باسم عبد الحميد حمودي(عفك) قضاء عراقي يبعد عن مركز لواء الديوانية ب34 كيلو متراً جنوبا ويمر بعفك فرع نهر الفرات الشمالي الذي يسمّى فرع الدغارة حيث ينقسم الفرات شمال الدغارة بحوالي الثلاثين كيلو متراً حيث يذهب فرع الى مدن الدغارة-سومر –عفك – آل بدير ثم يضيع ما تبقى من النهر في شاخات وحقول ، فيما يذهب الفرع الثاني الى الشاميّة وعدد من المدن ليصل السماوة بعد هذا .
كل هذه المدن ( والمزارع التي بينها ) ترتفع فيها أبنية الدواوين لسراة القوم حيث يجتمع هؤلاءباعمامهم واخوتهم وابناء منطقتهم للسمر والعمل في الشان العام أن تطلب الامر حتى أن مدينة (الديوانية) التي أسستها قبيلة خزاعة اسندت تسميتها الى الديوان وهو المضيف دون شك ولكنه مضيف مدني ولو كان في الريف لصنع على شكل شبّات وسمي مضيفا و( عفك ) على سماحة أهلها وعذوبة لقائهم وكرم ضيافتهم اشتهرت بدواوينها التي تفتح باستمرار في رمضان المبارك وغيره من الاشهر للقريب والزائر، حيث تقام الاماسي والسهرات، وتقدم الموعظة الدينية في أوقاتها المحددة. من اشهر الدواوين قديمافي ( عفك ) ديوان السيد رسول الشرع ( ابو حمادي ) وديوان الحاج محسن الجناحي ( والد عبد الآله ومحيي وجبار ) وديوان الحاج عبد الامير العلي الر اضي وديوان السيد يحيى السيد داود ( ابو علي ) وديوان السيدطالب الشرع ( ابو مضر ) وديوان اسرة الرحيم وعميدها الشيخ مهدي الرحيم ( والد د. عبد الحسين وصالح )و شقيقه د . أحمد حسن الرحيم التربوي المعروف واستاذ علم النفس . من الدواوين الاخرى المهمة في عفك الامس ديوان ونّاس الحاج محسن وديوان السيد فخر الدين العاملي ، وهو سيد كثير التقوى ذو مهابة وثقافة وأنفتاح على الآخر ، وقدكان وكيلا للسيد محسن الحكيم في المدينة ، لكن مجلسه الرمضاني كان حاشدا يحضره كثيرون من طبقات وأصناف شتى ، فذا أنتهى المجلس الرمضاني العام أنصرف السيد فخر الدين الى خلصائه وضيوفه ومنهم الشيوعي والاسلامي والقومي حيث يدور الحديث علانية في السياسة والادب وتناقش المسائل الدينية بحرية لاتألفها المنطقة ولا كتاب التقارير الامنية الذين استطاعواجلاء السيد فخر الدين لاعن عفك وحدها بل عن كل العراق ، الى بلده الأول ، لبنان وافتقدت عفك بهذا مجلسا حيويا في رمضان وسواه. وبقدر ما كانت مضايف ودواوين السادة آل الشرع تقليدية موقرة وقرة ، كانت الروح العصرية من نصيب ديوان السيد يحيى آل داود وديوان الحاج محسن الجناحي الذي يحضره مثقفو المدينة وشخصياتها وكبارموظفيها ، ولا يطرح في الديوان سوى الموضوعات الثقافية والاقتصادية وشؤون عشائر المنطقة.هذه بعض الذكريات عن عفك ودواوينها في رمضان الامس القريب والبعيد.
رمضان الأمس: تجوال في مضايف (عفك)
نشر في: 21 أغسطس, 2010: 06:00 م