اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > عن مدعي الثقافة المغرورين!

عن مدعي الثقافة المغرورين!

نشر في: 13 نوفمبر, 2023: 09:56 م

عبد الكريم البليخ

بعض مدعي الثقافة والفصاحة الذين يعيشون في المجهول، في الواقع لا ينتمون إلى أبسط تعريفاتها، بل تدفع بهم كراهيتهم وحقدهم البغيض لاعتلاء ظهور الخيل، ويكرهونك بكل شيء في الحياة التي نعيش، ويباغتونك بطعنة خنجر قاتلةً، أو اصطيادك بنبال حادّة تقصم ظهرك، وترمي بك عن ظهر فرسك، لا لشيء وإنما هكذا لمجرد الغيظ والكره والحقد الدفين الذي يحفّزهم للنيل من الآخرين وبدون مناسبة!.

ماذا يمكن أن نطلق على هذا الصنف من الناس الذي يعودون بعرقهم إلى جنس البشر، وليس هم كذلك!

نوع غريب يفيضون بالحقد والبغض وما يهمهم سوى لعنة الناس والإساءة لهم!

ما هو السرّ الذي جبلوا عليه؟ كيف يعيشون؟ ولماذا يكرهون الناس بلا مبرر، إلى حد القطيعة الفظيعة؟ ولماذا يبيّتون لهم كل هذا السّواد الذي لا نرجو منه إلا التعامل الأعمى؟!.

للأسف، أقولها وبصدق، أنّ أمثال هؤلاء موجودون بيننا وبكثرة. يعيشون وبتفاخر معتزّين بأنفسهم، ونعرفهم ويعرفهم غيرنا جيداً، ولكن لا يمكن أن نوقفهم عند حد، فلماذا خلقوا وبهذه النفسيات المتعجرفة؟ وكيف وصلوا إلى ما هم فيه من علم واجتهاد؟.

أمثال هؤلاء -وللأسف- تراهم اليوم يحصدون النتائج، ويكسبون أرفع الأوسمة.. ونجح كثير منهم في معترك سلم الحياة.

كيف ذاك؟ لا أعرف، ولا يمكن لأحد أن يعرف! فضلاً عن أنهم يتصرفون مع أبناء جلدتهم بفوقية وكبرياء وعجرفة وحقد أعمى، وينسون أنهم غير مرغوبين فيهم في المجتمع، ولا أحد يأخذ بيدهم!. إنهم صنف ملعون!

هذه الشريحة من الناس كثير منها يعبث في الواقع، ويعيش الحاضر بكل ما فيه من بهجة وسرور، بل ويزدادون غيّاً وعنجهية وكبرياء وألقاً!

***

من عجب أنك تُصدم بأناس متكبّرين على عباد الله، وكأن واحدهم من طينة غير طينة البشر، أو أنَّ الله سبحانه لم يخلق سواه، وشعار تعامله مع من هم حوله (يا أرض اشتدّي، ما حدا قدّي).

المغرور، والمتكبّر المتجبّر، أشبه بذلك الديك الذي يَعتقدُ أنَّ الشمس لا تشرق إلّا لكي تَسمعُ صياحه!

وما أجمله من مثل ـ بين التكبّر والتواضع ـ تعطيه لنا السنبلة الملأى بحبّات القمح، فإذا بها محنية الرأس مثقلة بالخير والشبع، في حين تجد سنبلة القمح الفارغة، منتصبة الرأس، مغترّة بنفسها، خادعة مخدوعة.

وهل ننسى ذلك الموقف الرائع للإمام علي بن أبي طالب، حين كنّاه الخليفة العادل عمر بن الخطاب دون خصمه (اليهودي)، حين أراد أن يقضي بينهما، في مسألة، وخاطبه بـ "أبي الحسن"، فأكد الإمام علي، رضي الله عنه، أنّه في الاحتكام أمام عمر سواء بسواء. كان ذلك الموقف نابعاً من الحديث الشريف: (لا فضل لعربي على عجمي إلّا بالتقوى).

كثيرة هي الأمثلة التي تُروى في هذا الصدد في عصرنا الراهن، حيث نسمع ونرى عن تواضع العديد من الملوك والأمراء والرؤساء مع مواطنيهم ومن يلوذ بهم، ضاربين أروع الأمثلة على الإيثار والنبل.

فما بال بعض الناس ـ وهم كثرة للأسف ـ يتصرفون على نحو مُنفر حين تراهم مغرورين، متكبّرين متعجرفين، يُحادثك واحدهم بالشوكة والسكين من فوق أرنبة أنفه كأنه يتفضّل عليك بذلك، وقد يعرض عن مصافحتك أو ملاطفتك أو حتى رد التحية بمثلها، إن لم يكن بأحسن منها. إنّها عقد نفسية ذميمة ينبغي العلاج منها، وإنَّ الإنسان الحقيقي ذلك الذي يكون في سلوكه الاجتماعي مع الناس من حوله وأمامه محبّاً للناس ومحبوباً منهم. فإن أتعَس الناس في الحياة، من لا يكون محبّاً ولا محبوباً. وبعد، من تواضع لله رفّعه.

***

في كل عام كنت أحظى بزيارة لبنان الشقيق.

وهناك كنت أرى أجمل ما حَبَتْه الطبيعة، جبال لبنان الخضراء. وعلى مدى البصر زرقة البحر وامتداده.

كنتُ أرى في شروق شمس لبنان أشعة ذهبية، وقد ترامت على مساحة شاسعة من مخمل أزرق لا يحدّه البصر. كنتُ أشهدُ أروع وأجملُ ما شيّدته يدُ الإنسان. رأيتُ السان جورج، والفينيسيا. وشارع الحمراء، والروشة، وتمثال الحرية ـ ساحة الشهداء، وزوارق البحر، والياسمين هدية الزائر.

ولكن ماذا أرى اليوم؟!

إنني أرى المجازر. أبشع المجازر.

لقد رأيت لبنان يتخلى عن جماله، فتخلى جماله عنه!

رأيت تفكك الروابط والضوابط، وانفراط العلاقات!

ورأيت تهريب المحروقات والخبز والطحين والدواء، وعدم القدرة على وقف ارتفاع أسعار الدولار يومياً في السوق المحلية بمعدّلات قد تبلغ في اليوم نسبة 40-50%، وهذا أمر يسهم في التضخم الحقيقي وتقييد غالبية العائلات على تحمّل أعباء نفقات العائلة سواء للانتقال، أقساط الأولاد، العلاج الطبّي والصحّي، الإيجارات، الضرائب البلدية والاستهلاكية، وعدم الوصول إلى حلحلة تأليف الحكومة الذي يخضع لارتهانات غريبة.

رأيت الأطفال يموتون من الذعر. ورأيت الآباء يسقطون. قتلى وهم يحملون أرغفة الخبز إلى أطفالهم!

ورأيتُ العمارات الشاهقة في لبنان وقد تهاوت، وغرقت في أنهار الدم!

ورأيت الخضرة، قانية الاحمرار!

ورأيت زرقة البحر، بلون الدم!

هذا هو لبنان. كنت أراه بلداً جميلاً، واليوم أراه بلداً مشوّهاً. وبلا وجه!!

***

إنَّ الذين يمارسون الرياضة هم أكثر الناس حلماً، وأقدرهم على ضبط النفس، وهم أقل الناس استجابة لدواعي الغضب.

فالرياضي لا يصبح رياضياً إلّا إذا اتصف بصفتين: الصبر، والقدرة على التحمّل.

بالصبر يمارس الرياضي تدريباته رغبة في المزيد من التوافق بينه وبين اللعبة التي اختارها. وأيضاً للمزيد من وصوله إلى صلاحيات أحسن، وتقدم في لعبته.

وهذا النوع من الصبر ليس صبر المغلوب على أمره بالطبع، وليس صبر اليأس من تحقيق شيء ما. إنه الصبر الإيجابي من أجل تحقيق الهدف. فضلاً عن كونه أسلوباً يصحب الرياضي في كل مواقفه خارج اللعبة.

لأنه عندئذ يكون قد اعتاده. وهكذا تصبح عادة الصبر لديه نوعاً من التأنّي أمام الأمور المثيرة للغضب. وكأنه في حالة تدريب مع هذه الأمور للوصول بها إلى أحسن النتائج، لا إلى أسوئها، وهو الغضب!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram