متابعة / المدى
على مدار عقود، تبادلت الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الهجمات والمعارك التكتيكية، لكنّ المواجهة هذه المرة مختلفة وخطيرة ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى عدد الرهائن الإسرائيليين الكبير لدى حماس، وكذلك لارتفاع حصيلة الضحايا الإسرائيليين.
وفي الساعات الـ٤٨ الماضية، تواصلت الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حركة حماس في بلدات إسرائيلية في منطقة غلاف غزة. وبحسب الاعلام الاسرائيلي، فأن عديد القتلى بلغ - حتى ساعة اغلاق التحرير - أكثر من 600 قتيل وحوالي ألفي جريح إسرائيلي، بينما لا يزال حوالي ٧٥٠ شخصاً في عداد المفقودين. وفي الصفة المقابلة، سقط أكثر من ٣٥٠ فلسطينيا وإصابة 2200 اخرين، في غارات جوية إسرائيلية شنت على قطاع غزة.
وعجزت قوات الاحتلال، حتى مساء أمس، من اخراج المقاتلين الفلسطينيين من أراضي المستوطنات، حيث لا يزال القتال هناك شرسا.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من «حرب طويلة وصعبة». ذلك بعدما أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي، أمس، رسميا حالة الحرب في البلاد.
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط هائلة من ائتلافه الحكومي اليميني للقيام بما تجنبه هو وسابقون له في هذا المنصب، وهو إطلاق عملية توغل بري كبير في قطاع غزة، والأكثر من ذلك استعادة السيطرة على الأراضي التي سلمتها القوات الإسرائيلية في أغسطس/ آب 2005 لدى انسحابها من القطاع. حماس أيضا تبدو مستعدة للقتال وقد أحدث هجومها الجريء صدى كبيرا لدى الفلسطينيين الذين سئموا من القيود الإسرائيلية.
الأسطورة الإسرائيلية تتبدد
وأطاح الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل بالصورة التقليدية التي ترسمها إسرائيل عن نفسها كقوة استخباراتية ليس لها مثيل وأطاح بأسطورة الأمن الإسرائيلية وهز من صورة الاستخبارات والجيش في إسرائيل.
وقع هذا الاختراق النوعي سيكون شديدا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويمكن أن يطيح بحكومته وينهي دوره السياسي.
ورغم الإمكانيات الهائلة التي بين أيديهما، فإن الاستخبارات والجيش الإسرائيليين عجزا عن رصد الهجوم والتحركات التي سبقته، ما أظهر تفوقا لحماس على حساب الجيش والاستخبارات الأكثر شهرة في المنطقة والعالم.
ويرى خبراء أن سبب اختراق مقاتلي حماس لحواجز أمنية إسرائيلية، وإطلاق وابل من الصواريخ من غزة فجر السبت خلال عطلة عيد يهودي، كان عامل التكتم الذي حال دون تسرّب تفاصيل الهجوم لإسرائيل وعملائها الفلسطينيين.
الخشية من جبهات أخرى
وتخشى إسرائيل التي يبدو ان قياداتها حتى الان، لم تفق من الصدمة المهولة، من فتح جبهات معارك أخرى، لا سيما في الشمال مع حزب الله اللبناني.
غير ان الأخير أعلن صباح الاحد، أنه أطلق «أعداداً كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة» على مواقع إسرائيلية في منطقة حدودية متنازع عليها.
جاء ذلك في ما أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ قصفاً مدفعياً على جنوب لبنان، رداً على إطلاق نار من المنطقة، وفق بيان.
وقال الجيش اللبناني أنه ينفذ اعتباراً من أمس السبت «انتشاراً في المناطق الحدودية ويقوم بتسيير دوريات، كما يتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان».