عامر القيسي يقول الخبر الذي بثته وسائل اعلام عراقية، ان مسؤولاً رفيعاً في الحكومة العراقية أرسل مندوبا الى عمّان للتفاوض مع احد اقطاب السياسة العراقيين بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، ويضيف الخبر ان اللقاء" تم أو سيتم" على مائدة افطار، بالتأكيد فيها مالذ وطاب مما تشتهي الأنفس والتي وعد الله فيها الفقراء المؤمنين في جنات عدن،
برعاية احد رجال الاعمال العراقيين الذي له علاقة بالسياسة من ابوابها الخلفية وشبابيكها السرّية !خبر ثان يقول ان رئيس كتلة سياسية عراقية قد طار الى موسكو لغرض التباحث في قضية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وأحد الاقطاب قد طار الى طهران فيما لاذ الآخر بفيافي الشام ليفكر متأملا في حل للمأزق العراقي الحالي!لا احد من نصف الفاهمين يستطيع ان ينكر بأن القضية العراقية قد عبرت حدودها الوطنية واصبحت عابرة للقارات من دون صواريخ نووية او كيماوية، وان البحث في الشأن العراقي صاف مصفى، يشبه حل المشاكل الزوجية من دون تدخل الحماة من الطرفين! هذه قضية معروفة ولا لوم على اي سياسي عراقي ان يحاول جمع خيوط اللعبة أو الاستفادة من امتداداتها الى خارج الحدود.المعيب في الأمر اننا اصبحنا مثل طلاب الصف الأول في يومنا الأول في المدرسة نلجأ الى المعلمة في الصغيرة والكبيرة،سياسيونا اليوم ،للأسف الشديد، يطيرون الى هذه العاصمة أو تلك، بمجرد ان نظرة المحاور الآخر لم تعجبه، او انه يريد ان يمارس ضغطا على محاوره، ضغط يجلبه من خارج الحدود وليس من برنامجه ودعم الجمهور له!هذه هي الابواب التي نفتحها مشرعة على مصاريعها لتسهيل مهمة التدخل من قبل الآخرين، عندما نذهب اليهم ونطلب منهم التأييد بشكل مباشر او غير مباشر، مرّة بصريح العبارة وأخرى بالهمسات وثالثة عن طريق بعض الوسطاء الذين يجمعون بين رأسين!، ووصل الحد بهذا النوع من السلوكيات الى حد ان رئيس كتلة سياسية يضطر لان يبرر قرارا سياسيا لكتلته قائلا " ان قرارنا ليس رسالة لأية دولة من الجوار وغير الجوار للتدخل بالشأن العراقي"! بصريح العبارة اختلط على سياسيينا الخيط الرفيع بين مساحة مصالح دول الجوار المشروعة ، بما في ذلك مصالحنا في أوضاعهم الخاصة، وبين اشراكهم في اختيار طريق حياتنا السياسية، بل في بعض الأحيان، ترك الحبال على غاربها لكي يشدّوا به متى ما كان ذلك الشد محققا لأهدافهم وفي الضد من مصالحنا الوطنية. وفي أكثر من حالة، شهدنا كيف ادت هذه السياسات الى تكبيل القرار الوطني العراقي بقيود الآخرين ورفضهم أو موافقتهم المبنية في الدرجة الاولى على تحقيق مصالحهم، بل وفي استخدامنا ككماشة نار في صراعاتهم الأخرى التي لاناقة لنا فيها ولا بعير. ورغم كل الانتقادات التي وجهت الى هذا النوع من السلوك السياسي عند البعض الا ان قافلة سحب الآخرين لدس الانوف في قضايانا الوطنية مازالت تسير بسرعة قوية، وهي السرعة التي ابطأت كثيرا في زمن حل مشاكلنا بما فيها تأخر تشكيل الحكومة المقبلة الى مابعد العيد، ولا احد يدري اي عيد سيكون الصغير أم الكبير ؟ ملاحظة: يمنع الاجابة على السؤال من المشاركين من خارج الحدود!
كتابة على الحيطان :خارج الحدود.. حكومة ومآدب إفطار وأبواب مشرعة !!
نشر في: 21 أغسطس, 2010: 08:13 م