عبدالله السكوتي اشترك فريقان في مسابقة للتجديف، وكان كل قارب يحمل على متنه 9 متسابقين، الفريق الاول اسمه فريق الحرية والثاني فريق التغيير، وانطلقا امام حماس الجماهير وهتافهم، وحدث ان اجتاز فريق الحرية خصمه بفارق كبير جدا،
وبتحليل النتيجة وجدوا ان فريق الحرية كان يتكون من مدير واحد وثمانية مجدفين، بينما يتألف فريق التغيير من ثمانية مدراء ومجدف واحد، عندها حاول فريق التغيير تعديل تشكيلته، ليتكون من مدير واحد مثل فريق الحرية، وتمت اعادة السباق مرة اخرى، وفي النهاية وجدوا ان فريق الحرية انتصر مرة اخرى وبفارق كبير ايضا، وبتحليل النتيجة وجدوا ان فريق الحرية يتكون من مدير واحد وثمانية مجدفين، بينما فريق التغيير يتألف من مدير عام وثلاثة مدراء ادارات واربعة مدراء اقسام ومجدف واحد، فقرر فريق التغيير محاسبة المقصر فتم فصل المجدف.احدهم رفس النعمة بقدميه واستقال من وظيفته، وعندما حاولت اقناعه بالعدول عن الامر، اظهر تصميما غير مسبوق، فقلت له ما هذا الاصرار العجيب فقال: (اخي لدي اكثر من ثمانية رؤساء في العمل، وكل واحد يريد ان يستمر العمل بما يهوى). تذكرت صديقي عندما قرأت هذه الحكاية، وقلت حسنا فعل لانه لو لم يفعل ذلك، لعوقب وفصل من عمله.لفظة المدير دفعنا ثمنها من قبل ومن بعد، فانت مثلا تدخل الى احدى الدوائر تجد مديرا واحدا قد عيّن بشكل رسمي، لكنك تجد ان هناك عشرة مدراء آخرين وبنفس الدائرة ويمتلكون صلاحيات اكبر من صلاحيات المدير الرسمي، تقول لماذا هذا الارباك فيكون المدير غير الرسمي الاول ابن فلان والاخر تابع لتلك الجهة وهذا يمثل الجهة الفلانية وهكذا، وعندما تسأل عن معاملة لك في هذه الدائرة تذهب الى الموظف فتجده وحيدا فريدا، بينما وصلت المعاملات الى سقف البناية التي يعمل فيها، هذا ان كانت دائرة خدمية اما ان كانت وزارة مهمة، فسترى تشتت الاراء واختلاف الرؤى على عدد المدراء فيها، واذا كانت مدرسة فالمدير الاساسي، يضع ساقا على ساق، ويبدأ المدراء غير الرسميين بممارسة مهماته وهو يتقبل الامر بكل رحابة صدر، فهو المدير وما عليه ان يباشر الاعمال بنفسه، وتمتد هذه القاعدة وتتوسع لتشمل غالبية الدوائر الرسمية وغير الرسمية، لا لشيء فقط لان لفظة المدير لفظة جذابة، وهي تغري الكثيرين ؛ من المؤكد ان النتائج هي التي تدلل مدى الاخلاص في العمل، لان الاعمال بالنتائج كما يقولون، وعندما يتفوق فريق ما على فريق آخر، فهذا يعني ان هناك تفانيا لدى الفريق الاول وتكاملا وتوزيعا دقيقا للمهمات، ما يعني ان الفوز لجميع المشاركين كل بحسب عمله، في حين ان اسباب النكوص والخسارة كثيرة ومنها تعدد المدراء حتى يختلط الحابل بالنابل، ويصبح القرار بايد متعددة تمتلك آراء مختلفة ولذا تكون النتائج بحسب التشرذم والاختلاف والتفرق، ومنها عدم الاخلاص في العمل، والسبب الاخير كثرة المدراء وقلة العاملين، وهذه المعادلة غير المتوازنة طالما اتت على جهود العاملين فاحالت النجاح الى فشل والتطور الى تخلف، ان هؤلاء المدراء ليسوا بدلات وربطات عنق فقط وانما سيارات وسواق وحمايات ورواتب عالية، وموظفون تابعون لهذا المدير فهم على شاكلته وهم بطانته الذين لا يعملون، فقط يأخذون الرواتب الضخمة، هذا كله يا سادتي سبب خسارة فريق التغيير وليس المجدف الوحيد والذي حاول الانتصار لكن الكثرة غالبة كما يقولون، اضف الى الكثرة الاخلاص في العمل والتفاني من اجل خدمة الوطن.
هواء فـي شبك :ســـبــــاق
نشر في: 21 أغسطس, 2010: 08:17 م