ذي قار / حسين العامل
كشفت مديرية الدفاع المدني في ذي قار عن اخماد 1300 حريق وانقاذ 22 حالة طارئة خلال الاشهر المنصرمة من العام الحالي، وفيما حذرت من رداءة الاجهزة الكهربائية المستوردة، اكدت ان الكثير من الحرائق ناجم عن زيادة الاحمال والتماس الكهربائي.
وقال مدير الدفاع المدني في ذي قار العميد احمد حسن لـ(المدى)، إن "عدد حوادث الحريق المسجلة حتى مطلع تشرين الاول من العام الحالي بلغ 1300 حريق فيما بلغت حالات الانقاذ للمتضررين من الحرائق 22 حالة"، واضاف "في حين كان اجمالي الحرائق وحالات الانقاذ المسجلة العام المنصرم (2297) حريقا و(٣٦) حالة انقاذ".
ويجد حسن، أن "حوادث الحريق اغلبها طالت منازل ومحال تجارية وهي ناجمة عن تذبذب التيار الكهربائي وتماس ناجم عن عطب اجهزة كهربائية مستوردة من مناشئ رديئة وضغط الاحمال الكهربائية". وتحدث مدير الدفاع المدني عن "حرائق اخرى ناجمة عن نزاعات عشائرية تسببت بحرق بساتين ودور"، مبينا ان "اكثر الحرائق التي تم اخمادها سجلت خلال فصل الصيف".
وعن اجراءات مديرية الدفاع المدني للحد من مخاطر الحرائق التي تحدث في الدوائر والمؤسسات الحكومية قال حسن ان "مديرية الدفاع المدني تقوم بكشوفات نصف سنوية على الدوائر والمؤسسات الحكومية لتقييم مدى التزام الدوائر بضوابط السلامة المتمثلة باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند وجود مواد سريعة الاشتعال وتوفر مطافي بعدد كافي وازالة الحشائش التي تشكل خطرا على البنايات وامور اخرى تخص السلامة". مؤكدا ان "التقييم يُثبت بموجب كشف خاص ويُوقع من قبل مسؤول الدائرة او مدير المشروع".
وعن امكانية مديرية الدفاع المدني في التعاطي مع حريق مماثل لحريق قاعة اعراس الحمدانية في الموصل قال حسن انه "لدينا آليات جاهزة للعمل مع وجود تنسيق بين المراكز القريبة والدوائر الساندة كفرق اطفاء شركة نفط ذي قار". مؤكدا "قدرة كل مركز دفاع مدني على التعاطي مع الحرائق في وقت قياسي ضمن الرقعة الجغرافية المحددة له".
واشاد مدير دفاع مدني ذي قار بالتعاون والدعم الذي تتلقاه مديرية وفرق الدفاع المدني من الدوائر الساندة كشركة النفط والبلدية.
وحول تصريح محافظ ذي قار عن حاجة المحافظة لتعزيز آليات الدفاع المدني لمواجهة الحرائق قال حسن ان "الاليات المتوفرة تفي بالغرض المطلوب نوعا ما غير ان اغلبها قديمة تعود لعام 2010 ونحن نتعاطى مع الامر وفق ما هو متاح ونطمح لتعزيز مراكز الدفاع المدني باليات حديثة". وكشف مدير الدفاع المدني عن "توجه لدى الحكومة المحلية بإدراج مشروع تجهيز آليات للدفاع المدني ضمن خطة مشاريع المحافظة وبواقع اليتين ضمن خطة كل وحدة ادارية تابعة للمحافظة وذلك اسوة بدوائر البلدية والصحة وغيرها من الدوائر"، مشيرا الى وجود خطة وزارية لتعزيز الآليات مازالت في طور الاجراءات الادارية.
وتضم محافظة ذي قار التي يتجاوز عدد نفوسها مليونين و300 الف نسمة 19 مركزا للدفاع المدني تتوزع على جميع الوحدات الادارية في المحافظة بواقع (130) الية للإطفاء والانقاذ والخدمات تتوزع على جميع تلك المراكز.
وكانت ادارة محافظة ذي قار اتخذت مطلع تشرين الاول الحالي جملة من القرارات لتفادي مخاطر الحرائق والحوادث الناجمة عن عدم تطبيق معايير السلامة في المباني الحكومية والاهلية، مشددة على الاغلاق الفوري لجميع المباني المخالفة خلال 24 ساعة.
وكشفت مديرية الدفاع المدني في ذي قار في منتصف تشرين الاول الجاري عن امهال 128 دائرة حكومية ومشروع اهلي مدة اقصاها 3 اشهر لرفع المخالفات التي قد تتسبب باندلاع الحرائق أو تؤدي الى تفاقم اضرارها، مشددة على اتخاذ الاجراءات الادارية اللازمة وغلق المشروع في حال عدم التزام الجهات المذكورة بتطبيق معايير السلامة.
وكشفت مديرية الدفاع المدني في ذي قار مطلع عام 2023 عن اخماد 2297 حريقاً وانقاذ 36 حالة طارئة عام 2022، فيما بينت ان 70% من هذه الحوادث ناجمة عن تماس في اجهزة كهربائية رديئة المنشأ.
وكانت مديرية الدفاع المدني في ذي قار قد كشفت في وقت سابق من عام 2021 عن اسباب زيادة الحرائق في مواقع حكومية واهلية في المحافظة، وبينت أن "ارتفاع درجات الحرارة وعدم متابعة التأسيسات الكهربائية وحالة اللامبالاة في متابعة التيار الكهربائي وضعف اجراءات السلامة المهنية كلها عوامل ادت لنشوب الحرائق في المحافظة"، وبينت أن "العوامل المذكورة تحتاج الى المتابعة والتأكيد على دوام الحماية الذاتية في الدوائر الحكومية حيث يوجد في كل دائرة فريق حماية ولكن اغلب هذه الفرق لا تؤدي عملها بصورة صحيحة".
يشار الى ان محافظة ذي قار شهدت في تموز 2021 حريق مركز النقاء الخاص بعزل مصابي كورونا في مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية الذي اسفر عن اكثر من 60 شهيدا واصابة 50 شخصا آخر بجروح وحروق مختلفة، اصدرت محكمة تحقيق الناصرية المختصة بقضايا النزاهة أوامر قبض بحق 13 متهما بينهم مدير صحة المحافظة، في حين اندلعت تظاهرات غاضبة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحريق.
وكانت السلطات العراقية أعلنت في اواخر ايلول من العام الحالي عن مقتل اكثر من 120 شخصا وإصابة عدد مماثل في حصيلة غير نهائية للحريق الذي اندلع أثناء حفل زفاف بالحمدانية شمالي البلاد. فيما قدر الهلال الأحمر العراقي، عدد قتلى ومصابي حريق قاعة الأعراس في قضاء الحمدانية بأكثر من 450 شخصا.