اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > قصة فيلم (الموافقة )تؤدي الى تشريع قانون فرنسي لحماية القاصرين

قصة فيلم (الموافقة )تؤدي الى تشريع قانون فرنسي لحماية القاصرين

نشر في: 15 نوفمبر, 2023: 11:31 م

ترجمة :عدوية الهلالي

أدى كتاب فانيسا سبرينجورا، الذي تم نشره في عام 2020، ثم اقتباسه للسينما، إلى إنشاء لجنة مستقلة معنية بسفاح القربى والعنف الجنسي ضد الأطفال وإلى قانون بيلون الصادر في نيسان عام 2021، والذي ينص على أنه لا يجوز لأي شخص بالغ الاعتماد على الموافقة الجنسية من شخص ما إذا كان عمره أقل من 15 عامًا.

لقد ساهمت هذه القصة في تغيير المجتمع وهاهو فيلم (الموافقة ) الذي يحمل نفس اسم الرواية يعرض حاليا في دور العرض الفرنسية ويجسد فيه جان بول روف دور الكاتب غابرييل ماتزنيف،وقد ساعدت الرواية والفيلم في تعزيز حماية القاصرين ضد العنف الجنسي.

وترى المؤلفة أن الفيلم الذي يطرح في دور العرض حاليا مهم لرفع مستوى الوعي حول العنف ضد القاصرين إذ تعتقد فانيسا سبرينجورا أن فيلم )الموافقة) المقتبس من كتابها الذي يحمل نفس الاسم، يسمح بإظهار “الصدمة” التي تمثلها علاقتها المؤلمة، وهي في الرابعة عشرة من عمرها، مع الكاتب غابرييل ماتزنيف الذي يكبرها ب 36 سنة. فالفيلم الروائي يجلب شيئًا ربما لا تستطيع الكلمات تحقيقه بنفس الطريقة لأن هذه القصة ترمز أيضًا إلى قصص العديد من الفتيات الصغيرات، حيث يوجد الآلاف منهن.

ففي فيلمها الثاني، تعرض المخرجة فانيسا فيلهو قصة “الموافقة” من تأليف فانيسا سبرينجورا والذي كان له تأثير قنبلة تصف تأثير الكاتب المغتصب للأطفال غابرييل ماتزنيف عليها، عندما كانت مراهقة صغيرة. فقبل ثلاث سنوات، عندما نشرت سبرينجورا كتابها كان صادما عن علاقتها المؤلمة، عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، مع الكاتب غابرييل ماتزنيف، الذي كان يبلغ من العمر 50 عاما في ذلك الوقت، وعن التأثير الدائم الذي يمارسه عليها هذا المفترس الجنسي. وقد كان نقل هذه السيرة الذاتية المرعبة إلى السينما أمرًا محفوفًا بالمخاطر لكن المخرجة فانيسا فيلهو تنجح في الرهان بتحويلها الرواية بشكل مخلص الى فيلم ، بالاضافة الى الأداء المذهل لجان بول روف. انه فيلم قوي ومخيف سيثير بلاشك العديد من المناقشات.

وتروي المؤلفة كيف أنها، في نهاية الثمانينيات، عندما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا، وكانت تتوق إلى الأب وتؤمن بالحب، وقعت في براثن الكاتب المغتصب للأطفال غابرييل ماتزنيف مفتونة بجاذبية هذا المؤلف الذي كان يطلق عليه آنذاك العالم الثقافي “الباريسي”، لقد وصفت بطريقة مؤثرة علاقة التأثير النفسي الذي مارسه ماتزنيف عليها بسبب مكانته ككاتب وموقعه المهيمن كشخص بالغ. .

وفي أعقاب حركة #MeToo، حقق الكتاب نجاحًا مبهرًا، وأثار الجدل حول الاعتداء الجنسي على الأطفال، وإجرام الأطفال، وحرية الأخلاق في الثمانينيات والتسعينيات. فما الذي يمكن أن تقدمه السينما لمثل هذه القصة والكلمات القوية من الكاتب؟وكيف يمكننا أن نضع مثل هذه القصة الشخصية في فيلم، مع المخاطرة بخيانة مؤلفها؟

تتجنب فانيسا فيلهو، التي يعد هذا الفيلم الثاني بالنسبة لها، هذا المأزق لأنها سعت إلى تكرار حبكة الرواية بأمانة تامة حيث تصف اللقاء بين الفتاة الصغيرة، التي لعبت دورها كيم هيجلين - حفيدة المغني الذي توفي عام 2018 في سن المراهقة والكاتب،.ثم تتابع الطريقة التي سيحبسها بها المفترس، باستخدام كلماته، في هذه العلاقة السامة.وبطريقة سريرية، تمكنت فانيسا فيلهو من تشريح آلية السيطرة وتقنيات التلاعب التي يمارسها المفترس على هذه الفتاة الصغيرة، غير الواعية بمصيرها، على الأقل في البداية عبر كلمات تسمح لنا برؤية وحشية الكاتب وسماعها قبل كل شيء.

وغالبا مايكون من الصعب مشاهدة الفيلم المحظور على الأطفال دون سن 12 عاما ، فما لا يطاق هنا هو أن ترى كيف أن الفتاة المراهقة، المنومة بذكاء ماتزنيف، المنبهرة بقدرة الوحش على الإقناع وهي تستسلم له شيئًا فشيئًا بينما تدرك أن هناك شيئًا غير طبيعي هناك، لكنها لم تجد في والدتها (ليتيتيا كاستا ) ولا في أحبائها أي مساعدة للهروب من الفخ الذي يقترب منها شيئًا فشيئًا.

انها فرصة لتذكر شجاعة الكاتبة الكيبيكية دينيس بومباردييه، التي توفيت في تموزالماضي والتي كانت الوحيدة التي نددت بفضيحة علاقات ماتزنيف الجنسية مع القاصرات في عام 1990، أثناء بث برنامج “الفواصل العليا” لبرنارد بيفوت، والذي تفاخر خلاله غابرييل ماتزنيف بفتوحاته في سن المراهقة أمام جمهور ساخر، خاصة وأن دينيس بومباردييه قد تلقت تهديدات بعد بث العرض، واذن فالفيلم هو أيضا محاكمة عصرضرورية تقشعر لها الأبدان.

لقد بدأ التحقيق الجنائي في اليوم التالي لاقتراب نشر الكتاب من نهايته ويجب أن ينتهي برفض الوقائع التي كان من الممكن أن تكون موضوع الإجراءات ضد غابرييل ماتزنيف. ويقول الوزير الفرنسي لشؤون الطفل أدريان تاكيه :”لا يمكن للطفل أن يوافق أبدا على علاقته بشخص بالغ لأنه ليس في وضع متساوي معه . وقد سلطت هذه القصة ضوءا جديدا على علاقات الهيمنة المرتبطة بالعمر والوضع الاجتماعي”.واضافت آن سيسيل ميلفيرت، رئيسة مؤسسة المرأة:”لقد أظهرت هذه القصة استراتيجية المعتدي وآليات السيطرة حيث يتلاعب الشخص البالغ بالطفل، ويتملقه، ويستخدم مكانته الاجتماعية ككاتب مشهور للوصول إلى جسد الطفل”.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مشهد بصري لشاعر يتلهّى ويستأنس بالكلمات والصُّور الشعرية

الأثر الإبداعي للكتب السينمائية المترجمة ملف "السينمائي" الجديد

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

مقالات ذات صلة

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية
سينما

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

المدىياسر كريم مخرج شاب يعيش ويعمل حاليا في بغداد، حصل على بكالوريوس علوم الكيمياء من الجامعة المستنصرية. ثم استهوته السينما وحصل علي شهادة الماجستير في الاخراج السينمائي من Kino-eyes, The European movie master من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram