TOP

جريدة المدى > محليات > منظمات مجتمعية تحذر من ارتفاع معدلات التسرب من مدارس ذي قار

منظمات مجتمعية تحذر من ارتفاع معدلات التسرب من مدارس ذي قار

نشر في: 30 أكتوبر, 2023: 09:55 م

 ذي قار/ حسين العامل

حذرت منظمات مجتمعية في ذي قار من ارتفاع معدلات التسرب من المدارس الحكومية، وفيما اكدت تسجيل 15 الف حالة خلال العام الدراسي 2022 – 2023 مقارنة بتسعة الاف في العام الدراسي السابق، تحدثت الحكومة المحلية عن معالجات محدودة في جانب واحد من أصل المشكلة.

وقال رئيس منظمة التواصل والإخاء الإنسانية علي الناشي لـ(المدى) إن "البيانات الرسمية المتاحة تشير الى تسجيل ما بين 14500 الى 15 الف حالة تسرب خلال العام الدراسي 2022 – 2023"، واضاف "وهذا يؤشر ارتفاعا في معدلات التسرب بواقع 6 الاف حالة مقارنة مع العام الدراسي 2021 – 2022 الذي سجل 9 الاف حالة تسرب".

مبينا ان "حالات التسرب شملت التعليم الابتدائي الذي كان له النصيب الاكبر بما يزيد على 7 الاف متسرب يأتي بعده التعليم في المدارس المتوسطة والثانوية والاعدادية والمهنية ورياض الاطفال".

وتحدث الناشي، عن تسجيل اعداد كبيرة من الاناث بين المتسربين، عازيا ذلك "لعدة عوامل من بينها العادات والتقاليد وزواج القاصرات وتفضيل تعليم الذكور على الاناث في حال عدم قدرة الاسر الفقيرة على توفر متطلبات التعليم لجميع افرادها".

مشيرا الى ان "من العوامل الاخرى والرئيسية التي ادت الى ارتفاع معدلات التسرب لكلا الجنسين هي ارتفاع معدلات الفقر وارتفاع تكاليف الدراسة والتلكؤ الحكومي في توفير الكتب والقرطاسية ولجوء بعض العوائل الى تشغيل ابنائهم لمساعدة الاسرة وعدم تفعيل قانون التعليم الالزامي"، مشيرا الى انتشار مظاهر "عمالة الاطفال في الاسواق وميادين العمل".

واضاف "فيما يأتي اكتظاظ المدارس وتردي واقع الابنية المدرسية في المرتبة الثانية ضمن عوامل التسرب كونه ادى الى تراجع مستويات التعليم في جميع المراحل الدراسية"، مشيرا الى ان "اختناق القاعات الدراسية وتقادم الابنية المدرسية ووجود مدارس كرفانية أو طينية أسهم بصورة كبيرة في عدم توفير بيئة مناسبة ومشجعة للتعليم".

لافتا الى ان "تردي واقع الابنية المدرسية واكتظاظ الصفوف الدراسية بأكثر من 75 طالبا في الصف الواحد دفع بالكثير من الاسر الى نقل ابنائهم الى المدارس الاهلية"، مبينا ان "الاكتظاظ تسبب بالكثير من المشاكل بين الطلبة كما أسهم بانخفاض المستوى العلمي وضعف الاهتمام بالطالب من قبل المشرفين على تعليمه".

ويجد الناشي ان "تفاقم المشاكل في الحرم المدرسي وعدم حلها من قبل ادارات المدارس يجعل المدارس بيئة طاردة للطلبة"، داعيا الى رفد المدارس بالمرشد التربوي والباحث الاجتماعي وتطوير قدرات الموجودين منهم ليتمكنوا من مساعدة الطلبة على تجاوز المشاكل المدرسية والاسرية التي قد تدفع الطالب الى ترك الدراسة".

ويرى رئيس منظمة التواصل والإخاء الإنسانية ان "تفشي البطالة بين الخريجين جعل الطالب يمر في حالة يأس ويفقد الامل بالمستقبل العلمي وهو ما قد يدفعه الى ترك الدراسة بصورة مبكرة والبحث عن فرص عمل أفضل في القطاع الخاص".

