TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى في سجن النساء ببغداد..خلف القضبان قصص مؤلمة أبطالها ظالمون ومظلومون!

المدى في سجن النساء ببغداد..خلف القضبان قصص مؤلمة أبطالها ظالمون ومظلومون!

نشر في: 22 أغسطس, 2010: 05:47 م

تحقيق وتصوير / إيناس طارق وسط الجدران الكونكريتية التي تحيط سجن النساء وبين اروقة زنزاناته،كانت الطفلة نبأ تحبو نحو الباب الحديدي الموصد بقفل حديدي كبير،و بمجرد أن سمعت صوت مفتاح الباب  يدور في القفل، هرعت مسرعة لتستقبلنا بابتسامة  وبراءة الاطفال وهي ترتدي ثوبا 
 احمر مطرزابورود بيض، كانت نظراتها  تتركز باتجاة الباب وهي تهم  بالخروج،لكن الوقت لم يكن مناسبا، ففي هذه اللحظة حلّت  أستراحة السجينات. سحبتها والدتها من ذراعها وحملتها  على كتفها لتذرف الطفلة دموع الحزن على اكتاف والدتها التي كتب عليها ان تقضي 15 عاماً في السجن   بتهمة ممارسة البغاء! عشرات القصص في سجن النساء الواقع في منطقة  القناة  عشرات القصص،وخلف قضبان السجن  هناك قصص مؤلمة وغير مالوفة خلفت ابطالها ظالمون ومظلومون، وتبقى الحقيقة في بعض الأحيان ضائعة خلف القضبان أو في صناديق الأسرار، حتى يستيقظ ضمير فيكشف الحقيقة أو تلعب الصدفة دور العدالة!.عشرات،لا بل مئات من النساء سجينات،البعض منهن في طور التوقيف والتحقيق،والبعض الاخر كن محكومات باحكام تجاوزت الـ 15 عاماً، وجوه النساء في السجن تختلف عن تلك التي تعيش خارجه، وجوه حزينة متعطشة  للحديث عن اسباب وجودهن،  منهن متورطات  في عالم الجريمة بمختلف مسمياتها والبعض الاخر منهن مظلومات جار الزمان عليهن وقسا.قصة والدة نبأ لم تكن الوحيدة المثيرة للدهشة وطرح الأسئلة.تقول ام نبأ: كنت ضحية امرأة أغوتني بالمال ودفعتني لممارسة البغاء واستغلت حاجتي الى المال، كنت اذهب معها بصحبة نساء  اخريات، بعضهن  الآن  معي في السجن، حكم علينا بـ15 عاما حسب القانون العراقي السابق والمعمول به لحد هذا الوقت، فيما  حكم على قائدة المجموعة  بالبراءة ولا نعلم كيف حدث ذلك رغم اننا امام القانون بالتهمة نفسها! كانت تلك المرأة ثعباناً التف علينا وأستغل حاجتنا  الى المال، كانت تسافر الى احدى الدول المجاورة، وكنا نذهب بصحبتها ونمارس هناك البغاء والرقص في الملاهي،لكن فجاة القي القبض علينا بينما كنا في احد البيوت نمارس البغاء في منطقة السعدون،دخلت السجن وانا حامل بنبأ، مشيرة الى ابنتها التي كانت تلهو ببعض اللعب البسيطة، وتواصل أم نبأ:  انجبتها في السجن ايضاً وهي تبلغ الان من العمر عاماً ونصف العام، ونبأ ليست ابنتي الوحيدة انما هناك اربعة اطفال يسكنون  مع والدهم الذي كان يدفعني الى عمل الرذيلة  من اجل الحصول على المال! صمتت أم نبأ وقالت بحسرة: أود ان أسأل  لماذا يحكم علينا بـ15 عاما  بتهمة ممارسة البغاء ومن يقوم باعمال ارهابية لايحكم باكثر من عامين؟ ونحن بفعلتنا تلك لانضر شخصاً انما نضر انفسنا لكن من يفجر ويقتل يضر الناس جميعاً. وأضافت لاأريد هنا ان ابررالجرم الذي ارتكبناه.بينما قصة (س)  التي زرعت ثلاث اطلاقات نارية في جسد زوجها قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة  الخائنة على حد وصفها. تقول "س"" التي رفضت ذكر اسمها دون ان تبرر لنا ذلك: حذرته اكثر من مرة  من ان لاياتي بعشيقته الى البيت، لكنه  كان يفعل العكس، ياتي بها الى بيتي وعلى فراشي يمارس  معها الفعل الجنسي،  فقدت عقلي وصوابي، ولم اتمالك فعلته المتكررة فانتقمت لكرامتي،و بينما كان يمارس الفعل الجنسي مع عشيقته ارديته قتيلاً في الحال بثلاث اطلاقات،ومع الاسف لم تنل عشيقته من غضبي شيئا وانا الآن نادمة على ذلك فقد كانت تستحق الموت أيضاً، وتستدرك (س)، لقد ذهبت الى مركز الشرطة وسلمت نفسي،وحكم عليّ  جراء فعلتي تلك بـ(10 سنوات سجن)، قضيت منها 3 سنوات لم ار اطفالي فيها فقد اخذهم أهل زوجي ومنعوني من رؤيتهم.rnتحرق زوجها انتقاماً وفي مكان غير بعيد عن (س) كانت (صابرين) مرتبكة  شاكية فهي لم تفعل شيئا يستحق السجن لأن ما قامت به كان دفاعا عن النفس ضد ذئب بشري كان ينوي نهش عرضها، وحسب ما تقول: أنها أطلقت 17 رصاصة مزقت جسد والدها الذي اعتدى على شقيقتها وأراد إن يعتدي عليها ايضاً فقد كان فاقد الوعي والصواب لتناوله الحبوب المخدرة، وهي ايضاً كانت غير سوية في تصرفاتها فقد كانت تدمن على الحبوب. وحقيقة عندما أرادت التكلم معنا كانت تصرفاتها تثير الشك والخوف من ان  تفتعل مشكلة أو حركة طائشة لانها قبل يوم واحد من لقائنا كانت قد ضربت كف يدها اليسرى بالة حديدية كانت كافية لغرزها بـ 16 غرزة،وفي اليوم ذاته كانت تحاول ان تجرح احدى السجينات بقطعة حديدية سرقتها من النفايات الخاصة بطبابة السجن.rnمدير سجون بغداد يقول ناظم المالكي مدير سجون بغداد: ان من هم المشاكل التي تواجه دائرة إصلاح السجون العراقية، عدم وجود بنايات كافية تحوي الإعداد الهائلة للموقوفين والمحكومين، فضلاً عن ان دائرة الإصلاح تفتقد بنايات المعامل والورش التي يمكن ان تؤهل وتعلم  السجين حتى يستطيع بعد خروجه مزاولة مهنة معينة تساع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram