بقلم : جينيفر ليونغ" استهلت الأمم المتحدة لتوها أنشطة "السنة الدولية للشباب"، وسط تحذيرات من خطورة أوضاع "الجيل الضائع" من الشبان المحبطين والعاجزين عن العثور على وظيفة. فتقدر منظمة العمل الدولية عدد الشبان العاطلين بأكثر من 81 مليون شاب من أصل 620 مليون شاب ناشط اقتصادياً تتراوح أعمارهم بين 15و 24 سنة.
ومن الجدير بالذكر أن الشبان والشابات في هذه المرحلة من العمر يمثلون 18 في المئة من إجمالي سكان العالم، ويتركز نحو 90 في المئة منهم في البلدان النامية، حيث يعانون سلسلة من القيود القاسية التي تؤثر في فرصهم المعيشية. هذا ولقد صاحب حفل إطلاق السنة الدولية للشباب في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الكثير من التفاؤل والروح الإيجابية حيال إمكانات تحقيق أهداف "الشبكة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة المعنية بتنمية الشباب" المتمثلة في رفع مستوى الوعي حول الاستثمار في الشباب وزيادة مشاركتهم في صنع القرار وتعزيز التفاهم بين الثقافات في أوساط الشباب، بما يشمل التسامح الثقافي والديني.وصرح الأمين العام للأمم المتحدة أن "مثالية الشباب وإبداعهم من أهم موارد أي بلد". وأصدر رؤساء وكالات الأمم المتحدة، وعددها 27، بياناً مشتركاً في 12 آب بمناسبة انطلاق هذه السنة الدولية، جددوا فيه التزامهم بالعمل معا وبقدر أكبر من الفعالية، في وجه "التحديات التي تواجه الشباب، واغتنام الفرص المتاحة لهم". لكنه على الرغم من كل هذه الروح الإيجابية، لا يزال السؤال قائما حول ما إذا كانت هذه الحملة الأممية قادرة على الإتيان بتحسن حقيقي الى حياة الشباب الذين غالبا ما يجهل معظمهم أنهم موضع اهتمام هذه السنة الدولية. ففي تقرير بمناسبة افتتاح السنة الدولية للشباب، سلطت منظمة العمل الدولية الأضواء على التحديات غير المسبوقة التي يواجهها الشباب العاملون والباحثون عن عمل في العالم. وأفاد التقرير، المعنون "اتجاهات العمالة العالمية للشباب عام 2010"، أن من بين 620 مليوناً من الشبان الناشطين اقتصاديا، كان هناك 81 شاباً عاطلاً عن العمل في نهاية عام 2009، وهو أعلى رقم حتى الآن. كذلك أن معدل البطالة بين الشباب أرتفع من 11.9 في المئة في عام 2007 إلى 13.0 في المئة في عام 2009، بزيادة قدرها 7.8 مليون شاب عاطل إضافي على مدى فترة سنتين. وتتوقع منظمة العمل الدولية أن يرتفع معدل البطالة بين شباب العالم ليبلغ نسبة 13.1 بالمئة في نهاية عام 2010، يليه انخفاض معتدل حتى نسبة 12.7 في المئة في عام 2011. وأشارت المنظمة الأممية إلى أن الشباب، في البلدان المتقدمة والاقتصاديات الناشئة على حد سواء، هم ضمن الأكثر تضررا من جراء الأزمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت في عام 2007 على الرغم من مسؤوليتهم المحدودة جداً في أسبابها. كذلك فمن المرجح أن يتخلف مسار انتعاش أسواق العمل للشباب والشابات وراء تحسن الفرص المتاحة للعاملين البالغين. هذا ويشير التقرير إلى أن ما يقرب من 30 في المئة من الشباب العاملين في العالم في عام 2008 لا يزالون ضحية شراك الفقر المدقع في صلب أسر تعيش على أقل من 1.25 دولار في اليوم. وحذرت منظمة العمل الدولية من أن دورة "العمل-الفقر" المستمرة يمكن أن تسفر عن "جيل ضائع" من الشباب المنقطعين عن سوق العمل "جراء فقدانهم كل أمل في القدرة على العمل من أجل العيش الكريم".(آي بي أس 2010)
الأمم المتحدة تبحث عن "الجيل الضائع"
نشر في: 23 أغسطس, 2010: 05:53 م