وعن الحلول قال الناشي ان "من الاولويات هو توفير بيئة مناسبة للتعليم من خلال التوسع في بناء المدارس وتطويرها لتصبح بيئة جاذبة"، مشددا على "تفعيل دور المرشد التربوي في المدارس كونه العنصر الاهم في معالجة المشاكل وعدم الاعتماد على ادارات المدارس التي قد تلجأ الى العقوبات الادارية من دون البحث عن اسباب ودوافع المشكلة لدى الطالب المذنب او الكسول".

مشيرا الى "اهمية تخصيص مكان خاص للمرشد التربوي ليتمكن من اداء عمله بصورة جيدة تسمح له بالاطلاع الكامل وبكل سرية على المشاكل التي يعاني منها الطلبة".

لافتا الى ان "عددا غير قليل من المدارس تفتقر الى المرشد التربوي فيما الكثير من المرشدين الجدد مازالوا بحاجة الى دورات تدريبية لتطوير قدراتهم ومنحهم الفرصة ليمارسوا دورهم على الوجه الاكمل في هذا المجال".

وتطرق رئيس منظمة التواصل والإخاء الإنسانية الى ضرورة الاهتمام بالدروس والنشاطات اللاصفية كالرياضة والفنية وتنظيم السفرات المدرسية مع تجهيز المدارس بالمكتبات وقاعات الرسم والمختبرات العلمية وغيرها من المستلزمات الدراسية التي تجعل البيئة المدرسية صديقة للطفل"، محذرا من تجاهل كل ذلك او التعامل معه بصورة شكلية لا تسهم بتطوير المهارات والمواهب الفنية والرياضية لدى الطلبة".

واكد الناشي على "اهمية توفير المستلزمات الدراسية من كتب وقرطاسية في وقتها المحدد واعادة نظام التغذية المدارس ولاسيما في المناطق الفقيرة لتكون حافزا للأطفال وتوفر لهم العناصر الغذائية الاساسية التي تدخل في بناء اجسادهم".

وخلص رئيس منظمة التواصل والإخاء الإنسانية الى تشديد العقوبات على الاسر التي تشجع ابناءها على ترك الدراسة.

ومن جانبها تحدثت الحكومة المحلية عن حلول محدودة لمشكلة الاكتظاظ والعجز الكبير في الابنية المدرسية اذ كشفت عن اجراءات لاستلام 40 بناية مدرسية جديدة ذات 24 صفا دراسيا خلال الشهر المقبل وذلك بعد استلام أكثر من 128 بناية مدرسية في وقت سابق".

مشيرة الى استثمار الأعداد الكبيرة من الكوادر التعليمية في التعيينات الأخيرة الأمر الذي سيسهم فك الاختناقات الحاصلة ونقص الكوادر التعليمية خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.

فيما يرى مستشار المحافظ لشؤون المواطنين حيدر سعدي في تصريحات اعلامية تابعتها (المدى) ان "مشكلة الاكتظاظ الحاصل في كل بداية عام دراسي حالة طبيعية مع انتظام أعداد جديدة من التلاميذ إلى المدارس كون المحافظة تعتبر رابع محافظة من حيث الكثافة السكانية في العراق".

وكانت نقابة المعلمين في ذي قار كشفت في (7 تشرين الاول 2023) عن عجز في الابنية المدرسية يقدر بأكثر من 1600 بناية لفك الازدواج والاكتظاظ واستيعاب الزيادة السنوية المتنامية في اعداد التلاميذ.

وينتظم نحو 800 ألف تلميذ وطالب في مدارس محافظة ذي قار التي لا تتجاوز الـ 1250 بناية مدرسية، وما زالوا يكابدون وبصورة يومية من مشاكل جمة أبرزها اكتظاظ الصفوف الدراسية والدوام الثنائي أو الثلاثي فضلاً عن تقادم عمر الابنية وافتقارها لأساسيات نجاح العملية التربوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أفة المخدرات.. خطر يهدد الشباب والمجتمع في الأنبار
محليات

أفة المخدرات.. خطر يهدد الشباب والمجتمع في الأنبار

 المدى/ محمد علي تواجه محافظة الأنبار تحديا خطيرا يتمثل في تفشي ظاهرة المخدرات التي اصبحت من أخطر القضايا الاجتماعية ما يجعلها أحد أبرز التحديات الاجتماعية والأمنية في المنطقة، وقد شهدت المحافظة في السنوات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram