اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: هل جاء عصر الألياف الكاربونية؟

موسيقى الاحد: هل جاء عصر الألياف الكاربونية؟

نشر في: 14 أكتوبر, 2023: 11:02 م

ثائر صالح

تصنع الأدوات الموسيقية من الخشب عادة، فالخشب الجيد يتميز بالمرونة والقدرة على تقوية الصوت. ويجري اختيار الأخشاب بعناية بالغة، وتجفيفها لشهور أو سنوات قبل استعمالها. 

لكن ظهور وانتشار استعمال المواد الصناعية الحديثة أخذ ينتقل إلى صناعة الأدوات الموسيقية كذلك، وبدأت الوتريات المصنوعة من الألياف الكاربونية بالظهور منذ فترة، فهل هذا هو الاتجاه القادم لصناعة الأدوات الموسيقية؟ تتميز المواد المصنوعة من الألياف الكاربونية بالعديد من المزايا التي تجعلها تنافس أو تتفوق على مزايا المواد الطبيعية أو الصناعية التقليدية. فهي تتميز بالصلابة والكثافة الواطئة وقوة الشّد وتحمّل درجات الحرارة المتطرفة ومقاومة المواد الكيميائية والإجهاد وصغر معامل التمدد الحراري إذا ما ذكرنا القليل من مواصفات هذه المادة العجيبة. لذلك انتشر استعمال الألياف الكاربونية في التقنيات الحديثة في مجالات الفضاء والطيران (أجسام الدرون) والصناعة الروبوتية والأغراض العسكرية والإلكترونيات والأجهزة الطبية، وأخيراً في صناعة الأدوات الموسيقية الوترية منذ مطلع القرن العشرين. يكمن السر في طريقة صناعة الألياف، فكل خيط من نسيج الألياف يتألف من عدة آلاف من الشعيرات المصنوعة من الكاربون، ويثبّت النسيج المصنوع منها باستعمال لدائن خاصة للحصول على الأشكال المطلوبة. ومثلما لا نستطيع كسر عشرة أعواد ثقاب مجتمعة مثلاً، تمتلك الألياف الكاربونية خصائص ميكانيكية مذهلة.

الأدوات الموسيقية المصنوعة من الألياف الكاربونية تتفوق على مثيلاتها الخشبية بشبه انعدام التأثر بالحرارة والرطوبة، فلا يحتاج العازف إلى تكرار ضبط الأداة باستمرار مع التغيرات في الحرارة والرطوبة (في منتصف الحفلة عندما تزداد نسبة الرطوبة في الهواء في القاعات سيئة التهوية مثلا). تتفوق عليها في خصائصها الميكانيكية فهي لا تتأثر بالصدمات ولا تنكسر، وكم ارتعنا لرؤية أدوات موسيقية متهشمة أثناء السفر. تتفوق عليها في الفارق المذهل في الوزن، وهذا عامل مهم، خاصة في حالة الفيولا أو التشيلو، وفي حالة تقديم أعمال طويلة مثلاً تقديم أعمال فاغنر. وهي أسهل للنقل كذلك لهذا السبب. وبسبب هذين العاملين، القوة والوزن، نحصل على ميزة جديدة، هي امكانية الاستغناء عن أجزاء الأدوات المستعملة للتقوية الميكانيكية، واستعمال أجزاء أقل سمكاً، مما يعني المزيد من تقليل الوزن والتخلص من الأجزاء التي تكتم الرنين، بالتالي تقوية الصوت، خاصة في حالة التشلو الذي أصبح صوته مسموعاً خارج القاعات كذلك.

لكن ما هو الحال مع النقاش عن نوعية الصوت؟ يعتقد الكثيرون أن استعمال الخشب وأنواع الوارنيش الخاصة يعطي للصوت نكته الخاصة التي لا يمكن الوصول إليها باستعمال المواد المخلّقة. غير أن الحال مختلف، إذ تثبت التجربة جمال صوت هذه الأدوات، وتحسنه المتواصل بفعل الأبحاث والتقدم العلمي الهائل الذي نشهده اليوم. ومثلما كان ستراديفاري وغيره من أسطوات الصنعة يطورون خبرتهم تدريجياً، يحصل الأمر نفسه اليوم، فالألياف الكاربونية تفتح باباً أوسع بكثير من استعمال المواد الطبيعية المستعملة في السابق.

وفوق كل هذا تتميز هذه الأدوات برخص سعرها وانعدام الحاجة إلى صيانة باهظة التكاليف عند أقل عطل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram