اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > خبير فرنسي: اكتشاف الثور المجنح يبشر بمرحلة تنقيب جديدة في العراق

خبير فرنسي: اكتشاف الثور المجنح يبشر بمرحلة تنقيب جديدة في العراق

نشر في: 7 نوفمبر, 2023: 10:40 م

 ترجمة / حامد أحمد

الشهر الماضي عثر فريق تنقيب آثاري عراقي – فرنسي مشترك على جسد ثور مجنح عمره 2,700 سنة يعود لعهد الامبراطورية الآشورية. وكان قد تم دفنه في مكانه الطبيعي من قبل الهيئة العامة للآثار في بداية التسعينيات لحمايته من آثار المعارك وظل محافظا على هيئته لعدة عقود، ويؤكد رئيس الفريق الفرنسي ان هذا الحدث هو مجرد بداية لحقبة اكتشافات آثارية أخرى مهمة في البلد.

وهو يقف على ارتفاع 3.8 متر وطول بقدر 4 أمتار تقريبا، فان هذا الحيوان الخرافي الضخم قد تم نحت النقوش المعقدة فيه على صخر رخامي ابيض. ريش طويل متداخل لجناح طير تغطي جسمه، وكل ريشة تمتد لوحدها على الأخرى مع عروق بارزة دقيقة كأنها شعاع تتشكل على هيئة اجنحة طير.

أما لحية وجه التمثال فهي على شكل كتل صوفية مجعدة تذكر بصور تماثيل المقاتلين الآشوريين التي عثر عليها في أماكن اخرى التي تكون لحاهم شبيهة بها. يذكر ان الثور المجنح كان يوضع عند بوابة مدخل قصر الملك سرجون الثاني، أكثر من 700 عام قبل الميلاد، وكأنه يرحب بالزوار وعينه مسلطة عليهم وهم يدخلون.

ويشير التقرير، الذي نشر على موقع ذي ناشنال نيوز الاخباري، ان تمثال الثور المجنح المذهل هو ليس اكتشافا جديدا. وكان اول مرة قد عثر عليه في القرن التاسع عشر من قبل عالم الآثار الفرنسي فيكتور بالاس، ولكنه نسي على نحو كبير، ربما لان بالاس قد ركز على بوابة أخرى من المدينة، ونقل هذا التمثال لمتحف اللوفر في باريس.

وتمت إعادة اكتشاف هذا التمثال الضخم أيضا في حقبة ثمانينيات القرن الماضي واستقطب الانتباه بعد مرور عقد من الزمن عندما تم قطع رأس تمثال الثور المجنح من قبل عصابة حاولت تهريبه خارج البلاد. تم القاء القبض عليهم عند الحدود وتم جلب الرأس، الذي قطع لأجزاء، الى المتحف الوطني في بغداد حيث ما يزال معروضا هناك الى اليوم. مع ذلك فان جسد التمثال بقي في موقعه الأصلي قرب قرية خورسباد في نينوى.

يقول رئيس فريق التنقيب الفرنسي، باسكال بوترلن، الذي عثر على التمثال "الثور المجنح كان في الواجهة. وحتى انه على بعد أمتار قليلة من المكان الذي عثر عليه كان هناك خندق مصد للدبابات تم إنشاؤه من قبل العراقيين لإيقاف مرور شيء فوقه".

وكونهم يعرفون بان التمثال قد يكون عرضة للخطر، فقد قامت الهيئة العامة للاثار وبمساعدة الجيش العراقي ببناء جدار صغير من الطابوق الطيني حول المجسم وتمت إعادة دفنه في الرمال. وعبر العقود التي تلت، فان هذا التمثال بقي محافظا على شكله رغم القصف والقنابل التي سقطت في معارك عدة كان اخرها الحرب ضد داعش التي شاركت فيها قوات التحالف الدولي وكذلك حملة تحطيم الاثار والمواقع الاثرية التي قام بها مسلحو تنظيم داعش.

ويقول، بوترلن، وهو بروفيسور علوم آثار من جامعة السوربون في باريس، ان علماء الآثار على دراية بان الثور المجنح هو تحت الأرض، ولكنهم غير متأكدين في أي مكان بالضبط.

ويمضي عالم الاثار الفرنسي بقوله "نحن نعرف انه هناك، ولكننا لم نكن متأكدين بخصوص الوضعية التي هو فيها. ولكننا كنا سعداء بانه لم يتحطم".

بنيت قلعة، دور شروكين، من قبل الملك سرجون الثاني الذي امتد حكمه من 722 قبل الميلاد الى 705 قبل الميلاد، يتألف مجمع المدينة من شرفة جدارية تحيط بمعابد وسرادقات وقصور ملكية وابنية سكنية أخرى. أما البوابات الضخمة عند مدخل المدينة فقد قام ببنائها ابن سرجون، الملك سنحاريب.

الكتابات التي عثر عليها تشير بان الدخول لمدينة، دور شروكين، كان عبر ثمانية بوابات وذلك على الرغم من ان علماء الاثار قد عثروا على سبعة فقط. وهناك اربع بوابات ليست فيها نقوش كانت تستخدم لدخول الزوار العاديين من عامة الناس، وهناك ثلاث بوابات مزينة بنقوش انيقة تتقدمها تماثيل الثيران المجنحة.

ويشير التقرير الى انه بعد عقود من عدم الاستقرار وحروب عاشها البلد، فان علماء الاثار الأجانب قادرون الان على العودة وبفرق تنقيب اكبر للعمل الميداني في العراق. وفريق العالم الآثاري الفرنسي، بوترلن، كان من أوائل الفرق التي أتت للعراق منذ العام 1955 عندما توقف الفريق عن العمل حينها.

ونتيجة لهذه الموجة من النشاط، فقد ظهر للعيان عدد من الاكتشافات المهمة، مثل الالواح الاشورية المذهلة ذات النقوش التي عثر عليها في بوابات نينوى وعدد آخر كذلك من تماثيل الثور المجنح التي عثر عليها الشهر الماضي في موقع قصر، آسرحدون، ابن الملك سنحاريب.

ويقول بوترلن "ما كشفناه من آثار لحد الان وقطع جديدة تحمل نقوش ورسوم وصخور عليها كتابات، تعادل ما يقارب 20 سنة من دراسة وبحث، وبالنسبة لي هي مجرد بداية لمرحلة جديدة من جهود التنقيب في العراق".

• عن موقع ذي ناشنال الإخباري

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram