نوزاد حسن
مع كل موسم انتخابي اواجه المشكلة نفسها,اعني اعاقب نفسي باللوم لانني اخترت البقاء في مكان تغير فيه كل شيء,واحد من اسوأ هذه التغييرات هو الاتفاق على ان السياسة اصبحت بابا من باب من ابواب الربح والثراء.في الواقع هذا هو واقعنا بعد عام 2003,وانا هناك لا امتدح النظام السابق لكني اتحدث عن تغير في طريقة تفكيرنا,بحيث صار الجميع يركضون باتجاه المناصب السياسية,وما تدره من ربح سريع وابهة اجتماعية ومكانة بين الناس.
اتطلع بحيرة الى صور المرشحين التي ملأت الشوارع وتقاطعات الطرق الرئيسة.صور لرجال ونساء انتصبت في كل مكان.ومثل هذا العرس لن يحدث في اي مكان من العالم.فهنا لن يتعلم احد من ان اخطاء السياسة,ولن يكون الندم قاضيا يتعب باسئلته المسؤول ليل نهار.هنا تحدث فواجع وماس دون ان يكون السيد القاضي الذي اسمه الندم حاضرا.ان قضاة الندم ماتوا في اعماق السياسيين العراقيين.
في حالات كثيرة نسمع من يتحدث عن خطأ ارتكبه,ويظل الانسان الخاطيء يقول لو لم اكلف فلانا بهذا لما مات.مثل هذا الموقف يحدث.هذا هو الحاح قاضي الندم على الانسان.في السياسة لا يوجد مثل هذا الندم.فهناك دائما قدرة على نسيان الفاجعة او موت العشرات باسلوب يشبه من يفقد ذاكرته.فقط فاقدو الذاكرة ينسون بسرعة ولا ينتبهون.وفي السياسة توجد هذه اللعنة التي تجعل السياسي يتصرف وكأن حريق قاعة اعراس الحمدانية على سبيل المثال لم تقع.انه مجرد حدث راح ضحيته العشرات.ثم تطوى الصفحة بكل سهولة.
لذا ستكون السياسة اجمل عمل في العالم.السياسة عندنا افضل الاعمال على الاطلاق.انها حلم الملايين.وهذه الصور المنتشرة في الشوارع لمرشحين ومرشحات تعني اننا امام هياج نفسي للوصول الى كرسي في مجلس المحافظة.هل يعقل هذا الامر ان تكون المناصب مغانم دون ان يكون في مقابلها خدمة تذكر.والا ما معنى ان يضع احد المرشحين صورته فوق رصيف مهدم او بين بيوت خربة؟