اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > المجلس الأطلسي: العراق عند مفترق طرق بين شراكته مع واشنطن وتداعيات الحرب على غزة

المجلس الأطلسي: العراق عند مفترق طرق بين شراكته مع واشنطن وتداعيات الحرب على غزة

نشر في: 8 نوفمبر, 2023: 11:40 م

 ترجمة / حامد أحمد

أشار تقرير للمجلس الأطلسي للأبحاث في واشنطن الى ان العراق، وفي قلب الشرق الأوسط الصاخب، وجد نفسه عند مفترق طرق في تفاعله مع الأحداث المعقدة للحرب التي تشنها اسرائيل على غزة، بينما يحاول الموازنة في التعامل المعقد ما بين فصائل مسلحة تعبر عن رفضها لما يجري في غزة من خلال استهداف مصالح أميركية وبين العلاقة مع واشنطن.

ويواجه العراق تحديات، عند التقاء الأمور الجيوسياسية والاعتبارات الداخلية، في التصرف إزاء عمل يحمل تبعات عميقة في علاقاته مع الولايات المتحدة واستقرار إقليمي.

وكان العراق قد برز على انه الدولة العربية الوحيدة التي رفضت بحزم توقيع أية اتفاقية هدنة مع إسرائيل منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948. وفنيا بقي العراق في حالة حرب مع إسرائيل، وهو عداء تاريخي يؤثر بشكل كبير على موقفه في الصراع الذي يدور حاليا. العراق لا يرفض فقط الاعتراف بإسرائيل كدولة، ولكنه أيضا مرر قانون يجرم أي علاقات تطبيع معها. هذه الخصومة التاريخية تشكل الخلفية التي يستند لها موقف العراق الحالي من الحرب التي تدور في غزة.

ووسط الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول، كان للعراق مواقف واضحة من الحدث. تركز الموقف الرسمي للحكومة على الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال وداعما لحل الدولتين في نهاية المطاف وكذلك فتح ممرات للمساعدات الإنسانية لأهالي غزة. وأصدرت الحكومة العراقية في حينها بيانا تؤكد فيه تعهد بغداد الراسخ إزاء القضية الفلسطينية، ملقية اللوم على إسرائيل بان ما حدث هو رد فعل طبيعي للهجمات المتكررة والقمع الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في أرضهم المحتلة.

وما يتعلق بالتحديات التي تواجهها العلاقات العراقية الأميركية وسط هذه التطورات يشير التقرير الى ان الولايات المتحدة لها تاريخ من توترات ومواجهات مع عدة فصائل مسلحة شيعية عراقية لها ارتباطات عميقة بالعملية السياسية العراقية في وقت تتصرف فيه بمنأى عن منظومة الجيش العراقي. هذه المجاميع، المدعومة من ايران، كانت مسؤولة عبر السنوات السبع الماضية عن عدة هجمات على مصالح أميركية في كل من العراق وسوريا. مع ذلك ومنذ تولي رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، منصبه في تشرين الأول 2022، فان منحى التوترات بين الولايات المتحدة وهذه المجاميع تراجعت على نحو كبير.

ولكن الصراع في غزة أضاف تعقيدا لعلاقة العراق مع الولايات المتحدة، خصوصا مع قيام فصائل مسلحة متعددة وشخصيات سياسية بمهاجمة الولايات المتحدة واستهداف مصالحها في العراق بقذائف صاروخية وطائرات مسيرة وذلك منذ السابع من تشرين الأول. هذا التهديد من شأنه ان يتصاعد مادامت الحرب مستمرة بين إسرائيل وحماس. من جانب آخر أصدرت عدة قيادات سياسية بارزة مثل هادي العامري وقيادات فصائل مسلحة، بيانات تدعم فيها هجوم حركة حماس موجهة تهديدات ضد مصالح أميركية في العراق اذا ما تدخلت في الحرب بجانب إسرائيل.

بالإضافة الى ذلك دعا رجل الدين، مقتدى الصدر، الذي له ثقل سياسي مهم في البلد، دعا الحكومة العراقية الى انهاء علاقتها رسميا مع البعثة الأميركية وغلق السفارة. مع ذلك فانه رفض أساليب العنف في استهداف الدبلوماسيين الاميركان، ولكنه حذر من انه سيتخذ إجراءات أخرى حال رفض الحكومة طلبه. مع ذلك فان القضية الفلسطينية ما تزال تشكل موضوعا حساسا وشعبيا في العراق، تستقطب دعما من اغلب الشخصيات السياسية العراقية.

ويذكر التقرير انه مع كل هذا فان الولايات المتحدة تبقى شريكا مهما وحيويا للعراق في حربه التي يشنها ضد تنظيم داعش وكذلك اقتصاد العراق الذي يعتمد في تعزيزه على علاقته مع الولايات المتحدة، وان البنك المركزي العراقي يعتمد كثيرا في تعامله مع سياسات بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي وسهولة وصوله لاحتياطيه البالغ 100 مليار دولار من العملة الصعبة المودع هناك. وهناك عنصر آخر يؤخذ بنظر الاعتبار هو انه رغم العقوبات الأميركية المفروضة على ايران، فان الولايات المتحدة تمنح العراق استثناءات خاصة لاستيراد غاز وكهرباء من طهران. هذه الأمثلة تسلط الضوء على أهمية العلاقة بين العراق والولايات المتحدة.

اما زيارة وزير الخارجية الأميركي، انتوني بلينكن، الى بغداد الاحد الماضي فإنها تحمل أهمية كبيرة كون العراق باقي وما يزال عرضة لتداعيات هذه الحرب. يبرز العراق بانه البلد الوحيد في المنطقة الذي يستضيف آلاف من القوات الأميركية، وان وجود مجاميع مسلحة معادية لأميركا يؤكد على دور العراق الاستثنائي والقلق ضمن المشهد الجيوسياسي الأوسع. وبالمقابل فان السوداني يواجه مأزقا صعبا على نحو استثنائي، فيتوجب عليه ان يحافظ على توازن حساس ما بين مصالح الولايات المتحدة ومواقف فصائل مسلحة لها ثقل سياسي في البلد.

ويشير التقرير الى ان السوداني يدرك قيمة الشراكة مع الولايات المتحدة وابدى دعمه لتواجد مستمر للقوات الأميركية في العراق لأغراض التدريب والمشورة. وضمن هذه البيئة الحساسة فان التحركات الدبلوماسية تشكل الأسلوب الاكثر حكمة لتجنب أي توسع للقتال عبر المنطقة.

• عن المجلس الأطلسي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram