ذي قار / حسين العامل

كشفت مفتشية اثار وتراث ذي قار عن اكتشاف زقورة بارتفاع 25 مترا واثار اخرى تعود الى 3900 عام قبل الميلاد في موقع تل زرغل بقضاء الدواية شمال الناصرية، وفيما اشارت الى تواصل العمل في الموقع المذكور من قبل بعثة ايطالية – عراقية مشتركة، توقعت وصول المزيد من البعثات التنقيبية خلال الموسم التنقيبي الحالي.

وقال مفتش آثار وتراث ذي قار شامل ابراهيم الرميض لـ(المدى) ان "البعثات التنقيبية التي عملت في تل زرغل اكتشفت زقورة بارتفاع 25 مترا ومنطقة سكنية ومعبدا قرب الزقورة وقطعا اثرية مهمة تعود الى 3900 عام قبل الميلاد"، مشيرا الى تسليم القطع الاثرية الى المتحف الوطني".

وتحدث الرميض عن "اكتشاف اثار مدينة مائية كبيرة كون الموقع كان يمثل نهاية الخليج ومرسى او ميناء للسفن في مملكة لكش ومدينة الهباء في تلك الحقبة الزمنية".

واوضح مفتش اثار ذي قار ان "موقع تل زرغل يعود للحقبة السومرية ويمثل المدينة المائية وميناء مملكة لكش وكان يطلق عليه مدينة نينا السومرية"، مشيرا الى ان "الموقع يتواصل فيه التنقيب منذ عام 2011 وعلى مدى 8 مواسم من قبل بعثة ايطالية من جامعة روما وبمشاركة عراقية".

واستدرك الرميض ان " بعثة المانية سبق وان عملت في الموقع المذكور قبل 100 عام واكتشفت باحات سكنية وقطع اثرية وقد توقف عملها قبل عدة اعوام لتحل محلها البعثة الايطالية".

ويجد الرميض ان "العمل التنقيبي في تل زرغل يمكن ان يتواصل لسنوات طويلة لسعته واهميته وعمقه التاريخي"، منوها الى ان "عمل البعثة الايطالية يجري بواقع 3 اشهر في السنة الواحدة وخلال موسم الشتاء او الاشهر التي تكون فيها الاجواء معتدلة أو خلال العطلة الجامعية للأساتذة الجامعيين العاملين ضمن البعثة".

وعن عمل البعثات التنقيبية الاجنبية في محافظة ذي قار قال مفتش اثار ذي قار ان "البعثات التنقيبية الاجنبية العاملة في محافظة ذي قار متعددة الجنسيات وقد استقبلنا مؤخرا البعثة الايطالية العاملة في تل زرغل وقريبا ستصل بعثة اايطالية اخرى تعمل في موقع تل ابو طبيرة الاثري (8 كم جنوب الناصرية) وبعثة فرنسية تعمل في موقع السنكرة في منطقة الكطيعة غرب الناصرية"، واردف "كما ستصل بعثة بريطانية للتنقيب في موقع تلو الاثري في قضاء النصر وبعثة سلوفاكية تعمل في موقع جوجا شمال الناصرية وبعثة امريكية تعمل في موقع الهباء الذي يبعد 5 كم عن مدينة نينا السومرية في لكش بقضاء الدواية".

ويرى باحثون في مجال الاثار ان اعمال التنقيب تكتسب اهمية كبرى في توثيق الطبقات الحضارية وتحديد الحقب التاريخية وطبيعة الحياة الاجتماعية والدويلات التي كانت قائمة آنذاك بدقة كبيرة، كما تحافظ على الكنوز واللقى الآثارية من النهب والسرقة ولاسيما ان البلاد تعرضت لأشرس هجمة نهب وسرقة للمتاحف والمواقع الاثرية خلال سقوط النظام السابق في عام 2003.

ونظم متحف الناصرية الحضاري مطلع نيسان من العام الحالي ورشة تدريبية للطلبة والاثاريين حول توظيف التكنولوجيا الحديثة في توثيق وحفظ الاثار العراقية شارك فيها علماء اثار من جامعتي روما وكوستاريكا.

وكانت مفتشية آثار ذي قار أعلنت في عام 2021 عن تسليم أكثر من 1000 قطعة أثرية الى متحف الناصرية والهيئة العامة للآثار خلال عام 2020، وفيما بينت أن القطع الأثرية هي حصيلة عمل 11 بعثة تنقيبية أجنبية وما عثر عليه المواطنون وشرطة حماية الآثار خلال جولاتهم التفتيشية، أكدت تراجع أعمال النبش والتجاوزات على المواقع الأثرية بعد استحداث أربع مُراقبِيّات للآثار.

وتضم محافظة ذي قار نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المدن العراقية بالمواقع الآثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يُعد أقدم محكمة في التاريخ.