طارق الجبوري مرة أخرى يدلل الإرهاب على خسته وضحالة اهدافه ،باستهدافه الأبرياء من المتطوعين او مفارز الجيش والشرطة وهي تؤدي واجبها لحماية أرواح المواطنين. وبمقدار ما تؤكد عناصر الجريمة مستوى ما وصلت اليه من ضعف وخوار قواها من خلال تنفيذ مثل هذه العمليات ،
فان التباهي بالإعلان عن مسؤولية تنفيذها يشير للمستوى المتدني لحجمها وحاجتها الى شيء قد يعيد اليها بعض مظاهر القوة الواهمة التي فقدتها ،فساقتها حظوظها العاثرة الى التمادي اكثر في غيها وزينت لعناصرها ممارسة جرائمهم البشعة في رمضان الكريم . ومع القناعات الراسخة للغالبية العظمى من المواطنين،أن مثل تلك الزمر الارهابية لاعلاقة لها من بعيد او قريب بالاسلام السمح الذي انتشر في اصقاع المعمورة بالحكمة والموعظة الحسنة ،وانتصر بما جاء به من قيم خالدة ،نقول برغم القناعة بان مثل هؤلاء اساؤا للاسلام ولكل الرسالات السماوية ،فان المنطق السوي للاشياء يفرض الحد الادنى من الالتزام بحرمة شهر رمضان وقدسية هذا الشهر،ولكن أنى لمجرمين مثل هؤلاء،اتخذوا من دماء الانسان الذي كرمه الله على مخلوقاته ،وسيلة قذرة لإثبات وجودهم ،أن يراعوا حرمة شهر كرمضان او غيره .لانريد ان نسهب اكثر في ما اقترفته عصابات القاعدة وغيرها من المجاميع الإرهابية،من أفعال جبانة ،لكننا لابد من المرور عليها والاشارة اليها من موقع الذم،كعمل قبيح ومستهجن يخلو من اية قيمة للرجولة والشجاعة ،ناهيك عن كونه لايلحق بصاحبه غير عار الدنيا وخزي الا خرة ،وإذا أضفنا إلى كل ذلك ما بات يمتلكه المواطن من وعي ازاء التنظيرات الواهية لهذه المجاميع المجرمة مايحصنه من جرائمها،فان جل ما نطمح اليه من التطرق بهذا الشكل السريع الى ما اقترفته يد الارهاب من جرائم ،هو التوقف بروية والتفكر بالغايات والأهداف الدنيئة لهذه الزمر المجرمة منذ 2003 لتحفيز مشاعر الغضب عليهم ،وابتكار وسائل تصد شعبية لمخططاتهم ،تعجل بنهايتهم القريبة . ونحسب ان رمضان الكريم بما فيه من تجليات روحانية ،واستذكار مواقف النبي المصطفى (ص) وال بيته الاطهار وصحبه الابرار رضوان الله عليهم ،وتضحياتهم من اجل اعلاء كلمة الحق ،تمنحنا قوة الإرادة لمواجهة الإرهاب ،وتعزز في نفوسنا الامل بامكانية الظفر في معركتنا مع فلول الجريمة الإرهابية،انه مناسبة لاستذكار قيم الاسلام الراسخة المؤكدة لاحترام الانسان وارادته سواء من خلال تأكيده الشورى في اتخاذ القرار ،او ترسيخ قيم المحبة والتأخي بين كل المكونات ونبذ التفرقة والاستعلاء (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) .. قيم ومفاهيم نحن احوج ما نكون اليها الان في العراق لتعزيز مسيرة العراق الجديد بالتسامح والعفة والنزاهة والايثار ،والتمسك بروحية الإسلام وجوهره وان يتحمل كل فرد مسؤوليته ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) . رمضان كان وما زال بما يحمله من معان وقيم . مناسبة للتقرب الى الله بالعمل الصالح بما ينفع الناس ،واستنباط وسائل خدمتهم ،فهنيئاً لمن جعل من رمضان مناسبة للمراجعة وتصحيح الاخطاء ،فما أحوجنا إلى روحية رمضان الحقيقية ؟ rn
دروس من رمضان
نشر في: 22 أغسطس, 2010: 05:17 م