المدى/ أيَّوب سعد
تعاني المباني التراثية والتاريخية في العراق من الإهمال المستمر, إذ شهدت تلك المباني مؤخراً حملات ترميم وتطوير من قبل منظمات محلية ودولية, يتخوف الكثير من أن تفقد المباني هويتها التراثية جراء عمليات الترميم المستحدثة.
"إعادة" تأهيل
وفيما يخص عملية الحفاظ على اصالة المباني التاريخية بعد الترميم يقول المؤرخ محمد رحيم خلال حديث لـ(المدى), إن "هناك مبادئ ضرورية للحفاظ على هوية الاماكن التراثية اثناء عملية ترميمها، منها استعادة وظيفتها الأثرية الأساسية واستخدام ذات المواد التي بنيت بها في إعادة التأهيل، كذلك أن تشرف على عملية التأهيل هيئة استشارية متخصصة".
ويضيف: يجب مشاركة الهيئات الثقافية المختصة مثل اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة ونقابة الفنانين في عمليات ترميم المباني التراثية فلكل جهة رؤية مختلفة وخاصة تدعم المشروع وتحافظ على هويته التاريخية". ويدعو رحيم إلى "صيانة جادة وحقيقية لهذه المباني التراثية المهمة التي تعكس هوية بغداد الحضارية, والأهم من ذلك الاهتمام بها بعد التأهيل".
"إبادة" تراثية
من جانبه, يقول الناشط المهتم بالتراث العراقي فقار فاضل, خلال حديث لـ(المدى), إن "الإهمال الذي يعتري الأبنية التراثية مؤسف للغاية، ليس فقط في بغداد، بل وصل الخراب إلى كل المباني التراثية في مختلف المحافظات التي لها أثر كبير في نفوس العراقيين وذكرياتهم".
ويضيف: "أماكن كثيرة ذات تاريخ عريق في بغداد والمحافظات الأخرى تتعرض لإبادة تراثية، أما قضية تحديثها أو محاولات إنقاذ ما تبقى من تراث العراق خجولة أو أنها تقتصر على مبادرات غير حكومية من قبل منظمات مهتمة بالتاريخ والتراث العراقي". ويتابع فاضل "نحن المهتمون بالتراث ندعم جميع المنظمات والروابط التي بدأت تتعاون في الوقت الحالي، لإطلاق مشاريع معنية بترميم المناطق القديمة، وإعادة إعمارها بطريقة لا تشوه المحتوى الأصلي".
"حملات" وطنية
يشار إلى أن عددا من المهندسين المعماريين وخبراء في تخطيط المدن ومهتمين بالتراث نظموا حملات متعددة لإنقاذ معالم العراق ومبانيه التراثية, حيث أظهرت إحصاءاتهم أن هناك نحو 1800 مبنى تراثي مسجل في دائرة التراث في محافظات بغداد والبصرة ونينوى وكركوك والنجف وكربلاء، بينها 20 بالمئة متضرر بشكل واضح.
يذكر أن بغداد تضم أكثر من 2400 دار تراثية تتراوح فترة بنائها بين 70 إلى 100 عام، موزعة ما بين الكاظمية والأعظمية والبتاويين والكرادة وشارع أبو نواس وشارع الرشيد والكرخ والرصافة، فضلاً عن مباني أخرى أثرية يزيد عمرها عن 200 عام، ومازالت هذه البيوت تنتظر اهتمام المعنيين بسبب تقادم الزمن عليها وهي في تناقص عددي بسبب تجاوز أصحاب العقارات عليها.