 ترجمة/ حامد أحمد

كشفت صحيفة، شيكاغو تربيون، الأميركية في تقرير لها حول فاجعة حريق عرس الحمدانية الذي راح ضحيته اكثـر من 100 قتيل، ان جمعيات خيرية سريانية لمسيحيين عراقيين مهاجرين يقيمون في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا اغلبهم من أهالي سهل نينوى وقسم منهم تربطهم صلة قرابة بالمنكوبين قد نظموا حملة تبرعات لضحايا الحريق حيث تم جمع 400 ألف دولار خلال يومين فقط من وقوع الحادث لتغطية نفقات مواد غذائية وادوية ودعم مالي للناجين وأهالي الضحايا.

وقال، آشور شيبا، ممثل احدى الجمعيات الخيرية في ولاية شيكاغو اثناء تنظيم مسيحيين عراقيين في المهجر وقفة تأبينية اكراما لضحايا الحريق بان هناك ما يزيد على 100 ألف مسيحي عراقي من الآشوريين السريان الذين غادروا العراق يقيمون في شيكاغو وقسم منهم لديهم افراد عوائل من بلدة قرة قوش في سهل نينوى حيث وقع حادث حريق قاعة العرس.

وقال، اليكس كارانا، رئيس الجمعية الآشورية العراقية الأميركية في شيكاغو في حديث للصحيفة "المسيحيون هنا لهم افراد عوائل من بلدة الحمدانية. كل آشوري لديه صلة بتلك المنطقة. الاشوريون هم أبناء تلك المنطقة الأصليين، خصوصا في سهل نينوى".

وتحدث كارانا للمسيحيين المتجمعين خلال وقفة التأبين بانه كان مؤخرا في العراق عند وقوع الحادث مع مجموعة تدعى، نينوى رايزنغ كروب، وهي مجموعة حماية اجتماعية آشورية تتواصل مع الآشوريين العراقيين في الخارج، وانه زار الموقع في اليوم التالي من الحادث والتقط صورا للناس المحتشدة وهم يشقون طريقهم وسط المشيعين الذين يحملون اكفان ضحاياهم إلى موقع المقبرة داخل الكنيسة.

ويقول آشور شيبا ان اكبر تجمع للمسيحيين في العراق هو في سهل نينوى بمنطقة الحمدانية حيث تقع بلدة، بغديدا، التاريخية للآشوريين والتي تسمى أيضا قره قوش او الحمدانية.

من جانبها قالت، شاميران ايشي، رئيسة الجمعية الآشورية للإعانة في شيكاغو ان جمعية الطلبة الآشوريين في مدينة، مورتون غروف، في شيكاغو، وبالتعاون مع جمعية الاعانة نظموا وقفة تأبينية لضحايا حريق عرس الحمدانية، مشيرة الى ان أعضاء الجمعية اقاموا صندوقا للتبرعات في كل من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا التي يتواجد فيها لاجئون عراقيون كثر، وقد تم جمع 400 ألف دولار خلال يومين فقط من وقوع حادث الحريق وذلك لتغطية نفقات مواد غذائية وادوية للناجين من حادث الحريق.

وقالت ايشي ان فرق عيادات طبية متنقلة يديرها متطوعون من عناصر طبية قدموا مساعدات لضحايا تعرضوا الى حروق وذلك في بيوتهم بالنسبة للحالات التي تعذر نقلهم لمستشفى.

وتخطط الجمعية أيضا لحملة تبرعات أخرى في معهد جامعة شيكاغو لدراسات الحضارات الشرقية التاريخية في منطقة هايد بارك، وتقول ايشي بانها تأمل في الاستمرار بمساعدة العوائل التي فقدت معيلها ورب الاسرة الذي ينفق عليهم، ويتضمن ذلك مساعدة علاج نفسي للذين بحاجة لذلك.

وتضيف رئيسة الجمعية الاشورية، اشي، بالقول "لدينا عوائل من فقد فيها الأب والام والأولاد، وهناك عائلة قتل جميع افرادها ما عدا طفلة تبلغ السادسة من العمر".

من جانبه يقول، آشور شيبا، بان تعداد المسيحيين في العراق بدأ بالتناقص منذ حقبة حرب الخليج الأولى في الثمانينيات ومن ثم حرب الخليج الثانية في التسعينيات وبعد ذلك عقب الغزو الأميركي للعراق والذي تسبب بغياب امني وعمليات قتل وتهجير وحرب أهلية استمرت لسنوات طالت المسيحيين وما تلاه بعد ذلك من غزو تنظيم داعش لمنطقة سهل نينوى في عام 2014 وتعرض المسيحيين للقتل والتهجير أيضا.

وأضاف شيبا قائلا "لم يكن امام المسيحيين الآشوريين خيار سوى مغادرة العراق، وكثير منهم جاء الى الولايات المتحدة وأستراليا، كانت تلك المعاناة بمثابة حرب إبادة مستمرة للشعب المسيحي مع طمس لحضارتهم وتراثهم".

ومضى بالقول "الاعداد المتناقصة للمسيحيين في العراق لا تتحمل وقع كارثة تحصل في بلدهم جراء حريق في حفلة عرس، لم استطع النوم الأسبوع الماضي".

وجاء في تقرير لوكالة اسوشييتدبرس نشر في 2 تشرين الأول ان حصيلة ضحايا الحريق ارتفعت الى 113 قتيلا وان رجال دين مسيحيين دعوا لإجراء تحقيق دولي في أسباب الحادث. وذكرت الوكالة ان قس سرياني القى باللوم على الفساد المستشري في العراق ونفوذ المجاميع المسلحة في المنطقة الذي هو من أحد الأسباب التي نجم عنه هذا الحادث.

عن صحيفة شيكاغو تربيون