 بغداد/ تميم الحسن

تشير معلومات الى سقوط ضحايا من عناصر فصائل عراقية على الحدود اللبنانية الاسرائيلية ضمن احداث غزة. وحتى الان تدخل هذه الفصائل في الحرب "جزئيا"، فيما تتحضر لـ"تدخل شامل" في حال اقتحمت اسرائيل غزة برياً.

بالمقابل هناك على مايبدو تعاون بين بغداد وواشنطن "وتدابير استباقية" لمنع انتقال تلك الجماعات الى الحدود مع اسرائيل.

وتصف بغداد تلك الفصائل بـ"المليشيات الخارجة عن السلطة" وهو ما قد يقلل مسؤولية الاولى امام الولايات المتحدة.

وتعمل الحكومة منذ نحو عام على اقناع واشنطن بالاصلاحات الاقتصادية التي تجريها في الداخل ومنع تهريب الدولار.

وكان التصعيد الذي تتبناه فصائل عراقية ضد الوضع في غزة يهدد بتعرض تلك الجماعات الى القصف كما جرى في 2019 على الحدود مع سوريا. بالمقابل هددت تلك الجماعات المسلحة باستهداف مصالح امريكية في العراق ولدول اخرى مؤيدة لاسرائيل فيما لو اقتحمت الاخيرة قطاع غزة.

ويؤكد مسؤول شيعي لـ(المدى) عن "انتقال فصائل الى الحدود مع اسرائيل في لبنان وسوريا".وتصنف هذه المجاميع بانها "ذات مرجعية ايرانية"، والبعض منها متواجد منذ 10 سنوات على الاقل في تلك الدول.

ويشير المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه الى ان "بعض الفصائل وقعت لديها ضحايا بسبب المشاركة الجزئية في الحدود اللبنانية- الاسرائيلية". ويتوقع المسؤول ان هذه الفصائل ستزيد من مشاركتها في الاحداث فيما لو نفذت تل ابيب تهديدها بـ"اقتحام غزة برياً". وحتى الان تربط الفصائل مشاركتها في احداث غزة بالتدخل الامريكي "المباشر" على الرغم من اعلان واشنطن ارسال حاملات طائرات الى البحر المتوسط.

ويقول كاظم الفرطوسي المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء ان الفصائل العراقية "مستعدة للتدخل في غزة، حقيقة وليس اعلاميا".

وبحسب الفرطوسي الذي تحدث لوسائل اعلام محلية فان تدخلهم يتوقف بشكل اساسي على "مشاركة الولايات المتحدة الامريكية بهذه الحرب بشكل مباشر".

وقبل ذلك كان قد هدد هادي العامري زعيم منظمة بدر، ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، محذرا الولايات المتحدة من التدخل.

كما قال أبو حسين الحميداوي، امين عام كتائب حزب الله إن "الواجب الشرعي يحتم وجودنا في الميدان، لدفع شرور الأعداء".

وقال قيس الخزعلي زعيم عصائب اهل الحق انه يراقب "الأحداث من قرب، مستعدين غير متفرجين". وعلى الجانب الاخر يشير المسؤول القريب من الاطار التنسيقي الى ان "بغداد مطمئنة الى حد كبير بعدم تعرضها الى عقوبات بسبب موقف تلك الجماعات". المسؤول اوضح ان "بغداد تصف هذه المجاميع بانها مليشياوية، وتصرفاتها شخصية وفردية، والحكومة لا تسيطر عليها".

واضاف :"قد تتعاون بغداد والولايات المتحدة في تحديد حركة هذه الجماعات، وفي كبح جماحها". واكثر المعلومات تتحدث الان عن ان اقرب فصيل للمشاركة في احداث غزة، هو حركة النجباء بزعامة اكرم الكعبي.

الحركة وفي فيديو نشرته على منصاتها الاخبارية، زعمت بانها "المقاومة الاكثر تأهيلا للدخول في غزة بسبب تدريبها وتسليحها العالي".

وادعت الحركة نقلا عن امير موسوي الذي تحدث في الفيديو، الذي وصفه المقطع بـ"الخبير السياسي" انها "تملك فرق خاصة (كوماندو) مؤهلة لتلك العمليات".

واضاف موسوي: "النجباء سريعة الحركة لانها ليست مرتبطة بالحكومة العراقية، ولديها قرار مستقل". وموسوي كان قد منع من الظهور بالقنوات العراقية، والذي كان يظهر بصفته دبلوماسي سابق، لانه "يهدد الامن القومي العراقي"، وفق وثيقة نشرتها هيئة الاعلام. وكان نوري المالكي رئيس الوزراء الاسبق، قال في التسجيلات المسربة المنسوبة له (القضية التي اثيرت العام الماضي)، بان موسوي "ليس دبلوماسيا وانما عنصر في الاطلاعات (الاستخبارات) الايرانية".

وسبق ان هدد جو بادين، الرئيس الامريكي، باغتيال اكرم الكعبي خلال اتصال هاتفي في شباط الماضي، مع محمد السوداني رئيس الحكومة، بسبب تورط النجباء بضرب مواقع امريكية في سوريا، بحسب مانشرته "ميدل ايست آي".

وقال الموقع ان بايدن ذكّر رئيس الحكومة العراقي بـ"لطف" بان الادارة الامريكية "تدعم حكومته بدرجة واسعة، الا ان هذا الدعم ليس مجانيا ولا مفتوحا".

ونقل التقرير عن مساعد السوداني، وهو ايضا زعيم سياسي شيعي، قوله ان على السوداني "استغلال قربه من الفصائل العراقية المسلحة لكبح جماحها لضمان استمرار الدعم الامريكي. وهذا هو بالضبط محتوى تلك المكالمة".

بدوره يقول المسؤول الشيعي القريب من "الاطار" ان "واشنطن تبدو مقتنعة الى حد ما باجراءات بغداد في اصلاح الاقتصاد، خصوصا مع الاحاطة الاخيرة لممثلة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، وتصريحات السفيرة الامريكية الينا رومانوسكي اللاتي دعمن اجراءات الحكومة".

وجاءت تلك التطورات بالموقف في بغداد عقب ساعات من استضافة السوداني، اجتماعاً طارئاً لقوى الإطار التنسيقي، جرت خلاله مناقشة التطورات في غزة.

وبحسب بيان عن مكتب رئيس الوزراء، ادان المجتمعون "الهجمة الصهيونية"، "والحصار الوحشي" على قطاع غزة.

وثمن المجتمعون مواقف المرجعية الدينية في النجف، ودعوا إلى مواصلة التظاهرات والفعاليات الشعبية والوطنية المساندة للقضية الفلسطينية.

كما عبروا عن شكرهم للحكومة العراقية على موقفها الشجاع في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وطالبوا مجلس النواب بتبني مشروع قرار وموقف موحد تجاه هذه التجاوزات.

وأعلن الناطق العسكري للحكومة يحيى رسول، السبت الماضي، عن المباشرة باستلام التبرعات والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني. وقال رسول في بيان إنه "سيتم المباشرة يوم غد (امس) الأحد، في الساعة التاسعة صباحاً، باستلام المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى مدار 24 ساعة".

وأضاف، أن "هذه الخطوة تأتي تنفيذاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، الخاصة بتشكيل لجنة مشتركة لتسلّم التبرعات والمساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق المحاصر في غزة".