المدى الثقافي ضمن الدراسات الأساسية لواقع مسرح الطفل العراقي ،قدم عدد من الأكاديميين والمتخصصين ، بعض البحوث التي تعالج المشكلات في خضم هذا الكم الهائل من التقنيات والفضائيات ،وقد كانت هذه البحوث متباينة في معالجاتها ،وقدم قسم من الباحثين بعض المقترحات لتسليط الضوء على نقاط الضعف الفني والأدائي والمنهجي .
وفي ملخص بحث د.عقيل مهدي يوسف عميد أكاديمية الفنون الجميلة : تحتاج أنشطة مسرح الطفل إلى إشراف فنانين مرموقين ،لأن تأثير مسرح الطفل في مستقبل أي مجتمع يتطلب الجمال والفنون الراقية ،ينبغي ان تحدد بشروط إبداعية خاضعة للإنماء والارتقاء ،وترك الانطباع الأصيل في نفوس المتلقين فهو ضرب من الصراع ،الذي تكون نتائجه أما في صالح المسرح او في الضد منه او مجافاته في اقل الخسائر . بينما يرى د. حسين علي هارف في بحثه الموسوم - نظرة تاريخية في مراحل تطور تجربة مسرح الطفل في العراق – لم يجد المسرحيون العراقيون من مؤلفين وممثلين ومخرجين ما يحفزهم للمشاركة في هذا الميدان مع الاعتراف بان الكثير من المسرحيين العراقيين ابتعدوا –ترفعا او خشية –من هذا الميدان الذي يحتاج الى مهارات أدائية خاصة وعالية المستوى ،إذ شهد عقد الستينيات في ميدان مسرح الطفل في العراق تجارب مسرحية متفرقة منفردة ومتقطعة ولا يربطها رابط نظامي او مسعى جماعي او توجه عام باتجاه تأسيس مسرح طفل في العراق أو التخطيط له .وأكدت د. شذى حسين العاملي في ملخص بحثها التي تبلورت في التساؤلات الآتية :ما هي الكيفية التي تم من خلالها توظيف الخيال في الخطاب الصوري الموجه للطفل ؟ وكيف يتم إنتاج الخيال على الشاشة سمعيا وبصريا بالآليات المتاحة ؟وما هو دور الخيال في توسيع العملية الإدراكية للطفل. وبينت العاملي اهداف البحث بالكشف عن توظيف الخيال في الأفلام الموجهة للطفل بعمر من 6 الى 12 لعرض الواقع عليه ،والتعرف على العناصر الفيلمية التي تقود الطفل الى عالم الخيال ،والكشف عن دور الخيال في تطوير المستوى الإدراكي للطفل .وتقول د. طاهرة داخل طاهر وهي أستاذة جامعية وباحثة في أدب الأطفال :صار الكتاب في سنة 2001لايرى ولا يمكن أن يصل إلى أيدي الأطفال بعد ان مر بخط بياني دقيق النضج في السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات بسبب شحة التمويل المادي وندرة الخبرات في مجال الكتابة للطفل بعد أن تفرق عن هذا الأدب والفن مؤلفوه وناظموه ورساموه تعوزهم الخبرة في مجال أدب الطفل ومسؤوليات هذا الأدب وخطورته على الصعيد الفكري لأنه يغرس أنساناً ومواطناً يعرف كيف يحقق وجوداً لكيانه في مجتمعنا والمجتمعات الإنسانية الأخرى . وتستمر هذه البحوث في وضع الأسس من قبل الباحثين والدارسين والمتخصصين في عالم الطفولة الفسيح والبريء ان يمنحوا مشهد المسرح الطفولي ،أفقاً واسعاً للطفولة كلاً حسب ما يراه مناسباً في اختصاصاته. ففي خلاصة البحث – المنهج التربوي وثقافة الطفل : يمتد الاهتمام بحقوق الطفل الى عمق التاريخ الإنساني وتظهر المراجع التاريخية انشغال الحكماء والفلاسفة والعلماء والأديان المختلفة برعاية الطفولة وحمايتها .ومع بدايات القرن العشرين وضعت اجلانتين جيب في عام 1923 إعلان حقوق الطفل تبنته عصبة الأمم المتحدة عام 1924 واعتمدته وسمي (إعلان جنيف)تالف نص الإعلان من خمس نقاط يكفل للأطفال رعاية خاصة وحماية بغض النظر عن أجناسهم وجنسياتهم.
دار ثقافة الأطفال.. بناء صرح ثقافة المجتمع المتطور
نشر في: 21 أغسطس, 2010: 06:02 م