ذي قار / المدى
كشفت الموجة المطرية الاخيرة وتكدس النفايات في مناطق متفرقة من محافظة ذي قار عن تدني مستوى الخدمات البلدية، وفيما اعلنت مديرية البيئة عن رصد مخالفات بيئية تهدد صحة المجتمع، اشارت هيئة النزاهة الى هدر للمال العام يقدر بـ440 مليون دينار في ملف نقل النفايات.
وتعد الامطار زائراً ثقيلاً على الاحياء التي تشكل حزام الفقر لمركز مدينة الناصرية ومراكز الاقضية والنواحي حيث تنعدم شبكات المجاري النظامية والشوارع المبلطة ولاسيما في الاحياء التي تعاني من تلكؤ مشاريع البنى التحتية، او تلك غير المخدومة بشبكات المجاري.
ويرى الناشط المدني حسن هادي المدرس وهو من أهالي سوق الشيوخ (29 كيلومتر جنوب الناصرية)، أن "تساقط الامطار هو بارومتر لاختبار مستوى الخدمات فمن خلال هطول الامطار تتكشف جودة المشاريع من رداءتها".
وازاء ذلك لجأ مواطنون في القضاء المذكور الى بث مقاطع فيديوية عن غرق عدد من شوارع ومناطق قضاء سوق الشيوخ الذي مازال يفتقر الى البنى التحتية نتيجة تلكؤ الشركة المنفذة لمشروع المجاري الذي اعلن عنه قبل نحو 10 اعوام، وأظهرت المشاهد الفيديوية شوارع تغمرها الاوحال ومواطنون تقطعت بهم سبل الوصول الى منازلهم ومركبات يظهر نصف اطاراتها مغمورا بالمياه الآسنة والاطيان.
وتكاد مشاهد تراجع مستوى الخدمات البلدية ومحنة المواطنين مع الامطار وتكدس اكوام النفايات تتكرر في مناطق اخرى من الوحدات الادارية التابعة لمحافظة ذي قار والبالغة 22 وحدة ادارية تضمها المحافظة.
اذ شكا سكان عدد من المناطق السكنية في ضواحي مدينة الناصرية من طفح المياه في شوارعهم وتراكم النفايات، متهمين دائرة البلدية والدوائر الخدمية الاخرى بالتقصير في معالجة ذلك.
وقال احد الباعة في سوق هرج وسط الناصرية إن "السوق بات غير صالح للتسوق اثر الامطار الغزيرة وطفح المياه الآسنة وتكدس النفايات"، مؤكدا ان "الامر اخذ يتكرر مع كل موجة مطرية تهطل على المحافظة ".
بدوره قال ابو احمد وهو احد المواطنين الذين يسكنون حي التضحية في مدينة الناصرية لـ(المدى) ان "النفايات اخذت تتكدس في مناطقهم نتيجة غياب الجهد البلدي"، مبينا ان "اكوام النفايات اخذت تطفو على مياه الامطار التي شهدتها المحافظة مؤخرا فتحولت الاحياء السكنية الى بيئة غير صالحة للسكن"، لافتا الى ان "سيارات البلدية وعمال التنظيف ما عدنا نراهم في الشوارع الفرعية منذ وقت طويل وهو ما جعل مناطق الحي تتحول الى مكب للنفايات وانتشار الحشرات والروائح الكريهة ".
وطالب ابو احمد، "الحكومة المحلية بالتدخل لمعالجة تردي واقع الخدمات البلدية وانقاذ المواطنين من معاناتهم".
ومن جهتها اعلنت مديرية بيئة ذي قار عن رصد مخالفات بيئية في قضاء الرفاعي تتمثل بتكدس النفايات في الطرق العامة، وقال مدير البيئة الدكتور محسن عزيز في بيان تابعته (المدى) ان "تجمع النفايات في المناطق والميادين العامة يعتبر من المخالفات البيئية لما لها من تداعيات على صحة الانسان"، وافاد ان "شعبة بيئة قضاء الرفاعي اجرت كشفاً بيئياً وسجلت تكدس نفايات بشكل عشوائي في الطريق العام باتجاه القضاء المذكور".
وتحدث عزيز عن "مخاطبة الجهات المعنية لاتخاذ الاجراءات المطلوبة لرفع تلك المخالفات".
ومن جانب اخر كشفت هيئة النزاهة عن هدر للمال العام يقدر بـ 440 مليون دينار في ملف نقل النفايات.
وأفادت دائرة التحقيقات في الهيئة بأنَّ فريق عمل مكتب تحقيق ذي قار لاحظ هدراً للمال العام من خلال قيام بلديَّة الناصريَّة بتأجير آلياتٍ لنقل النفايات من مكان الطمر الصحيّ القديم إلى مكانٍ آخر بمبلغ (440,000,000) مليون دينارٍ عن تأجير آليات لمُدَّة خمسة أيَّام بواقع (88,000,000) مليون دينار لليوم الواحد".
واشارت الهيئة في بيان تابعته (المدى) الى "تجاوز صلاحيَّة الصرف والاعتماد المالي المُخصَّص ووجود مغالاةٍ في أسعار التأجير".
وكانت الحكومة المحلية في ذي قار اعلنت عن تعطيل الدوام الرسمي ليوم الخميس اثر هطول الامطار وسوء الاحوال الجوية، فيما كشف مدير الانواء الجوية في ذي قار علي طارق ، ان "كمية الأمطار التي هطلت خلال يومي الاربعاء والخميس تفاوتت كمياتها بين مدن المحافظة"، مبينا ان "قضاء الشطرة سجل أعلى معدلات لكميات الأمطار بلغت 16,5 ملم، فيما سجل قضاء الرفاعي 16 ملم وقضاء الناصرية 14,2 ملم، وذلك نتيجة تأثر المنطقة بمنخفض جوي مندمج قادم من البحر الاحمر والبحر المتوسط".
يذكر ان مديرية مجاري ذي قار افادت بمشاركة 18 فرقة فنية في تصريف مياه الأمطار، وقال مدير الدائرة حيدر الاسدي، إن "الدائرة استنفرت جميع كوادر الصيانة وآلياتها وفرقها الفنية على مدار الساعة لمواجهة أية مشكلة طارئة"، مؤكدا "مشاركة 11 فرقة لسحب مياه الأمطار في مركز مدينة الناصرية فضلا عن 7 فرق في شمالها".
واشار الاسدي الى ان "جميع محطات رفع المياه تعمل بكامل طاقتها لدفع مياه الأمطار ضمن مسارها المحدد وعبر المحطات الساندة".
وكانت الموجة المطرية التي شهدتها محافظة ذي قار في منتصف تشرين الثاني من العام المنصرم قد كشفت هي الاخرى عن حاجة الاحياء السكنية الفقيرة الى المزيد من الخدمات وتأهيل البنى التحتية في قطاع المجاري وذلك لتفادي الاضرار الناجمة عن غزارة الأمطار وغرق الشوارع وانهيار المنازل.