بغداد/ هشام الركابي اكد مصدر في مكتب مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية أن العراق أصبح مصدرا رئيسا لإنتاج وتصدير المخدرات إلى دول الجوار من خلال زراعتها في عدد من المحافظات العراقية، بعد أن كانت البلاد ممراً لنقلها من الدول المنتجة إلى الدول المستهلكة لها.
وقال المصدر في تصريح لـ(المدى) إن الانفلات الأمني الذي شهده العراق كان الانطلاقة الحقيقية لتنامي ظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات في البلاد، والتي ازداد شيوعها عام 2009. واوضح أن وزارة الداخلية اكتشفت عدداً من الاماكن التي تزرع فيها المخدرات بالمحافظات التي تشهد وضعا امنياً ساخناً، مثل نينوى وديالى وذي قار، إذ تم ضبط مزارع لنبتة تسمى (الداتورة). وأشار الى أن الوزارة ضبطت اشخاصا من جنسيات مختلفة في العراق لهم علاقة بتجارة المخدرات متوقعاً أن يكون هؤلاء الأشخاص الموّردين الأساسيين المسؤولين عن ادخال تلك المواد إلى العراق. وتفيد التقارير الرسمية بأن عدد المتعاطين والمتاجرين والمروجين والمهربين للمخدرات في البلاد عام 2003 كان لا يتجاوز 321 شخصا، الا ان اعدادهم تنامت خلال السنوات الست الماضية حتى وصلت عام 2009 الى 1415 شخصا ليتحول العراق من معبر لهذه المواد الى منتج ومصدر لها.وتنتشر تجارة المخدرات في منطقتي الفرات الاوسط وجنوب العراق، وبغداد، بحسب ما اعلنه مراقبون لـ(المدى). ناصر حبيب وهو ناشط في مجال حقوق الانسان بمحافظة ميسان قال تعد المحافظة من اكثر مدن العراق انتشارا لظاهرة تجارة المخدرات، وهناك العديد من العصابات المختصة بهذا الشأن، لكن من الصعب تتبعها او الاصطدام بها، نتيجة للقوة المادية وكثرة افرادها المسلحين، ما يجعل من المستحيل مطاردتها او تسليط الضوء على تصرفاتها.ويشير صاحب شركة نقل الوفود والزائرين الى العتبات المقدسة مرتضى حميد الى ان بعض الاشخاص ينتحلون صفة زوار، لكنهم في الحقيقة مروجي مخدرات، واضاف: كان العراق في الماضي دولة مرور للمخدرات من دول الإنتاج الى دول الاستهلاك، اما في الوقت الحاضر فقد أصبح العراق في مصاف دولة الاستهلاك للمخدرات. الباحث الاجتماعي منصور الراوي قال لـ(المدى): تأثير تعاطي المخدرات على المجتمع لا يظهر بصورة سريعة، بل انه على درجات، تبدأ بامتناع الشباب عن العمل ومحاولة جني الاموال بأية طريقة، ومن ثم انتشار الجريمة، واصابة اهم شريحة في المجتمع بخلل وتعطيل كبير لدورها. التفاصيل ص3
الداخلية تضبط مزارع للداتورة فـي الناصرية والموصل وبعقوبة
نشر في: 22 أغسطس, 2010: 10:24 م