حاورته: ضحى عبدالرؤوف المل
يحمل الفنان التشكيلي "عبدالمجيد نوفل" هموم المجتمع الإنساني، لتبرز الرؤية الإنسانية في أعماله بشكلها الواقعي تجريديا، وفق عدة مفاهيم يزرعها في لوحة فلسفية في عمقها رغم التفاصيل البصرية التي يريد لها أن تكون بمثابة رسالة يستبطنها.
لتكون نصا بصريا للأجيال القادمة في محاكاة لا تقل أهميه عن الجماليات بمعاييرها ومقاساتها الدقيقة. لتكون نقطة جذب لمواضيع حياتية يطرقها فكرياً ويجعل منها ضوءا حياتية يسلطه على ما يقلقه. بل ويتساءل عنه! ولعل أسباب النزوح التي عانى منها نوفل وهو ابن مدينة دير الزور السورية هي سبب رؤيته هذه في الفن، وهو من مواليد 1975 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين في دير الزور، ويعمل حالياً مدرساً للتربية الفنية بدمشق بسبب النزوح الذي أثر سلباً على حياته الاجتماعية والفنية فيقول " كان للنزوح أثره السلبي في حياتي الفنية ورغم هذا الشىء كنت مستمراً بالرسم أثناء تنقلي من محافظة لمحافظة أنا وعائلتي. إذ أنني حملت معي أدوات الرسم في حلي وترحالي. فالمشهد الذي أثر في هو معاناة الناس من خلال مشاهدتي لهم أثناء نزوحهم فقد كنت أشاهد القلق المرسوم على وجوههم والتعب والتعاسة ما جعلني أحزن لما رأيت على وجوه المتعبين من أبناء مدينتي" فهل المعاناة المجتمعية هي حكاية البؤس أو الإنسان ورحلته في الحياة التي تتخللها الكثير من المعاناة تولّد صرخة بصرية هي الفن المجتمعي بكل تفاصيله مع الفنان عبدالمجيد نوفل أجرينا هذا الحوار..
- ترسم الباطن اللاواعي للانسان من خلال توشيح اللوان ودمج الواقع بالإحساس هل هو نوع من التعمق بالحالة الإنسانية التي ترصدها
كل إنسان يمتلك نعمة البصر لكي يرى الواقع، ويحلل الأشياء ويميز بين الجمال والقبح بكل الألوان من خلال النسيج البصري له لكن هل يمتلك البصيرة؟ هنا نقف عند كلمة بصيرة هي رؤية العمق وليس الظاهر أي رؤية ما وراء الأشياء هنا يأتي دور الفنان الذي يرى من خلال ما ينسجه بصره فيرى ما وراءها ببصيرته لأن هناك نوعا من الجماليات لا تقع عليها عين المتلقي العادي.
- هل من مصداقية لمشاعر تقودك نحو باطن اللوحة لتكون نوعا من المحاكاة المجتمعية التشكيلية
يجب على الفنان أن يكون صادقا مع نفسه. ليكون صادقا مع عمله فالفنان كتلة من الأحاسيس.لأن الإنسان هو أهم شىء على وجه الأرض وهناك حالات إنسانية ترافقه من قهر وظلم من حب من فراق من حرب كل هذه الأمور تعطي دافع لدى الفنان لينتج عملاً ملىء بالإحساس فيخرج العمل إلى النور ليراه المتلقي الذي عاش هذه الحالات
- تفرض تفاصيل لونية تعبيرية تجذب الحواس نحو قدرتك في شحن المعايير الجمالية المؤثرة على الحس ما هي القواعد التي تفرضها على ريشتك لتكوين ذلك؟
قبل البدء بالعمل أضع اللوحة أمامي وأتأمل البياض، فأرى أشكالا تظهر على السطح، ومن هنا يبدأ الخيال. فتجذبني إليها لتأكيد ما رأيت على سطحها طبعاً مع الحفاظ على بنائية العمل الفني دون التخلي عن الوعي المفاهيمي والتقني في صياغة العمل. فيقودني انفعال مدرك يأخذني إلى عوالم بعيدة أو إلى الماضي أو الحاضر أو المستقبل وأبحر في صياغة التفاصيل لتخرج مكنونات ومعاني تكمن خلف ما تم مشاهدته
هل تجمع بين التجريد والواقع خاصة في لوحات أم عزيز؟
في أعمال أم عزيز الوضع مختلف حاولت البحث عن الأثر الإنساني. فهو محور اهتماماتي، فبعد البحث وجدت الجدار. فالجدار لغة يقرأها جميع شرائح المجتمع فقدمت أم عزيز أمام الجدار لأنه يحكي قصة أم عزيز مع أولادها عبر الصاق صور أو كتابة تاريخ الحادثة