TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصــراحة :مديرية حماية الملاعب

نبض الصــراحة :مديرية حماية الملاعب

نشر في: 22 أغسطس, 2010: 04:47 م

يوســف فعــل استشرت ظاهرة الشغب كالنار في الهشيم في ملاعبنا أثناء مباريات دوري النخبة وأكلت الأخضر واليابس  بعدما تحولت الأخلاق الرياضية ومفاهيمها الراسخة الى ركام وسط مظاهر عنف غير مسبوقة، وروح عدائية لمشجعين غاضبين حتى على أنفسهم، وأصبح المشهد الكروي ينذر بالخطر وكأننا في ساحة سباق لمعرفة من هم الأكثر شغباً بين روابط المشجعين.
وظاهرة الشغب لها أسباب عدة، بعضها مباشر وآخر تحاك خلف الكواليس لغايات مختلفة وهي نتيجة انعكاسات وإفرازات المجتمع بكل تداعياته الحالية، لذلك انتشرت ظاهرة الشغب بسرعة البرق لا يستطيع احد إيقافها والحد منها بوجود اتحاد كرة هزيل لا يقوى على  مواجهة الأحداث بشجاعة وإصدار القرارات الصارمة بحق جماهير الأندية المسيئة خوفا من غضبها وذهاب أصوات رؤساء تلك الأندية في الانتخابات المقبلة الى الأشخاص المناوئين للاتحاد الحالي، وذلك اسهم في تمادي ظاهرة الشغب بفعل ما يحلو لهم من تصرفات غير رياضية عملا بالقول: من أمن العقاب أساء الأدب!ودخلت المشكلة في نفق مظلم، عسى ان يُرى في نهايته بصيص أمل للخروج بأقل الخسائر المادية والبشرية، ومنها تشكيل مديرية حماية الملاعب بإشراف الأشخاص الذين عملوا طوال المواسم السابقة في حماية المنشآت الرياضية لامتلاكهم الخبرة والدراية في كيفية كبت جماح المشجعين المشاغبين ومنعهم بأسلوب حضاري  من التمادي بالإساءة الى الآخرين من اللاعبين والمدربين والإداريين، ولكن برغم خزين الخبرة فأنهم بحاجة ماسة إلى الاشتراك في الدورات التطويرية لنهل المعارف من الذين سبقونا في هذا المجال، لان التعامل مع أحداث الشغب بالطريقة الروتينية التي شاهدها الجميع في مباريات دوري النخبة، سيضعنا في ما هو أسوأ في الموسم المقبل، وكرة الشغب ستكبر ولا يمكن السيطرة على انفلات الجمهور.وتجربة مديرية امن الملاعب اثبتت نجاحها في العديد من الدول العربية والأوروبية وأدت بمفعولها السحري في الحدّ من التصرفات غير المرغوبة في الملاعب. ونجح العاملون فيها بتكوين قاعدة معلومات متكاملة عن المشاغبين وإبعادهم عن أسوار الملاعب لكي لا يسهمو في تأجيج المواقف وإشعال نار الفتنة بين الجمهور،  فضلا عن جلوس عدد منهم مع المتفرجين لتأشير التحركات المريبة للمشاغبين والعمل على وأدها، مع العمل على إبعاد كل من يحمل أسلحة نارية وعدم السماح لأي شخص دخول ارض الملعب بعد انتهاء المباريات وتوفير الحماية اللازمة للجميع في الملعب.أما بقية الامور الفنية فهي من صلب اختصاص مديرية حماية الملاعب المقترحة، ويمكن الاستفادة من تجارب الآخرين ومنح هامش من حرية التحرك للمديرية بتوفير ميزانية مالية خاصة لها او ربطها بالوزارات الأمنية المتخصصة لتطبيق أفكارها بمواجهة المشاغبين، لان ما يجري في الملاعب من عدم انضباط المسؤولين عن حماية الملاعب يندى له الجبين، وان الأموال التي تصرف على مديرية حماية الملاعب لا تساوي شيئا أمام قطرة دم تسيل من احد المشجعين او المدربين او اللاعبين، ولا تعيد كرامتهم التي تهدر أمام الجميع من دون رادع،  أما قرار إقامة المباريات من دون جمهور فهو دليل على فشل اتحاد الكرة في معالجة ظاهرة الشغب وإطفاء فتنة الملاعب، وتبقى فكرة مديرية حماية الملاعب واحدة من  الأفكار التي تسعى الى أظهار مباريات الدوري بالمظهر اللائق الذي يتناسب مع قيم وأخلاقيات المجتمع.yosffial@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram