اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > لماذا يجب علينا قراءة رواية صيف ليليانا الذي لا يقهر ؟ تأملات نسوية في جرائم قتل النساء..

لماذا يجب علينا قراءة رواية صيف ليليانا الذي لا يقهر ؟ تأملات نسوية في جرائم قتل النساء..

نشر في: 14 أكتوبر, 2023: 11:04 م

ترجمة: عدوية الهلالي

تسترجع الكاتبة المكسيكية كريستينا ريفيرا غارزا حادثة مقتل أختها التي وقعت في عام 1990في كتاب هو عبارة عن رواية بوليسية عن الحداد، والتأملات نسوية ويحمل عنوان (صيف ليليانا الذي لايقهر)صدر مؤخرا عن دار غلوب للنشر.

لقد استغرقت كريستينا ريفيرا جارزا ثلاثين عامًا لتكتب عن شقيقتها ليليانا، التي قُتلت في عام 1990، والتي لم يتم القبض على قاتلها المزعوم (صديقها السابق) أبدًا. وشرعت في الكتابة للتحدث عن ألم فقدان أختها الصغرى البالغة من العمر عشرين عامًا، ولكن أيضًا عن جرائم قتل النساء والعنف الأبوي المنهجي.

وفي حوار معها قالت جارزا انها كانت تعلم دائمًا أنها في يوم من الأيام ستضطر إلى كتابة هذا الكتاب. وهذه ليست محاولتها الأولى فقد أكملت مخطوطتين حاولت فيهما سرد هذه القصة، ولكن لم تكن أي منهما جيدة بما فيه الكفاية. ثم جاءت جائحة كوفيد-19 وقالت لنفسها: "إذا كان علي أن أموت، فعلي أن أكتب هذا الكتاب". لذلك سافرت إلى المكسيك قبل حظر الرحلات الجوية مباشرة. وفي منزل والديها، فتحت أخيرًا جميع الصناديق التي تحتوي على أغراض ليليانا. وفي الأساس، كانت تبحث فقط عن جهات الاتصال الخاصة بأصدقائها. لكنها وجدت كل الأرشيفات التي بنتها حول حياتها الخاصة. وذلك عندما علمت أنها ستكون قادرة على كتابة قصتها. ففي الثلاثين عامًا التي تلت وفاة ليليانا، تغير المجتمع المكسيكي كثيرًا لذا بدأت في توضيح اللغة التي تحتاجها للكتابة عما حدث من وجهة نظر أختها.

وتقول عن كيفية جمعها كل الخيوط في الرواية انها عندما قرأت أوراق ليليانا، شعرت بوجودها، وبطريقة ملموسة للغاية، فقد كانت في الواقع أول شخص يتعامل مع هذه الأوراق التي ظلت في الصناديق لمدة ثلاثين عامًا. وشعرت أنهما يمكن أن تلمسا بعضهماالبعض عبر الزمن. هذا هو الشعور الذي أرادت أن تعبر عنه في الكتاب. لقد بقيت مخلصة لهذا المبدأ الأساسي وهو أن يشعر القراء بالقرب من ليليانا. تقول الكاتبة: "في المكسيك، تُقتل ما بين 10 إلى 11 امرأة على يد شركائهن كل يوم. وفي كثير من الأحيان، عندما نتحدث عن قتل النساء، نتحدث عن العنف وننسى الضحايا ومن هن. لذا حاولت أن أنتقد هذه القصص من خلال سرد كل الفروق الدقيقة في صوت ليليانا، وكل تعقيداتها. أردت أن يتعرف عليها القراء تمامًا كما فعلت أنا،فمن خلال إجراء مقابلات مع أقرب أصدقائها، تعلمت الكثير عنها. وما يهمني لم يكن كتابة كتاب عنها بل معها".

