 ترجمة / حامد أحمد

عبرت شخصيات من وجهاء الطائفة الايزيدية عن انتقادها للأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها منطقة سنجار مع عدم وجود خدمات ولا فرص عمل في وقت ما يزال هناك اكثر من 300 الف ايزيدي يعيشون في المخيمات، مؤكدين انه على الرغم من وجود رغبة لدى الايزيديين بالرجوع الى بيوتهم فانهم لن يفعلوا ذلك مالم تتحسن الأوضاع في سنجار.

الاميرة مايان سعيد بيك، زوجة الزعيم الروحي للطائفة الايزيدية في العراق والعالم حازم تحسين بيك، قالت في لقاء مع موقع K24 الاخباري ان الايزيديين، حتى المهاجرين منهم، سيفكرون بالعودة الى سنجار اذا تحسنت الأوضاع فيها، ولكن اذا بقيت الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية على حالها دون ان تتحسن، فانهم سيمتنعون عن العودة.

وقالت الاميرة "كثير من الشباب الايزيديين لهم شهادات جامعية ولكنهم عاطلون عن العمل. ينبغي على شعبنا ان يكون قادرا على الدفاع عن نفسه. اذا ما قامت السلطات بتحسين ظروف العيش في سنجار، فعندها نعم سنغادر المخيمات، ولكن الوضع الحالي لا يسمح بذلك".

ومضت الاميرة مايان بقولها "حتى الايزيديين الذين يعيشون في المنفى خارج البلاد ستكون لهم رغبة بالعودة، ولكن شريطة ان يتحسن الوضع الأمني أولا، وان يتم تعويض الشعب الايزيدي عن الخسائر التي تكبدوها. كل واحد منا سيفضل العودة الى المكان الذي نزح منه وبيته ومنطقته ليتمكنوا من مزاولة طقوسهم في ارض اجدادهم وآبائهم".

وتضيف بقولها "الوضع في سنجار صعب جدا بحق، نحن نأمل بان يكون هناك حل، 300 ألف شخص تقريبا من أبناء شعبنا ما يزالون نازحين ويعيشون في مخيمات".

على الرغم من ذلك فان هناك اعداد من الايزيديين قد رجعوا الى مناطقهم وقراهم في سنجار. الأربعاء الماضي صرحت وزيرة الهجرة والمهجرين، ايفان فائق جابرو، عن عودة 1,150 نازح ايزيدي الى سنجار قادمين من مخيمات في محافظة دهوك بإقليم كردستان.

تقول الاميرة مايان "نحن نأمل ان يتحسن الوضع لكي يتمكنوا من العودة لبيوتهم. انه أمر غير طبيعي ان يكون أهالي المنطقة نازحين بعيدا عن بيوتهم. انهم يعيشون في خيم قديمة تحت ظروف صعبة، فهم يتحملون حرارة الشمس في الصيف والبرد القارس في الشتاء. من غير المعقول انه بعد مرور عشر سنوات وهم ما يزالون يعيشون في خيم".

وذكرت مايان بان المساعدات الانسانية في تناقص أيضا، وتأمل بان يكون هناك حل جذري لان أبناء طائفتها قد ارهقهم التعب وضرورة ان يكون هناك تحسن في الجانب الأمني والوضع المالي للايزيديين، فبعد حملة الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها أضطر الكثيرون منهم الى الهجرة لبلدان أخرى حول العالم، وتؤكد بانهم ينتظرون حاليا تحسن الأوضاع ليتمكنوا من العودة.

وتضيف بقولها "ان تعيش في المنفى هو ليس بالأمر السهل، خصوصا عندما تكون مضطرا للعيش في المنفى بعد تعرضك للاضطهاد. لم نر أي يوم هادئ منذ ذلك الوقت".

في آب عام 2020 تم توقيع اتفاقية سنجار بين أربيل وبغداد بدعم من الأمم المتحدة لتطبيع الأوضاع في سنجار وتسهيل عودة الآلاف من الايزيديين من مخيمات النزوح، ولكن لحد الان، وحسب قول مسؤولين، فان الاتفاقية لم تنفذ بعد، علاوة على ذلك صوت البرلمان العراقي في 1 آذار 2021 على قانون الناجيات الايزيديات، الذي يهدف الى دعم الناجين من الطائفة الايزيدية وضحايا جريمة الإبادة الجماعية التي حلت بهم على يد تنظيم داعش عام 2014. مع ذلك فان هذا القانون وبعد سنتين من إقراره لم يتم تنفيذه على نحو كامل، وفي شباط من هذا العام تلقى 420 ايزيدي فقط من الناجين مرتبات من بغداد كتعويضات وفق القانون.

وتقول الاميرة مايان "قسم من الايزيديين تعرفوا على رفاة ضحاياهم وقسم منهم تم تعويضهم عما فقدوه، ولكن هناك آخرين لم يحصلوا على شيء. نحن نريد من السلطات المعنية ومن البلدان الأوروبية ان يساعدوا في العمل على تسهيل حصول الايزيديين على حقوقهم. نطلب منهم ان يفعّلوا قانون الناجيات من النساء والفتيات الايزيديات".

وتذكر الاميرة مايان انه على الرغم من انقاذ عدد كبير من النساء الايزيديات من قبضة وأسر تنظيم داعش فانه ما تزال هناك نحو 3 آلاف امرأة ايزيدية مفقودة او أسيرة لدى داعش، مشيرة الى ان منطقة سنجار لم تتم إعادة إعمارها بعد، وانها تريد جميع النساء الايزيديات وجميع النساء الأخريات في العالم وخصوصا من أبناء الأقليات ان يعشن بسلام.

• عن موقع K24