متابعة / المدى
تدخل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، يومها التاسع، وترتفع اعداد الضحايا الفلسطينيين لما يزيد على ١٩٠٠ شهيد ثلثهم من الاطفال، بينما يعاني مئات الوف السكان النازحين إلى جنوب غزة.
وفي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة، افترش فلسطينيون فارون الأرض أمام المباني وفي الشوارع، بعد أن امتلأت مدارس الأونروا بالنازحين، بعد الإنذار الإسرائيلي الأخير بإخلاء مدينة غزة. وخلت رفوف المحال التجارية من كل الأساسيات.
ويصف جمعة ناصر (40 عاما) الذي قدم من بيت لاهيا في شمالي القطاع برفقة زوجته ووالدته وأولاده السبعة، "الوضع مصيبة. لا أكل ولا نوم. لا نعرف ماذا نفعل".
وغلب الإنهاك على الطاقم الطبي الذي يعمل دون توقف داخل المستشفى، كون المنطقة تعرضت خلال الساعات الماضية لقصف إسرائيلي عنيف.
وكانت إسرائيل شددت الحصار على قطاع غزة، وأعلنت قطع إمدادات الماء والكهرباء عنه.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه مستعد للمراحل المقبلة من الحرب على قطاع غزة، مع التركيز على عملية برية كبيرة، وذلك حسبما نقلت وسائل إعلام عبرية.
وقالت الأمم المتحدة إن قرار إخلاء مدينة غزة يطال 1,1 مليون شخص، وحذرت من تبعاته "المدمّرة".
لكن الجيش الإسرائيلي حض السبت سكان غزة على "عدم الإبطاء" في مغادرة منطقة شمالي القطاع، مشيرا الى أن هناك مجالا للمرور الآمن إلى جنوبي غزة بين الساعة 10,00 صباحا والساعة 4,00 بعد الظهر، من دون تحديد توقيت انتهاء مهلة الإنذار.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "رفضه الكامل" لتهجير السكان من غزة، محذرا من "نكبة ثانية"، في إشارة الى العام 1948، عندما شُرّد وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت إبان قيام دولة إسرائيل.
ويسعى العديد من الفلسطينيين الى مغادرة القطاع المنكوب والمحاصر.
عند معبر رفح، تجمع مئات الفلسطينيين من حملة جوازات سفر أجنبية، على أمل أن يتمكنوا من المغادرة في اتجاه مصر.
وأغلق المعبر خلال الأيام الماضية بعد قصف إسرائيلي استهدفه. ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد غير الخاضع لسيطر إسرائيل الى العالم الخارجي، لكن المرور عليه يتطلب أذونات ودفع مبالغ مالية.
ورفضت السلطات المصرية السماح بدخول الذين يحملون الجنسية الأميركية إلى معبر رفح، إلا في إطار اتفاق أشمل، يخفف من وطأة المعاناة الإنسانية في القطاع.
وربطت مصر بين السماح بمرور الذين يحملون الجنسية الأميركية إلى أراضيها واتفاق يشمل إدخال المساعدات إلى غزة.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد صرّح في وقت سابق، بأن بلاده تسعى إلى إخراج الأجانب من غزة عبر معبر رفح.
وتصاعدت أصوات بعض الدول مطالبة بتدخل فوري لانهاء الصراع ومعاناة المدنيين في غزة امام الهجمة الوحشية التي تشنها القوات الإسرائيلية.