون منها حصة مناسبة لقطاع التربية في المحافظة".

وكشف حمد الله لـ(المدى)، عن "وجود نقص في الكوادر التدريسية لمواد الفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات واللغة الانكليزية بالنسبة الى المدارس المتوسطة والإعدادية، بينما يتركز النقص في المدارس الابتدائية بمادتي الرياضيات واللغة الإنكليزية".ونوه معاون المدير العام الى أن "هذا النقص بالكوادر موجود حاليا في المدارس الريفية والنائية، وهذا الأمر سوف تتم معالجته من خلال الدرجات الممنوحة للمحافظة ونظام التسوية، حيث تقر تعليمات الوزارة بأن يخدم المعين حديثاً في القرى والمناطق النائية لمدة خمس سنوات، والقرار مركزي وملزم بذات الوقت".

وقال إن "مدارس واسط بجميع مراحلها الدراسية استقبلت مع بداية العام الدراسي الجديد نحو 450 ألف تلميذ وطالب من كلا الجنسين، توزعوا بين 1450 مدرسة تشغل هذه المدارس أكثر من ألف بناية ما يعني وجود نقص في عدد الأبنية المدرسية يصل الى 400 بناية، ولو توفر هذا العدد من البنايات سوف تنتهي قضية الدوام المزدوج الثلاثي أولاً، ثم الثنائي، وتفك هذه الشفرة التي أثرت كثيراً على مسيرة التعليم ليس في محافظة واسط فحسب، بل في عموم المحافظات". مبيناً، أن "العام الحالي سوف يشهد استلام عدد من الأبنية المدرسية التي في طور الإنجاز، وبمراحل متفاوتة، وقسم منها قريب من الانجاز التام ومن بين المدارس التي نتوقع إضافتها الى الأبنية المدرسية القائمة هناك 48 مدرسة ضمن العقد الصيني يجري العمل فيها بمراحل جيدة، إضافة الى عدد آخر من المدارس التي يجري تنفيذها ضمن مشروع تنمية الأقاليم، وهناك نحو سبع مدارس ضمن المشروع الوزاري رقم واحد ستكون بالخدمة تباعاً".

ويذكر حمد الله أنه "بعد إنجاز هذه المدارس سنقضي بشكل شبه تام على المدارس الكرفانية التي ما تزال تؤرق التربية والإدارات والتلاميذ والأهالي أيضا، ووجودها يؤثر أيضا في المستوى العلمي للتلاميذ، حيث أغلب تلك المدارس هي ابتدائية موزعة في مناطق عدة بالمحافظة، لكن سيتم القضاء على وجودها كما تم من قبل القضاء على المدارس المشيدة من الطين والتي لفظت أنفاسها الأخيرة وولت الى غير رجعة".

يذكر أن مدارس الطين، كانت تشكل مصدر قلق للتربية من الناحية الإدارية كونها في مناطق نائية وبعيدة يصعب الوصول إليها أحيانا، الى جانب مخاطرها الكثيرة على التلاميذ والهيئات التعليمية لافتقارها للمعايير البيئية والصحية، ولا تقاوم الظروف الجوية الشديدة مثل الأمطار والرياح العاتية، كما تعد ملاذاً آمناً للزواحف والحشرات وحتى الأفاعي والفئران في قسم منها وهذا بذاته ينعكس سلباً على صحة التلاميذ.