اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > مجلة طبية بريطانية: النظام الصحي العراقي يفتقر إلى برامج الرعاية النفسية

مجلة طبية بريطانية: النظام الصحي العراقي يفتقر إلى برامج الرعاية النفسية

نشر في: 12 نوفمبر, 2023: 10:52 م

 ترجمة / حامد أحمد

كشفت مجلة، ذي لانست The Lancet، الطبية البريطانية في تقرير لها ان هناك ما يزيد على 20% من العراقيين يعانون من امراض نفسية وعقلية جراء سنوات من حروب وتهجير وعدم استقرار في وقت لا توجد فيه سوى ستة مستشفيات فقط في العراق للعلاج النفسي لا يمكنها مواكبة تزايد التعداد السكاني مع نقص حاد في أخصائيي الرعاية والعلاج النفسي بواقع 0.34 طبيب اختصاص فقط لكل 100 ألف شخص.

ويذكر التقرير ان الصحة النفسية في العراق، عبر العشرين سنة الماضية، قد شكلت معضلة يصعب حلها في بلد واجه حروبا ونزاعات وعدم استقرار سياسي. فضلا عن ذلك فان العراق قد واجه عقبات ضخمة اثرت على الوضع النفسي للعراقيين بقدر ما يتعلق الامر بعدد المنشآت الطبية والوضع الأمني ووفرة ضروريات الحياة اليومية من غذاء وماء، حيث ان ما يزيد على 20% من العراقيين يعانون من امراض نفسية، وان هذه النسبة في تزايد مستمر.

ويشير تقرير المجلة الطبية البريطانية الى ان حالات الخوف والصدمات النفسية انتشرت بعد ان ضاعفت الحرب من معدلات العنف في البلاد خلال تلك الفترة مثل التفجيرات وحالات إطلاق النار وعمليات الاختطاف. ملايين العراقيين تم تهجيرهم من بيوتهم واحيائهم السكنية كسبب مباشر للحرب. وقد لوحظ تزايدا في معدلات الإصابة بالكآبة والإحباط والفزع والاضطرابات النفسية بين العراقيين الذين تم اقتلاعهم من بيوتهم وفقدوا اصدقاءهم واقاربهم واحباءهم. واستنادا لدراسة أجريت في بغداد، فان نسبة كبيرة من النساء 91.1 % كن يعانين عبر العقدين الماضيين من صدمات نفسية ناجمة عن الحرب.

هناك عوامل كثيرة لعبت دورا في بقاء الامراض النفسية في العراق. الحرب ضد تنظيم داعش، تنامي التوترات الطائفية، واستمرارية عدم الاستقرار السياسي، جميعها ساهمت في خلق بيئة من توتر وصدمات نفسية. بالإضافة الى ذلك فان جائحة كورونا فاقمت من مشاكل الصحة النفسية القائمة وولدت حالات نفسية أخرى في البلاد مثل التباعد الاجتماعي والخوف والقلق من المستقبل. ويذكر التقرير انه بسبب عدم وجود عدد كافي من منظمات في العراق ترصد وتقيّم أو تبحث في موضوع حالات الانتحار، فانه لا تتوفر هناك معلومة عن الحالات المرضية لحالات الانتحار أو أسباب المرض الذهني. مع ذلك فان المعلومات تشير الى ان الشابات من النساء هن أكثر عرضة تقريبا لمحاولات الانتحار ولديهن دوافع للانتحار أكثر مما للرجل. ومن الملاحظ أيضا ان العراق ومنذ العام 2017 ليس لديه توجه خاص للصحة النفسية في البلد، مع ذلك فانه ليست لديه ستراتيجية خاصة او منهجا متكاملا يبحث في الحد من حالات الانتحار او يبحث في صحة الاطفال الذهنية او صحة البالغين النفسية. وان المنهج الوحيد الذي تبناه العراق للحد من حالات الانتحار كان بالتعاون مع برنامج منظمة الهجرة الدولية للعلاج والصحة النفسية وذلك في حزيران 2021. وتنوي منظمة الهجرة الدولية الاستمرار بمساعدة الحكومة العراقية في تبني وتطبيق برنامج الحد من الانتحار في البلاد.منظومة العلاج النفسي في العراق لم تتم تهيئتها على نحو صحيح. العراق مرر تشريعا يحكم الصحة النفسية في العراق عام 2005 ولكنه لم يتم تفعيله على نحو كامل لحد الان. وهناك ستة مستشفيات فقط مخصصة للعلاج النفسي في العراق (اثنان في بغداد وأربعة في كردستان) والتي لا تلبي الحد الأدنى من الحاجة. ونسبة أطباء العلاج النفسي هم بحدود 0.34% لكل 100 ألف شخص من تعداد السكان. والعراق بحاجة لخدمات صحة نفسية عاجلة وذلك لقلة الكادر المؤهل وتردي البنى التحتية التي تحد على نحو كبير من الحصول على رعاية.

وتذكر المجلة في تقريرها بان هناك عدة مصاعب تواجه كوادر الصحة النفسية، من بينها غياب تدريب فعال وصعوبة الحصول على موارد وهناك نظرة اجتماعية سلبية تجاه التعامل مع الأطباء المختصين بالصحة العقلية والنفسية.

ومن اجل معالجة مشاكل الصحة العقلية والنفسية التي يعاني منها الناس فانه يجب حث الحكومة العراقية على توسيع عدد المستشفيات والكادر من الأطباء المختصين بالصحة النفسية وتأسيس مراكز علاج نفسي متخصص في كل محافظة. وقد فتحت الحكومة في بعض المناطق عيادات مخصصة لرعاية الصحة الذهنية، وان منظمات دولية قد ساهمت ماليا في هذه الجهود. ويذكر بانه حدث هناك تراجع في النظرة السلبية الشعبية تجاه العلاج النفسي مما دفع ذلك كثيرا من الناس بالذهاب للحصول على علاج نفسي. مع ذلك، يشير التقرير، الى ان وضع الرعاية النفسية في العراق ما يزال بعيدا عن الوضع المثالي المطلوب. فهناك نقص حاد في خبراء الصحة النفسية، وان منظومة الرعاية الصحية العراقية ما تزال تحاول مواكبة احتياجات السكان. فضلا عن ذلك فانه ما يزال هناك كثير من الناس في العراق غير قادرين للحصول على خدمات صحة نفسية بسبب وجود ندرة في تمويل مثل هكذا برامج.

يجب ان تكون هناك مبادرات لتطوير برامج الرعاية النفسية في البلد وتعزيز الكادر المختص لهذه الخدمة، ومن خلال هذه الجهود يتم توفير رعاية صحية لأكبر شريحة من المحتاجين.

• عن مجلة ذي لانست الطبية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram