بادية السلمان (المثنى) 964
يستدل البدو في الصحراء على أماكن بيوتهم والطرق المؤدية لها؛ عبر وضع أحجار بشكل هرمي يسمونها "الرجم" على مفترق الطرق أو الوديان في صحراء السماوة، وتصبح هذه الدلالات مهمة جداً خلال رحلاتهم الشتوية أو الصيفية، فهم يتركون هذه الأحجار وأوصافها، لعوائلهم كي يقتفوا الأثر ولا يتيهوا في الصحراء.
مِرهج جبر - أحد سكان البادية، لشبكة 964:
هذه الأحجار معقدة، الكبيرة لها معنى، والصغيرة لها معنى، بالمسافات والكيلومترات، وهي علامات للدلالة على الطرق وتسمى "الرجم"، نستخدمها لمعرفة دروبنا في الصحراء الواسعة.
أجدادنا كانوا يحفظون الطرق عن ظهر قلب، لكنهم استخدموا هذه الطريقة لتسهيل اللاحق بهم من عوائلهم اثناء الرحلات، خصوصاً الشباب الذين لم تكتمل خبرتهم.
تستخدم هذه "الرجوم" في رحلات البحث عن العشب والماء، فيخبر رب الأسرة أهله بالكيفية التي سيضع بها الأحجار والمسافات الفاصلة بينها، فالأحجار الكبيرة تثبت وتوضع فوقها أحجار صغيرة، ترمز إلى المسافة وبعدها واتجاهها.
بعض العوائل البدوية تستخدم الإطارات أو أعمدة الخشب مع الأحجار لتكون رمزاً خاصاً للعائلة وتسبقها التوصية لهم بوضعها كي يعرفوا من وضعها.
يونس راضي - أحد البدو الرحل:
يختلف الأمر ليلا حيث يتم استخدام النجوم والقمر للدلالة على الطرق والاتجاهات.
أبرز النجوم هو نجم "سهيل" الذي يرمز لاتجاه الغرب فمثلاً لو كنت في شرق البادية وأردت أن ترشد أحد اقربائك على بيتك، فإنك تخبره بنقطة محددة، ثم يضع نجم سهيل في ظهره "خلفه" ويسير حتى يصل إليك مباشرة على المنطقة المحددة.
هذه الطرق نستخدمها للدلالة دائما بسبب عدم استخدام الهاتف في الصحراء نتيجة عدم وجود شبكات الاتصال، في حين لا نستخدم هذه الطرق في بعض المناطق القريبة لتوفر شبكات النقال.