متابعة / المدى
أكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي مكين، أن الوضع الإنساني في غزة كارثي، وأن دخول 20 شاحنة مساعدات حتى الآن لا يمثل شيئاً. يأتي ذلك في وقت قصفت إسرائيل بعنف قطاع غزة امس الاحد، عقب إعلانها تكثيف ضرباتها تمهيداً لعملية برية، مع دخول الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل أسبوعها الثالث.
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة، أمس، تعزيز دفاعاتها في الشرق الأوسط، على وقع "تصعيد" من قبل إيران وحلفائها، بينما اعتبر الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" اللبناني يسعى إلى تصعيد أكبر في المنطقة الحدودية، محذراً بأن ذلك "سيجرّ لبنان إلى حرب"، بعد توسّع تبادل القصف بين الحزب وإسرائيل.
وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأحد، من أن الولايات المتحدة "لن تتردد في التحرك عسكريا ضد أي منظمة أو بلد يسعى إلى توسيع النزاع في الشرق الأوسط".
وتحدث أوستن بعد بضع ساعات من إعلان وزارة الدفاع (بنتاغون) تعزيز انتشارها العسكري في المنطقة في مواجهة "التصعيد الأخير من جانب إيران وقواتها بالوكالة".
وصرح الوزير لمحطة "إيه بي سي نيوز" مخاطبا "من يسعون إلى توسيع النزاع"، وقال: "نصيحتنا هي ألا تفعلوا ذلك. نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ولن نتردد تاليا في التحرك".
ويرى محللون أن العملية البرية، إن حصلت، فلن تكون نزهة؛ إذ سيكون على الجنود الإسرائيليين مواجهة حرب شوارع وشبكة أنفاق "حماس" التي تحتجز أيضاً في القطاع أكثر من مائتي رهينة اقتادتهم معها من إسرائيل بعد الهجوم، وفق الجيش الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل قد طلبت من سكان شمال غزة البالغ عددهم أكثر من مليون شخص التوجه جنوباً. ونقلت وكالات تابعة للأمم المتحدة عن السلطات المحلية أن أكثر من 40 في المائة من المساكن في قطاع غزة دُمرت أو تضررت.
وفي رفح بجنوب القطاع، التقط صحافيون في وكالة "الصحافة الفرنسية" صوراً مروعة لجثث أفراد عائلات كاملة قتلت بالقصف. وشوهد فلسطيني يحمل بين ذراعيه جثة طفله لُفّت بقماش أبيض في أحد الشوارع.
ومنذ بدء الحرب، شدّدت إسرائيل حصارها على القطاع، وقطعت إمدادات الماء والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أمس أن حصيلة القتلى وصلت إلى 4651 شخصا، بينهم 1873 طفلاً. وقتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية.
وكان يفترض بـ"قمة السلام" التي عقدت أمس الاول في مصر أن تكون خطوةً نحو إيجاد حلّ للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، الا أن نتائجها كشفت بشكل أساسي "خطوط الصدع" القائمة بين العرب والغرب حول القضية الفلسطينية.
وكما جرت العادة في اجتماعات مماثلة حيث تقاس كلّ كلمة بعناية، كان ينبغي أن يصدر بيان ختامي عن القمة التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وعلى رغم تشاطر المجتمعين الدعوة الى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، لم يتمكن ممثلو الدول العربية والغربية من الاتفاق حول نصّ مشترك.
وقال مسؤول من دولة عربية كان مشاركاً في القمة إن الخلاف تمحور حول "إدانة إسرائيل التي ترفضها الدول الغربية، وتصرّ كذلك (في المقابل) على إدانة حماس".
وأوضح المسؤول العربي الذي فضّل عدم كشف هويته أن "الدول العربية (ترفض الإدانات الغربية) لأن ذلك يضعها في حرج أمام شعوبها".
وفي حين أبرمت دول عربية اتفاقات تطبيع مع إسرائيل في العام 2020 برعاية الولايات المتحدة، إلا أن التحركات التي شهدتها بلدان عدة في المنطقة في الأيام الأخيرة، تؤشر الى مزاج شعبي معارض لتلك الخطوة.