TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: حصاد الأطفال

مجرد كلام: حصاد الأطفال

نشر في: 8 نوفمبر, 2023: 11:08 م

عدوية الهلالي

يرى بعض المحللين ان سقوط الآلاف من الاطفال الفلسطينيين ضحية للحرب الطاحنة في غزة يعود لظاهرة كثرة الانجاب التي يتخذها الفلسطينيون وسيلة لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي داعين الى وقف نزيف الدم من دون النظر الى أسباب ونتائج الحرب المستمرة منذ عقود طويلة على الرغم من معاهدات السلام وسياسة التطبيع مع اسرائيل التي انتهجتها العديد من الدول..

ولكن،كيف يمكن الآن للأهالي تجاهل فقدانهم بعض او جميع اطفالهم والرضى بالنزوح او انتظار الموت كبديل للأنتقام؟.. وكيف يمكن للعالم ان ينسى تلك المناظر المؤلمة لأشلاء اطفال ممزقة او جثث مدفونة تحت الانقاض ويضع معاهدات جديدة للسلام بشروط جديدة تسلب الفلسطينيين المزيد من أراضيهم وحقوقهم وتذر الرماد في عيون من يسعى الى نصرتهم لأن القضية محسومة لصالح اسرائيل من وجهة نظر الداعين الى انهاء الحرب مهما كانت المقاومة الفلسطينية قوية وصادمة هذه المرة، ذلك ان اسرائيل لاتحارب الفلسطينيين بل تعمل على ابادتهم وحرب الابادة تنتهي حتما بانتصار الفريق الاقسى وليس الفريق الاقوى! فأمام مطالب بعض الدول العربية والاجنبية بهدنة انسانية او انهاء للحرب وعلى الرغم من التظاهرات الحاشدة المناصرة للفلسطينيين في مختلف انحاء العالم والداعية الى تحرير فلسطين وانهاء الحرب، تواصل اسرائيل حصاد الأطفال في المدارس والمستشفيات وكل الاماكن التي نزحوا اليها للاحتماء من القصف في حرب ابادة وصفها البعض بالنازية واعتبرها البعض الآخر جريمة كبرى في حق الانسانية، لكن الولايات المتحدة على سبيل المثال لاتجد الحل في انهاء الحرب بل تطالب بهدنة انسانية فقط مايعني ان قصف غزة سيستمر حتى تصبح خالية من اهلها وتتسع رقعة الاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل وبالتالي يعاد تقسيم فلسطين على أسس جديدة وربما تبرم الحكومة الفلسطينية معاهدات سلام محبطة اكثر بكثير مما كانت عليه معاهدة اوسلو التي نصت منذ ثلاثين عاما على انهاء النزاع بين الطرفين والاعتراف بحقوق الفلسطينيين لكن السلام الذي نادت به كان مؤقتا ذلك ان اسرائيل واصلت اضطهاد الفلسطينيين وقتلهم واعتقالهم، وهو الأمر الذي يدفع الفلسطينيين الى زيادة الانجاب لمقاومة عدوهم كما يرى المحللون اذ لم يبق امامهم سوى المقاومة بأطفالهم بعد ان اصبحت قضيتهم ورقة تتلاعب بها الدول وتبنى على اساسها علاقاتهم السياسية والاقتصادية مع اسرائيل.. سيبقى الأطفال اذن هم الضحية الاكبر لهذه الحرب الدائمة ويظل حصاد أرواحهم نصرا وهميا لاسرائيل وعارا يلاحق الجميع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

شفاء الـ214 حالة المصابة بالتسمم في الفلوجة

"إسرائيل": تأكدنا من التعرف على جثة محمد السنوار

الصدر يوجه بإقامة صلاة جمعة موحدة بمناسبة عيد الغدير الأغر

المنتخب العراقي يصل عمّان لمواجهة الأردن

مركز حقوقي يدعو للحفاظ على "اللهجات المحلية": هناك 500 لهجة في العراق

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

"دربوا طلاب الدكتوراه ليكونوا مفكرين لا مجرد متخصصين"

العمود الثامن: من ترامب إلى المالكي

العمود الثامن: ماذا فعلت بنا الديمقراطية ؟!

العمود الثامن: سفير "كامل الدسم"

العباءة الزينبية و"بلاغة السوق" في زمن التديّن السلطوي

العمود الثامن: من ترامب إلى المالكي

 علي حسين اتابع مما يكتبه الدكتور عماد عبد اللطيف سالم، سواء المقالات التي ينشرها على صفحته في موقع الفيسبوك، او التي تنشرها له بعض المواقع الاعلامية، قبل ايام نشر الدكتور عبد اللطيف مقالا...
علي حسين

كلاكيت: سميحة أيوب سينمائيا

 علاء المفرجي بالرغم من الصفة التي خٌلعت عن الفنانة الراحلة سميحة أيوب وهي (سيدة المسرح العربي)، لحضورها الدائم والمتألق على خشبة المسرح، إلا ان أن أيوب كانت لها حصة كبيرة في السينما تجاوزت...
علاء المفرجي

متى يصبح العراق أولاً؟

عصام الياسري كلما تظهر على السطح ملفات السيادة الوطنية العراقية للنقاش، من خور عبد الله جنوبا إلى آبار النفط على حدود إيران شرقا، يجد العراقي نفسه أمام مشهد يتكرر بتفاصيله الموجعة: تنازلات تمرر بصمت...
عصام الياسري

العباءة الزينبية و"بلاغة السوق" في زمن التديّن السلطوي

سهام يوسف علي في خضم هذا الركام الذي نعيشه، خرجت علينا رئيسة لجنة البيئة (!) في مجلس محافظة بغداد بمقترح لاعتماد "العباءة الزينبية" زيًا رسميًا في دوائر الدولة للموظفات. لا نعرف بالضبط أي علاقة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram