فيرونيك لو بيلون
ترجمة: عدوية الهلالي
ستقوم إدارة بايدن ببناء جزء جديد من الجدار الذي يريده دونالد ترامب على الحدود مع المكسيك كما أعلنت استئناف الرحلات الجوية لطرد الفنزويليين غير الشرعيين.
وتتأرجح سياسة الهجرة التي ينتهجها البيت الأبيض بين الإحراج والتصميم فقد وافقت إدارة بايدن للتو على بناء قطعة جديدة من الجدار على الحدود مع المكسيك، في قرار اتخذته وزارة الشؤون الداخلية. كان بناء جدار للحد من الهجرة غير الشرعية أحد علامات ولاية دونالد ترامب، منذ أن أدانه الديمقراطيون بشدة. وتؤكد إدارة بايدن أنها مضطرة لبناء هذا الجزء الجديد، مع اقتراب الموعد النهائي لاستخدام الأموال التي أذن بها الكونغرس في ذلك الوقت، وعدم موافقة البرلمانيين على إعادة توجيهها. وبرر متحدث باسم البيت الأبيض أن "الكونغرس يطلب منهم القيام بذلك بموجب أحكام قانون 2019".
وأعلنت إدارة بايدن بالتزامن مع ذلك، استئناف الرحلات الجوية لطرد الفنزويليين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة. وبرر ذلك ممثل كبير في الإدارة بقوله:"هناك عواقب مباشرة" لعدم "وجود أساس قانوني" للوقف"..وهذا القرار هو أحدث جزء من سياسة تم إطلاقها قبل عام واحد فقط. وللحد من الوصول الجماعي إلى الحدود، أنشأت واشنطن طريق وصول قانوني للفنزويليين، مع حصة من الأماكن والتسجيل المسبق، مقابل الالتزام بعدم الحضور على الحدود.وهو احتمال أدى في البداية إلى الحد بشكل كبير من عدد الوافدين إلى جنوب البلاد. وتم تمديده أيضًا في كانون الثاني ليشمل مواطني ثلاثة بلدان أخرى (كوبا وهايتي ونيكاراغوا).
قبل ما يزيد قليلا عن عام من الانتخابات الرئاسية، لا تزال الهجرة تشكل عبئا على جو بايدن. وينتقد الجمهوريون سياسة البيت الأبيض، مشيرين في الوقت نفسه إلى التوزيع الهائل للمخدرات في الولايات المتحدة. الانتقادات التي يتم توجيهها أيضًا بشكل علني أكثر فأكثر من قبل الناخبين الديمقراطيين.
وفيما يخص الهجرة، فقد كان الأمر سهلاً، لأن الحرب في أوكرانيا تحدث المزيد من الضجيج وتجذب المزيد من الاهتمام. كما استحوذ دونالد ترامب وفريقه القانوني على وسائل الإعلام، مما حد من التغطية المقدمة لزيادة عدد الوافدين إلى البلاد منذ بداية العام.وكانت الأمور سهلة أيضاً، لأن خصومه الجمهوريين منخرطون في نزاع بين الأشقاء، في الكونجرس بشكل خاص، حيث اختارت أقلية متطرفة سياسة الأرض المحروقة.
ويوما بعد يوم، يتراكم المزيد من المهاجرين على طول الحدود الجنوبية للبلاد. ففي إيجل باس بولاية تكساس، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها 28 ألف نسمة، عبر 2700 مهاجر الحدود في يوم واحد و3000 آخرين في اليوم التالي، وهو ما يكفي ليطلق عمدة المدينة رولاندو ساليناس على مدينته اسم "منطقة كوارث". وهذا مجرد مثال واحد من بين أمثلة كثيرة.
وليس هناك ما يشير إلى أن الأمور ستتحسن على المدى القصير، بل على العكس.قدمت المنظمة الدولية للهجرة، إحدى وكالات الأمم المتحدة، تفاصيل عن تدفق المهاجرين بأبعاد تاريخية في الأمريكيتين، والذين يسعون، في غالبيتهم العظمى، للوصول إلى الولايات المتحدة.
وتزيد كوستاريكا وبنما من نداءات المساعدة، حيث سجل البنميون عددًا قياسيًا من المهاجرين الذين عبروا غابة دارين الخطرة من كولومبيا هذا العام. وقد تحدى أكثر من 390,000 شخص مخاطر هذا الطريق حتى الآن، منهم 82,000 في آب وحده، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.
وقد سئمت ولايتي أريزونا وتكساس، بمساعدة من فلوريدا، من هؤلاء الوافدين.ويقدر عمدة المدينة الأمريكية، إريك آدامز، أن تدفق المهاجرين سيكلف سكان نيويورك اثني عشر مليار دولار بحلول منتصف عام 2025، وسيؤدي إلى "تدمير" المدينة. والتحدي الذي يواجهه أكبر لأنه ملزم قانونًا بتوفير المأوى لأي شخص يحتاج إليه.
ونتيجة لذلك، تحولت نيويورك، التي تعاني بالفعل من أزمة الإسكان الخاصة بها، إلى الفنادق ومحطة الرحلات البحرية ومبنى سابق لأكاديمية الشرطة وغيرها من المواقع، مما أثار استياء عدد متزايد من السكان المحليين.
ولايعني ذلك أن البيت الأبيض يجلس مكتوف الأيدي. لقد تم تشجيع الكونجرس منذ فترة طويلة على إقرار الإصلاح الأساسي لنظام الهجرة في البلاد. وتم إرسال 800 جندي إلى الحدود، حيث سيضافون إلى 2500 فرد من الحرس الوطني المنتشرين بالفعل هناك. وتم طلب أربعة مليارات دولار من أموال الطوارئ للاستجابة لتدفق اللاجئين في الأسابيع الأخيرة.وعلى الرغم من كل شيء، فإن التصور السائد هو أن الرئيس بايدن يخصص الكثير من الوقت والموارد للأوكرانيين، في حين أن صوت قنبلة الهجرة يتزايد بصوت أعلى.