اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > منظمة بيئية تقرع أجراس الخطر: مساحات الأهوار تتراجع إلى 7 بالمئة

منظمة بيئية تقرع أجراس الخطر: مساحات الأهوار تتراجع إلى 7 بالمئة

نشر في: 16 أكتوبر, 2023: 10:43 م

 ذي قار / حسين العامل

كشفت منظمة طبيعة العراق المعنية ببيئة الاهوار العراقية عن تراجع مساحات الاهوار في جنوبي العراق الى 7 بالمئة فقط، مؤكدة انخفاض مناسيب المياه في الانهر المغذية لمناطق الاهوار الى أدنى مستوياتها.

يأتي ذلك في ظل اسوأ موجة جفاف تمر بها البلاد ومحافظة ذي قار التي اخذت تفقد مساحات واسعة من اهوارها واراضيها الزراعية وتواجه نزوحا سكانيا كبيرا بين اوساط الفلاحين والصيادين ومربي المواشي الذين باتوا يواجهون مخاطر جمة اخذت تنعكس سلبا على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتهددهم بالحرمان من مصدر دخلهم الرئيس.

وقال الخبير البيئي في منظمة طبيعة العراق جاسم الاسدي في حديث مع (المدى)، إن "مناسيب نهر الفرات الداخلة الى مناطق الاهوار اخذت بالانخفاض منذ عدة أشهر غير انها شهدت انخفاضا قاسيا خلال الآونة الاخيرة"، مبينا ان "منسوب الفرات بلغ في قضاء الجبايش مركز الاهوار العراقية 50 سنتمتر وان هذا الانخفاض هو ادنى انخفاض يسجل منذ عام 2015".

واردف "فاذا قارنا منسوب نهر الفرات الحالي في مقطع قضاء الجبايش الذي يعد المصدر الرئيسي للقنوات المغذية للأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي في مثل هذا اليوم من عام 2020 نجد ان المنسوب كان بواقع متر و60 سنتمتر في ذلك الوقت اما الان فهو بمستوى نصف متر اي انخفض بواقع متر و 10 سنتمترات عما كان عليه قبل ثلاث سنوات"، مشيرا الى ان اعلى منسوب سجله نهر الفرات في قضاء الجبايش بعد عام 2003 كان متر و94 سنتمتر وذلك خلال عام 2019.

ويجد الاسدي ان "الانخفاض الحاصل في مناسيب المياه يعد مؤشراً على ان الاهوار قد جفت تماما ما عدا بعض القنوات المائية العميقة"، واضاف ان "نسبة الإغمار في مناطق الاهوار تراجعت الى 7 بالمئة في اهوار الحويزة والاهوار الوسطى وهور الحمار الغربي"، منوها الى ان "مناطق الاهوار الوسطى هي الاكثر جفافا يأتي بعدها هور الحمار الغربي الذي قد يبدو افضل حالا كونه يتغذى على مياه اضافية من مبازل المصب العام وهذه مياه ترتفع فيها نسب التلوث والملوحة".

وكان مسؤولون ومنظمات بيئية في ذي قار كشفوا في منتصف تموز المنصرم عن جفاف أكثر من 85% من مساحة الاهوار وانحسار فرص الحياة في تلك المناطق التي كانت توصف بجنة عدن، ما يشير ذلك الى ان نسبة الجفاف ارتفعت بواقع 8 بالمئة خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة لتبلغ 93 بالمئة بحسب المختصين بشؤون الاهوار.

وتعليقا على ذلك يجد خبير منظمة طبيعة العراق ان "المعالجات الميدانية التي تجري حاليا لمعالجة شحة المياه هي معالجات غير فاعلة ولم تحافظ على استقرار مناسيب المياه ولاسيما في الآونة الاخيرة اذ بلغ الانخفاض ادنى مستوياته"، متوقعاً ان "تشهد مناسيب المياه انخفاضا اكبر خلال الايام القادمة كون مياه نهر الفرات الحالية مازالت غير كافية لتغطية الاستخدامات الزراعة في المدن العراقية ناهيك عن الاستخدامات الاخرى".

وافاد الاسدي ان "البيانات والاحصائيات التي تقدمها وزارة الموارد المائية عن نسبة الاغمار في مناطق الاهوار بحسب اعتقادي غير دقيقة".

ويرى خبير منظمة طبيعة العراق ان "معالجة ازمة المياه في العراق باتت اكثر تعقيدا في ظل ضعف الاطلاقات المائية وتراجع مستوى الخزين المائي في السدود العراقية. داعيا الجهات الحكومية الى تبني برامج للتخفيف والتكيف"، مؤكدا على "اهمية تخفيف اثار الازمة على السكان المحليين وايجاد بدائل المناسبة".

مبينا ان "ضعف الاطلاقات المائية من دول المصدر وانخفاضها الى نصف ما كانت عليه في السابق اثر بصورة كبيرة على مناسيب مياه نهري دجلة والفرات وهو ما يتطلب تحركا عاجلا تجاه تلك الدول واعتماد سياسة تقاسم الضرر المعتمدة في هكذا حالات".

مؤكدا ان "كل ذلك انعكس بصورة كبيرة على مناطق الاهوار والسكان المحليين"، واستطرد ان "الوضع الحالي في مناطق الاهوار سيئ بصورة كبيرة".

وبدوره، يرى رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين آل رباط الزيرجاوي ان "معظم المناطق الزراعية في ذي قار تفتقر الى المياه اللازمة للزراعة فيما لا تحصل المناطق التي تقع في ذنائب الانهر حتى على مياه الشرب". وأشار في تصريح سابق لـ(المدى)، إلى أن "الكثير من القرى باتت تعتمد على مياه السيارات الحوضية التي لا تسد الحاجة".

وكان مسؤولون محليون ومنظمات مجتمعية في ذي قار حذروا في اب المنصرم من ارتفاع معدلات النزوح السكاني الناجم عن الجفاف وشح المياه في مناطق الاهوار والارياف، مشيرين إلى اثر هذه الحالة على حياة المدن.

وكانت مناطق الأهوار تشكل خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية، إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram