 المدى/ مصطفى منير

يستيقظ سائق الأجرة حسام محمد (28 عاماً)، صباح كل يوم للعمل، كان فرحاً بقدوم فصل الخريف وانتهاء موجات الحر الأربعينية لكون مركبته لا تتحمل الصيف اللاهب، لكن ما يعاني منه (محمد) هو الزخم المروري الذي يخنق شوارع العاصمة ويعيق حركة السير.

يقول محمد في حديث لـ(المدى)، إنني "لا اعرف متى نتخلص من مشكلة الزحامات المرورية، وبالرغم من فتح جميع بوابات المنطقة الخضراء ما زالت بغداد تعاني من اختناق مروري حاد".

مشاريع ودوام رسمي

ويضيف أن "الزحامات ليست فقط في المدن التجارية مثل ساحتي النسور وعدن والتقاطعات مثل قرطبة وعنتر، بل اصبحت في السنوات الأخيرة في الطرق السريعة أيضاً مثل سريع قناة جيش وسريع الدورة".ويتابع، أن "عمل سائق الاجرة تشتد ذروته في أوقات الدوام الرسمي"، مستدركاً أن "الحكومة عجزت عن اطلاق مشاريع الطرق في العطلة الصيفية، وسببت كارثة مرورية عند قطع طرق رئيسية ببغداد أبرزها تقاطع المشن".

صداع وملل

من جانبه، يروي احمد ابراهيم (21 عاماً)، وهو احد طلبة جامعة بغداد، تفاصيل الطريق الى جامعتهِ قائلاً: "اسكن في منطقة السيدية التي لا تبعد عن جامعة بغداد سوى كيلومترات قلية، لكن يصيبني الصداع والملل الرتيب بسبب ازدحامات جسر الجادرية التي لا تنتهي".

ويضيف "إنني اخرج من المنزل عند الساعة السابعة صباحاً لكنني اصل الى الجامعة عند الساعة 8:45 ص".

ويكمل ابراهيم حديثه: "منذ فترة طويلة والحكومة تقول إنها ستغير اوقات دوام الموظفين الى (شفتات) عديدة لفك جزء من الاختناق المروري، لكنها لم تنفذ ما تتحدث به حتى الآن"، لافتاً الى أن "العاصمة بغداد وشوارعها أصبحت لا تطاق بسبب الاعداد الكبيرة للمركبات وعدم تنظيم حركة سيرها بصورة صحيحة".

أعداد كبيرة

من جهتها، تكشف مديرية المرور العامة، عن وجود 3 ملايين سيارة في بغداد من اصل 7 ملايين بعموم العراق، مبينة ان قدرة شوارع بغداد لا تستوعب سوى 400 الف سيارة كحد اعلى. يقول المتحدث باسم المديرية العميد زياد القيسي، إن "عدد السيارات في بغداد فاق النسبة المحددة وارتفع بنسبة 10 اضعاف القدرة الاستيعابية لشوارع العاصمة".

ويوضح ان "الحل الاولي الامثل هو عبر امانة بغداد بوضع موقع ركن للسيارات فضلا عن انشاء كراجات نموذجية والعمل على فتح طرق جديدة".

طرق جديدة

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة، في وقت سابق، عن مواصلة أعمالها بمشروع تطوير ساحة النسور، الذي يعد احد أكبر مشاريع الحزمة الأولى لفك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد، (بحسب تعبيرها). وتضيف ان "المشروع يتضمن إنشاء (3) أنفاق للسيارات، النفق الأول يربط بين (شارع الأردن) و(شارع القادسية)، والثاني يربط بين (شارع حيفا) و(شارع بيروت)، والثالث يربط بين (شارع بيروت) و(شارع حيفا) ، بعمق يصل الى (16) م تحت مستوى سطح الأرض". وذكرت امانة بغداد، بأنها نقلت نصب النسور الى متنزه الزوراء، لتعارضه مع مشاريع فك الاختناقات المرورية التي تنفذ في الساحة، مؤكدة انه ستتم اعادته بعد انجازها.

اختناقات مرورية

تتضمن الحزمة الأولى لمشاريع فك الاختناقات المرورية، التي أُعلن عنها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، آذار الماضي، 19 مشروعا تشمل تطوير واستحداث الطرق والجسور والمجسرات في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد، فضلا عن الطرق الخارجية التي تربط العاصمة بالمحافظات الوسطى والشمالية والغربية. وتقول وزارة الإعمار والإسكان، إن مدة إنجاز كل مشروع من مشاريع فك الاختناقات تتراوح بين 300 يوم إلى 18 شهراً، مشيرةً إلى أن الحزمة الثانية من المشاريع تتضمن إنشاء جسور على نهر دجلة.