 بغداد/ نبأ مشرق

يستذكر اهالي قضاء سنجار مرور (3) اعوام على اتفاق تطبيع أوضاع المدينة وإعادة أهلها إليها الموقّع بين حكومتي بغداد واربيل بإشراف الأمم المتحدة مطلع تشرين الأول من عام 2020، حيث تعثـرت بنوده الساعية الى إخراج عناصر حزب العمال الكردستاني والفصائل المسلحة وإعادة النازحين، فضلاً عن البدء بخطوات إعادة إعمار المدينة بعد تحريرها نهاية عام 2015 من سيطرة تنظيم "داعش" الارهابي.

ويقع قضاء سنجار غربي محافظة نينوى والذي تسكنه غالبية ايزيدية، حيث يعود بين الحين والاخر الى تصدر المشهد واحد من ابرز التحديات التي تواجه الحكومة العراقية والجهات المعنية في ظل عدم الاستقرار مع وجود "السلاح المنفلت" بحسب أهلها، فضلاً عن عدم حسم ملف عودة النازحين من مخيمات كردستان.

انعدام الأمن

يقول النائب الايزيدي عن محافظة نينوى محما خليل في تصريح خاص لـ(المدى) إن "الوضع في سنجار مزري في ظل انعدام الامن ووجود تجاوزات من قبل فصائل غير عراقية وغير شرعية والسلاح المنفلت، والدليل على ذلك استشهاد أكثر من (١١) مواطنا عراقيا من المكون الإيزيدي في سنجار بحجة وذريعة مجهولي الهوية، وهو ما يؤشر وجود فشل واضح وذريع من قبل الحكومة الاتحادية".

حبر على ورق

واضاف خليل: ان "اتفاقية تطبيع الاوضاع في سنجار لم تطبق الى الان على ارض الواقع، وهي مجرد حبر على ورق بالرغم من كونها مطلبا شعبيا واستحقاقا دستوريا وقانونيا والموقعة من قبل الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان بحضور واشراف بعثة الامم المتحدة"، مستدركاً في الوقت ذاته ان "المعرقلين الاساسيين لتنفيذ وتطبيق بنود الاتفاق هم حزب العمال الكردستاني الـ(بي كي كي) ومؤيدوه من بعض القوى المتنفذة والفصائل التي تدعي انتماءها الى الحشد الشعبي".

وكما يقضي اتفاق تطبيع الأوضاع في سنجار، وبموجبه فان إدارة القضاء من النواحي الإدارية والأمنية والخدمية بشكل مشترك، إلا أن الصراعات السياسية القائمة بين عديد الأطراف الموجودة في القضاء حالت دون تنفيذ الاتفاق حتى الآن.

وبين خليل انه "بعد مطالبتنا الحكومة الاتحادية بالإسراع في تطبيقها، ذكرت ان تنفيذها سيتم تباعاً وبمراحل وحسب الظروف وهي موجودة ضمن البرامج الحكومية"، مشيراً الى لجوئه "للمحكمة الاتحادية التي اكدت قانونية ودستورية الاتفاقية".

ولفت الى زيارته "قبل اسبوعين للمسؤول عن ملف قضاء سنجار مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي، الذي اشار بدوره إلى إلزامية واهمية تطبيق الاتفاقية وكذلك الحال نفسه ينطبق خلال زيارتي الى رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وتأكيده بضرورة المضي في تنفيذ الاتفاق".

واكد ان "اهالي سنجار وممثلي المكون الايزيدي عن القضاء ينتظرون ما تسفر عنه الايام المقبلة في تطبيق الاتفاقية التي ماتزال الى الان مجرد حبر على ورق".

صراع دولي

من جهته قال مستشار رئيس الوزراء لحقوق الإنسان زيدان خلف في تصريح تابعته (المدى): "نحن سائرون مع ممثل حكومة إقليم كردستان ريبر أحمد في تطبيق اتفاق سنجار في المرحلة المقبلة".

بدوره، قال محافظ نينوى نجم الجبوري، إن "هناك صراعاً دولياً في قضاء سنجار المتنازع عليه بين أربيل وبغداد الذي يتبع حالياً نينوى"، لافتاً الى أن "سنجار حالة خاصة، حيث يوجد هناك صراع دولي كامل على أرض القضاء".

وأشاد الجبوري بعلاقة نينوى بإقليم كردستان، وقال رداً على الاتهامات الموجهة ضده بخضوعه لبعض الإملاءات الكردية: "يُقال إني رجل سيئ لعلاقتي الجيدة بإقليم كردستان، إن الإقليم هو العمق الأمني لمحافظة نينوى، وإذا لم تكن العلاقة جيدة مع الإقليم فإن هذا لن ينعكس بشكل إيجابي على المحافظة من الناحية الأمنية".

وما زال عشرات الآلاف من أهالي مدينة سنجار، يعيشون في مخيمات متناثرة في مدن إقليم كردستان رغم استعادة السيطرة على المدينة من تنظيم "داعش" الارهابي قبل نحو ثماني سنوات.