كشف مصدر سياسي مطلع، أمس الخميس، أن رئيس الحكومة نوري المالكي وجه بإزالة اللافتات والرايات الخاصة بشهر محرم من بنايات المؤسسات الحكومية، مؤكدا أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء أول مؤسسة نفذت التوجيه.
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس)، إن "رئيس الحكومة نوري المالكي وجه، اليوم، بإزالة جميع اللافتات والشعارات والرايات الدينية التي ترمز إلى شهر محرم وذكرى استشهاد الإمام الحسين من بنايات المؤسسات الحكومية".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الأمانة العامة لمجلس الوزراء أزالت من بنايتها ومداخلها جميع تلك الشعارات كأول مؤسسة تنفذ التوجيه".
ويعد توجيه المالكي هو الأول من نوعه منذ العام 2003، إذ تشهد البلاد في شهر محرم من كل عام طقوسا دينية خاصة تتمثل بنشر اللافتات والرايات والشعارات التي تذكر بحادثة استشهاد الإمام الحسين، يحمل بعضها دعوات للثأر لتلك الحادث، وخاصة الطرق والمدن المؤدية إلى مدينة كربلاء، وغالبا ما تشاهد تلك الرايات على المؤسسات الحكومية وحتى الأمنية إذ ينتهز منتسبو وزارتي الداخلية والدفاع المناسبة لتعليق تلك الرايات واللافتات على مركباتهم العسكرية ومقراتهم.
ويرى مراقبون أن توجه المالكي قد يثير حفيظة الجهات الدينية وبعض الأطراف السياسية التي تعد رفع اللافتات جزءا من إحياء ذكرى عاشوراء، وهو ما سيخلق أزمة جديدة تضاف إلى أزمة الحكومة المركزية مع الإقليم.
وتعد زيارة عاشوراء التي تحل يوم العاشر من محرم الهجري، من أهم الزيارات الدينية التي تحييها أعداد غفيرة من الزائرين من العراق وخارجه، وتأتي تخليدا لذكرى واقعة الطف التاريخية التي قتل فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وجمع من أهل بيته وصحبه، وسبيت نساؤه على يد الجيش الأموي سنة (61) للهجرة.