في عام 1990، تم تقديم جريمة قتل ليليانا على أنها "جريمة عاطفية"، وهو مفهوم قانوني موجود في المكسيك منذ القرن التاسع عشر ويدعي أن الرجال، عندما تطغى عليهم العاطفة، لايعودون يتحكمون في أفعالهم. وهذا يسمح لهم بإلقاء اللوم على الضحية وتبرئة المجرم. وفي الكتاب، أقتبست الكاتبة من الصحفية راشيل لويز سنايدر التي توضح أنه من الصعب تحديد العنف المنزلي لأنه جزء لا يتجزأ من لغة الحب.لهذا تقوم بعض النساء اليوم بتطوير المفاهيم التي تساعد المجتمع على رؤية الخطر بسهولة أكبر. وهذا يتطلب الكثير من العمل من جانب الحركات النسوية. وتصرجارزا على أن هذه المشكلة لا تقتصر على المكسيك فحسب، بل إنها موجودة في مجتمعاتنا الحديثة بشكل عام.وفي الواقع، كانت ليليانا تبحث عن شكل آخر من أشكال الحب. واشتكت من أنها لم تعجبها الطريقة التي كان القاتل المزعوم أنجيل جونزاليس راموس يظهر بها عاطفته. لم تكن تريد أن يتحكم فيها الرجال. كانت تبحث عن عيوب في النظام تسمح لها بتطوير طرق مختلفة للحب.

لم تكن جارزا تدرك أبدًا أن ليليانا كتبت وقرأت كثيرًا فقد اكتشفت أنها كتبت في ذلك الوقت أكثر منها! فعندما كانت في الكلية، كانت ناشطًة، وتعتقد أنها فكرت في تغيير العالم أكثر من رواية القصص عنه. ومن الواضح أن ليليانا كانت لا تزال مجرد مراهقة، لذا كانت تكتب عن أشياء تهم فتاة صغيرة في عمرها، لكنها كانت تفكر كثيرًا في الشكل.وفي رسائلها كتبت جملاً طويلة بدون مسافات أو علامات ترقيم.واستخدمت نفس الأدوات التي استخدمها بعض مؤلفي الخيال المعاصرين. كانت سعيدة جدًا لأنهما تمكنتا من الكتابة معاً في هذا الكتاب.

وعما اذا كانت هذه الرواية تمثل للكاتبة شكلا من أشكال الاصلاح، قالت انها تفكر كثيرًا في المعاني المختلفة التي يمكن أن تأخذها العدالة. وعندما كانت تروج للكتاب باللغة الإسبانية، أعطاها أحدهم دليلاً ما زالت تتابعه حتى اليوم، عندما قال بإن القاتل أنخيل غونزاليس راموس توفي عام 2020 بعد أن عاش في الولايات المتحدة تحت اسم آخر. لقد شعرت جارزا بالصدمة عندما فكرت أنه لن يُحاكم أبدًا بتهمة قتل ليليانا. ثم تحدثت مع المحامي الذي أوضح لها أن العدالة ليست عقابية فقط. وربما تكون قد خسرت هذه المعركة، لكن هناك عدالة أخرى تسعى إلى تكريم الحقيقة والذاكرة. انه الأدب الذي بدأ يشارك في هذا. واليوم، ترى جارزا القراء الشباب يكتبون اسم ليليانا على لافتاتهم أثناء المظاهرات من أجل حقوق المرأة، والفنانين الذين يبدعون حول ذكراها، والأشخاص الذين يضعون صورتها على مذبحهم خلال عيد جميع الأرواح.. وربما لن تتمكن الكاتبة أبدًا من إعادة ليليانا إلى الحياة لكنها حاضرة بفضل هذه الذاكرة الجماعية وقوى الأدب العظيمة.

صيف ليليانا الذي لا يقهر، بقلم كريستينا ريفيرا جارزا، تحرير. غلوب، ترجمته من الإسبانية (المكسيك) بواسطة ليز بيلبيرون. 400 ب، 23 يورو. في المكتبات 31 أغسطس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram