ذي قار/ حسين العامل

جدد متظاهرون واهالي ضحايا حريق مركز النقاء الذي راح ضحيته أكثر من 60 ضحية قبل عامين المطالبة باحتساب ضحايا الحريق ضمن شريحة الشهداء والكشف عن نتائج التحقيق ومحاسبة كبار المسؤولين عن الحريق وعدم اقتصار ذلك على صغار الموظفين، فيما أقدم عدد من المتظاهرين على غلق مديرية الشهداء ودائر صحة ذي قار ملوحين بإغلاق مكتب مفوضية الانتخابات بالمحافظة.

وكانت النيران قد التهمت في ليلة الاثنين (12 تموز 2021) مركز النقاء المخصص لعزل المصابين بفايروس كورونا بالكامل وحاصرت مئات من المرضى ومرافقيهم ما ادى الى تفحم 64 جثة 22 منها ظلت مجهولة الهوية اثر التشوهات التي لحقت بها ما استدعى ارسالها الى دائرة الطب العدلي في بغداد لإجراء الفحوصات ومطابقة النتائج مع اسر الضحايا.

وقال الناشط احسان الهلالي لـ(المدى) ان "المتظاهرين واهالي الضحايا خرجوا اليوم في تظاهرة للمطالبة بحقوق شهداء حريق مركز النقاء الذين توفوا منذ اكثر من سنتين وللأن لم ينالوا حقوقهم"، واضاف ان "اهالي الضحايا راجعوا الكثير من المسؤولين ولكن دون نتيجة ولم يقبضوا سوى الوعود".

ويجد الهلالي ان "مصير ضحايا حريق مركز النقاء لا يختلف عن مصير ضحايا حريق قاعة الاعراس في الحمدانية، ولهذا نطالب باحتسابهم شهداء ومنح ذويهم كامل الحقوق المترتبة على ذلك"، مبينا ان "ضحايا حريق مركز النقاء هم من المرضى الراقدين في المركز الطبي المخصص لعزل المصابين بفايروس كورونا وقد توفوا نتيجة الاهمال الحكومي"، مشددا على اهمية انصاف اسر الشهداء.

بدوره، قال متظاهر اخر ان "اسر الضحايا واطفالهم تم تجاهل حقوقهم وان ابناء الناصرية وناشطيها خرجوا لاستعادتها والمطالبة بها"، مشددا على ضرورة الكشف عن نتائج التحقيق في الحريق ومحاسبة المقصرين من المسؤولين الكبار وعدم اقتصار المحاسبة على صغار الموظفين.

من جانبه، قال ممثل اسر الشهداء خلال مشاركته في التظاهرة انه "نطالب الحكومتين المركزية والمحلية باحتساب ضحايا مركز النقاء شهداء اسوة بضحايا مستشفى ابن الخطيب وغرقى عبارة الموصل وشهداء حريق الحمدانية"، مبينا ان "جميع الضحايا لاقوا مصيرا واحدا غير ان ضحايا مركز النقاء قضوا في حريق نشب داخل مؤسسة حكومية وضحايا الحمدانية في منشأة اهلية".

ويرى المصدر ان "ضحايا مركز النقاء الذين يتجاوز عددهم الـ60 شخصا كانوا ضحايا حريق ناجم عن خلافات سياسية وتنازع بين الاحزاب على المناصب"، لافتا الى ان "اسر الضحايا حاولوا اللقاء برئيس الوزراء عدة مرات لشرح مظلوميتهم والمطالبة بحقوق ابنائهم غير ان ذلك لم يتحقق حتى الان".

واشار الى ان "بعض جثث الضحايا مازالت قيد الفحص في دائرة الطب العدلي وان اهالي الضحايا يضطرون الى فتح القبور بين فترة واخرى وفقا لنتائج الفحص الصادرة عن الدائرة المذكورة"، مؤكدا ان "هكذا امر تكرر مع 15 ضحية".

فيما قال متظاهر اخر "خرجنا اليوم لنتضامن مع اسر ضحايا حريق مركز النقاء والمطالبة بحقوق اسرهم"، مشددا على احتساب الضحايا ضمن شريحة الشهداء ومنح اسرهم الحقوق الخاصة بتلك الشريحة، مشيرا الى ان "تجاهل مطالب اسر الضحايا على مدى اكثر من سنتين هو ما اضطرنا الى تصعيد الفعاليات المطلبية باتجاه تحقيق مطالبهم المشروعة".

واوضحت مديرية شهداء ذي قار موقفها من قضية ضحايا مركز النقاء في بيان تابعته (المدى) وجاء فيه انه "ايماناً منا بقضية الشهادة والشهيد دأبت مديرية شهداء ذي قار ومنذ اليوم الاول لوقفة وفد ضحايا مستشفى النقاء علی مناصرة ومساندة اهالي الضحايا وتحشيد الجهود لإيصال الاصوات والسعي لنيل الحقوق عبر المخاطبات الرسمية للجهات المعنية".

وتحدث البيان عن "اطلاق مناشدة لنواب محافظة ذي قار عبر الاتصال الشخصي من قبل مدير الدائرة استجاب بعض النواب له وجرى اللقاء داخل خيمة التظاهرات امام مقر المديرية للاستماع الی طلبات الاهالي من اجل رفع المظلومية الی البرلمان العراقي لإعادة النظر في ملف القضية بما يضمن حقوق هذه الشريحة قانونا لتتمكن مديرية الشهداء من احالة ملفات الضحايا الی اللجان الفرعنة من اجل شمولهم بقانون مؤسسة الشهداء كونها جهة تنفيذية" .

وشهد الاسبوع المنصرم تحركا لعشرات الناشطين واسر ضحايا مركز النقاء وتنظيم وقفات احتجاجية امام مديرية شهداء ذي قار وموقع الحادث للمطالبة بحقوق الضحايا. فيما طالب العشرات من اسر ضحايا الحريق يوم (13 تموز 2023) بالكشف عن نتائج التحقيق والمسؤولين عن تفحم اكثر من 64 ضحية من المصابين بمرض الكورونا الذين كانوا يرقدون في المركز المذكور، وذلك في تظاهرة نظموها في موقع الحادث بمناسبة حلول الذكرى الثانية للحريق.