TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تجربة المدارس الأهلية

تجربة المدارس الأهلية

نشر في: 23 أغسطس, 2010: 05:46 م

ميعاد الطائي كاتبةلقد ورث العراق مخلفات كثيرة من النظام السابق من ضمنها مؤسسة تربوية تعاني مشكلات عديدة أهمها بنايات مدرسية قديمة لا تتوفر فيها المقومات المطلوبة التي تؤهلها لتكون المكان المثالي لتأهيل الأجيال القادمة، إضافة إلى إن هذه البنايات ليست كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من التلاميذ والذين يتزايدون كل عام، الأمر الذي جعل إعداد التلاميذ في كل صف يصل إلى أرقام كبيرة لا يمكن العمل معها على تطبيق دروس نموذجية تأتي بالفائدة لهؤلاء الأطفال .
 وهناك مشاكل أخرى تعانيها المؤسسة التربوية كضعف الكوادر التعليمية وعدم أهلية البعض منها وغياب المتابعة الحقيقية من قبل اداراة المدارس والمشرفين التربويين.وبالرغم من محاولات وزارة التربية لمعالجة هذه المشكلات من خلال بناء عدد من المدارس وترميم البعض الآخر إلا أن الوضع أصعب من أن يعالج في وقت قصير.ونتيجة لهذه المشكلات التي تواجهها المؤسسة التربوية  برزت ظاهرة التعليم الأهلي والمدارس الخصوصية في العراق في سعي لإيجاد الحلول لتلك المشكلات التي صاحبت التعليم في هذا البلد وكانت ارث الحقبة الماضية ومازالت موجودة بنسبة كبيرة . ويرى البعض ان التعليم الأهلي ممكن ان يسد بعض الثغرات التي يعانيها التعليم الرسمي ولقد لاحظ الجميع الإقبال الذي شهدته هذه المدارس خلال السنوات الأخيرة حيث لاقت ترحيبا كبيرا من قبل أولياء الأمور وحتى من قبل الحكومة ووزارة التربية التي منحت هذه المدارس شرعية وقانونية وجودها وعملها .ومن الجدير بالذكر ان الفكرة هي بالأصل مشروع استثماري ناجح لكسب الأموال وهذا يجعل المستثمرين يقدمون الأفضل من الخدمات من باب التنافس مع المدارس الأهلية الأخرى بل حتى الحكومية وبالفعل أثبتت هذه التجربة نجاحها وأظهرت النتائج أن المدارس التي حققت نسب نجاح عالية في بغداد كانت أهلية. وفي مقارنة بين المدارس الرسمية والأهلية نجد أن الثانية تتفوق في مجالات عديدة تجعلها المفضلة عند أولياء الأمور ومنها:المناهج الدراسية من المعروف ان هذا النوع من المدارس يهتم بتوزيع المناهج منذ بداية العام الدراسي وتقوم بتدريس مادة اللغة الإنكليزية للأطفال منذ الصغر وبصفوف أولية والبعض منها تدرس الفرنسية وهذا ما يميل إليه التلاميذ وعائلاتهم إضافة إلى دروس الحاسوب التي تغيب عن معظم المدارس الرسمية والتي صارت ضرورية في ظل التطور العلمي الحاصل في البلد والعالم.  البناية وعدد التلاميذمن الطبيعي ان يكون لبناية المدرسة وعدد التلاميذ دور مهم في نجاح العملية التربوية حيث نجد ان الصف المدرسي في المدارس الأهلية يضم كأعلى مستوى  حوالي 20 تلميذاً و يتوزع تلاميذ المدرسة على صفوف البناية التي تكون مناسبة لأعدادهم .أما في الجانب الآخر فنجد ان عدد التلاميذ يصل إلى 60 او أكثر في المدارس الرسمية وهذا يصعب مهمة المعلم في إيصال المعلومة للتلاميذ لأنه لا يتمكن من إعطاء كل تلميذ حقه في المشاركة في الدرس ولا يتمكن من مراعات الفروق الفردية بينهم ويصعب عليه التواصل مع كل أولياء الأمور لهذه الأعداد الكبيرة .الخدمات الأخرى من المؤكد ان المدارس الخصوصية توفر خدمات للتلاميذ كماء الشرب وتوفير الكهرباء وأجهزة علمية ومختبرات يستخدمها المعلمون وسبورات حديثة وزي رسمي موحد للتلاميذ وباص ينقل التلاميذ لمنازلهم وأثاث مدرسي حديث وكل هذا كما أسلفنا سابقا من باب التنافس مع الآخرين ويتضمن أيضا جلب كوادر تعليمية ذات خبرات كبيرة ومجربة على المستوى التعليمي . خلاصة القول ان هذه المدارس فيها الكثير من الايجابيات وستساعدنا على رفع المستوى العلمي لتلاميذنا من خلال تفوقهم في ظل الظروف التربوية الايجابية التي توفرها لهم هذه المدارس .ولكن بما ان هذا المشروع هو استثماري وغايته كسب الأموال فهذا يعني إن شريحة معينة ستستفيد من خدماته وتحرم شريحة الفقراء الذين لا يتمكنون من دفع مستحقات هذه المدارس . ونطلب من هذه المدارس وإداراتها ان لا تجعل الجانب المادي يطغى على الجانب التربوي والإنساني . وأيضا نتمنى من وزارة التربية ان تعمل على جعل مدارسنا الحكومية في المستقبل القريب ترتقي لمستوى الخدمات التي تقدمها المدارس الأهلية من خلال بناء المدارس وتوفير مستلزمات العملية التربوية وأهمها إعداد كوادر تعليمية وتأهيلها من خلال زجها في دورات تدريبية مكثفة، لنتمكن من تحقيق الأهداف التربوية عبر مدارس صالحة لذلك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram