اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > بعد تسع سنوات ما يزال الإيزيديون يتطلعون إلى استجابة لمطالبهم

بعد تسع سنوات ما يزال الإيزيديون يتطلعون إلى استجابة لمطالبهم

نشر في: 13 نوفمبر, 2023: 10:40 م

 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لموقع انكستك INKSTICK، الإخباري الأميركي وقع الآثار المأساوية العميقة التي ما يزال أبناء الطائفة الايزيدية يعانون منها منذ هجمة الابادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد داعش عام 2014، فبعد تسع سنوات ما يزال هناك آلاف من نساء وفتيات مفقودات وان الجهود لجلب المتورطين بهذه الجرائم واخضاعهم للعدالة ما تزال محدودة، ورغم استقرار الوضع فان حياتهم لم تعد لطبيعتها كما كانت.

 

ويشير التقرير الى انه في 3 آب 2014 شن تنظيم داعش الإرهابي حملة إبادة جماعية ضد الايزيديين في منطقة سنجار شمالي العراق تاركا جرحا مزمنا ما يزال ينزف الى اليوم، وخلال أيام قليلة من هذا الهجوم ظهرت صور لتنظيم داعش وهو يرتكب اعمال وحشية لا يمكن تصورها بحقهم تراوحت بين قتل جماعي لرجال وبيع نساء وفتيات للاستعباد الجنسي من قبل مسلحي داعش، قسم من الفتيات لا يتجاوز عمرها التسع سنوات، وفصل أولاد عن عوائلهم وإجبارهم على حمل السلاح. وبعد مرور تسع سنوات على هذه الأفعال الوحشية فان هناك ما يزيد على 2,760 امرأة ايزيدية وفتاة في عداد المفقودين، وما تزال هناك العشرات من القبور الجماعية بانتظار حفرها لتحديد هويات الضحايا وإعطاء جرعة تخفيف آلام واحزان عوائلهم. ويذكر التقرير بان الأمور تحتاج الى دعم لمواصلة السعي نحو تحقيق العدالة والمصالحة. واستنادا لمنظمة، مبادرة نادية، التابعة للناشطة الايزيدية نادية مراد التي اختيرت عام 2016 سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة والحاصلة على جائزة نوبل للسلام، فان تنظيم داعش قام باستعباد ما يزيد على 6 آلاف امرأة وطفل وارتكب مجزرة جماعية بقتل نحة 5 آلاف رجل وامرأة مسنة والذي نجم عن ذلك اكتشاف اكثر من 80 قبرا جماعيا في كل انحاء سنجار. ويشير التقرير الى انه استنادا الى المحامية العالمية، امل كلوني، التي تولت قضية الدفاع عن ضحايا الطائفة الايزيدية في المحافل الدولية فان تنظيم داعش كان يبغي من عملية اختطاف النساء والأطفال هو الاجتثاث الجذري والعرقي لوجود هذه الطائفة وبالتالي التدمير الدائم لقدرة تلك النسوة على انجاب جيل قادم من الايزيديين. اما الان فان كثيرا من الناجين ما يزالون عرضة للخطر وما تزال محنتهم مستمرة. وفي الوقت الذي لم يعد هناك تأثير إرهابي لداعش على الايزيديين، فانهم ليسوا قادرين بعد على استئناف حياتهم على طبيعتها من جديد. وان البحث عن آلاف النساء والفتيات اللائي ما زلن في عداد المفقودين يواجه تحديات متزايدة مع مرور الوقت، ولكن قسما من جهود البحث أتت بثمارها. في حزيران من هذا العام تم النجاح في انقاذ ست ايزيديات كن اسيرات لدى داعش منذ العام 2014 وتمت إعادة لم شملهم مع عوائلهن. ويتوجب على المجتمع الدولي ان يتخذ مزيدا من الإجراءات لتسهيل عودة آمنة للمتبقين من المفقودين وذلك من خلال تكثيف التعاون الدولي في هذا المجال. ويذكر التقرير انه من المهم جدا أيضا إيجاد وسائل فعالة للتمكن من جلب المتورطين بهذه الجرائم ضد الايزيديين للمساءلة والعدالة واحالتهم للقضاء. ورغم ان هناك أدلة واضحة ومقنعة بان مسلحي داعش ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بحق الايزيديين، فان الجهود المبذولة لجلبهم الى العدالة والمحاكم الدولية تعد جهودا محدودة. وان احد معوقات تولي محكمة الجنايات الدولية الحكم بجرائم داعش هو ان العراق وسوريا التي ارتكب داعش جرائمه على اراضيهما هما ليستا من الدول الأعضاء لدى المحكمة الدولية وبهذا يجب تأسيس محكمة دولية خاصة بجرائم داعش او محكمة إقليمية تتم فيها مقاضاة عناصر داعش. رغم ذلك فان تطورا قد حصل نحو المساءلة الدولية عندما أدانت محكمة في ألمانيا احد أعضاء تنظيم داعش بارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وفقا لقانون العقوبات الألماني. وكانت تلك اول محكمة اجنبية على مستوى العالم تدين مسلحا من داعش وفقا لمبدأ العدالة الدولية التي تسمح لبلدان بمقاضاة جرائم دولية معينة في محاكم وطنية حتى وان لم تكن علاقة بين المحكمة والمكان الذي وقعت فيه الجريمة. ويشير التقرير الى انه في الوقت الذي تصدرت ألمانيا بجهدها في هذا المجال، فانه يتوجب على المجتمع الدولي ان يواصل هذا الزخم للضغط باتجاه محاكمة مسلحي داعش على جرائمهم الدولية. ويعتبر هذا الامر مهم جدا خصوصا مع اعلان فريق الأمم المتحدة للتحقيق بجرائم داعش، يونتاد، بانه قرر انهاء عمله بهذا المجال في أيلول من العام المقبل. هذا بغض النظر عن الحقيقة بان الناجين من الايزيديين يرون في فريق، يونتاد، على انه أملهم الوحيد لإنصافهم وتحقيق العدالة لأجلهم. ولهذا يجب مواصلة الطريق لإنقاذ ما تبقى من نساء وفتيات مفقودات وارجاعهم الى عوائلهم ومواصلة الجهود الدولية لجلب المتورطين بالجرائم للمحاكم وهذه مطالب ما يزال ينتظر الايزيديون الاستجابة لها.

• عن موقع INKSTIC الأميركي

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram