 مطالبات بإطلاقات مائية وتوفير مقومات السياحة الطبيعية

 ذي قار / حسين العامل

تشهد مناطق قضاء الجبايش مركز الاهوار العراقية حركة سياحية دؤوبة رغم ما تواجهه من زحف قاسٍ للجفاف الذي طال مساحات واسعة من مسطحاتها المائية، اذ تتوافد مجاميع سياحية اجنبية ومحلية وبواقع 50 – 60 سائحا يوميا ضمن الموسم السياحي الشتوي الذي يبدأ من منتصف ايلول حتى نهاية نيسان.

واخذت الحركة السياحية في ذي قار تنتعش بصورة عامة إثر دخول مواقع الاثار والاهوار ضمن لائحة التراث العالمي وزيارة بابا الفاتيكان لمدينة اور الاثرية.

وقال مدير قسم السياحة في ذي قار اسعد حسين القره غولي في تصريح إلى (المدى)، إن "الموسم السياحي في ذي قار يبدأ من منتصف ايلول الى نهاية نيسان ونأمل ان تكون هناك حركة سياحية جيدة خلال هذا العام"، مشددا على اهمية "رفد مناطق الاهوار بإطلاقات مائية مناسبة لغرض ديمومتها وانقاذها من الجفاف".

وتابع القره غولي، أن "مناطق الاهوار شهدت خلال الاسابيع القليلة المنصرمة استقبال مجاميع سياحية اجنبية من اوروبا وشرقي اسيا وامريكا ودول اخرى وبأعداد لا بأس بها"، مبينا ان "عددا من الشركات السياحية العراقية المجازة قامت باستقدام سائحين اجانب الى البلاد بالتنسيق مع المكتب الوطني للسياحة".

وتحدث مدير قسم السياحة عن جملة من التسهيلات التي تقدمها هيئة السياحة للسائحين الاجانب.

ويجد القره غولي ان "الحركة السياحية المحلية مازالت ضعيفة وذلك يعود لعدة اسباب من بينها انشغال الاهالي ببداية العام الدراسي وتأخر سقوط الامطار وتأثير ذلك على مناسيب المياه في الاهوار"، مبينا ان "الموسم السياحي في مناطق الاهوار موسم طويل ويصنف كمشتى وليس كمصائف بسبب اعتدال درجة الحرارة في الشتاء وارتفاعها في الصيف".

وعن تأثير زحف الجفاف على مناطق الاهوار وانعكاس ذلك على الحركة السياحية قال القره غولي، إن "انخفاض مناسيب المياه وضعف الاطلاقات المائية للأنهر المغذية لمناطق الاهوار له اثر سلبي كبير على بيئة الاهوار وهذا ما انعكس وسينعكس على مجمل الحركة السياحية في المناطق المذكورة"، داعيا الى "التعاطي بصورة جدية مع ملف المياه في مناطق الاهوار ورفدها بكميات كافية من المياه".

وعن مدى توفر مقومات السياحة في محافظة ذي قار قال مدير قسم سياحة ذي قار إن "النهوض بالواقع السياحي في محافظة ذي قار يتطلب المزيد من المشاريع والمرافق الخدمية لتتناسب مع الحركة السياحية التي نتوقع لها ان تنتعش اكثر خلال الاعوام القادمة ولاسيما خلال مواسم الحج المسيحي لبيت النبي ابراهيم (ع) في مدينة اور الاثرية". واشار القره غولي الى مشاريع وخطط مستقبلية تتبناها الهيئة العامة للسياحة والحكومة المحلية والقطاع الاستثماري لتطوير البنى التحتية للسياحة في ذي قار.

من جانبه، قال رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الاسدي في حديث مع (المدى)، إنه "رغم اثار الجفاف وازمة المياه وضعف الاطلاقات المائية لمناطق الاهوار الا انها تشهد حركة سياحية جيدة"، مشيرا الى "توافد مجاميع سياحية اجنبية الى مناطق الاهوار بصورة يومية اذ تستقبل يوميا ما بين 50 – 60 سائحا اجنبيا ومحليا".

وبين ان "هذه الاعداد تتطلب توفير خدمات وتسهيلات لتتضاعف بصورة اكبر"، داعيا الى ان "تكون هناك وقفة حقيقية من الحكومة العراقية لدعم سكان الاهوار وانعاش الحركة السياحية فيها عبر رفدها بإطلاقات مائية مناسبة وتوفير الخدمات والبنى التحتية التي تنهض بالواقع الخدمي والسياحي في المناطق المذكورة". وأكد ان "دعم السياحة ضرورة لنجاح السياحة في الاهوار وتوفير فرص عمل للسكان المحليين".

وتَجمع محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) ما بين السياحة الدينية والآثارية والطبيعية لما تمتلكه من مواقع اثرية ودينية تقدر بأكثر من 1200 موقع أثري أبرزها مدينة اور الاثرية ومقام النبي ابراهيم الخليل (ع) فضلاً عن مناطق الاهوار التي تشكل خمس مساحة المحافظة والتي تواجه مخاطر الجفاف وتذبذب مناسيب المياه الناجمة عن ازمة المياه.

يذكر ان منظمة الجبايش للسياحة البيئية افادت نهاية شباط 2023 عن استقبال 500 سائح يوميا في اهوار الجبايش.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وافقت في منتصف عام 2016 على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة. وبموجب قرار منظمة اليونسكو فان الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.