TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > مطاعم بغداد .. محطات للتميز والمتعة والذوق الفريد

مطاعم بغداد .. محطات للتميز والمتعة والذوق الفريد

نشر في: 23 أغسطس, 2010: 08:24 م

على نكهة كبة (السراي) الشهيرة المحشية بـ (اللية واللوز) وحلاوة (شربت زبيب زبالة) العريق ، كان (الباشا) يسبق دوامه الرسمي بتناول هذا الفطور المميز في (سراي الحكومة)، ولم يكن (الباشا) والمقصود نوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي هو الوحيد الذي (اغرم) بحب هذه الأكلة الشعبية التي يعشقها البغداديون كثيراً ،
فالملك فيصل الأول والوصي على عرش العراق الأمير عبد الإله كانا من زبائن مطعم كبة السراي الذي افتتح في العام 1933 في مدخل سوق السراي ، أشهر سوق للوراقين في بغداد . وعلى ذكر شربت زبالة ، فان محل الحاج زبالة افتتح في العام 1914 في مدخل جسر الشهداء الحالي ، ثم انتقل إلى موقعه الحالي في شارع الرشيد أمام جامع الحيدر خانة ، وقيل أن من ابرز زبائنه كان الملك غازي والرئيس عبد السلام محمد عارف ورئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وكبار ضباط وزارة الدفاع آنذاك ، فيما كانت الملكة عالية والدة الملك فيصل الثاني ترسل سائقها ليشتري لها الشربت. وقد اختص هذا المحل بتقديم سندويشات (جبن العرب) اللذيذة مع شربته ذي المذاق الفريد ، وهو ما جعل معظم رواده يختارون تناول فطورهم هناك او في الاقل ارتشاف كأسين من شربت زبالة قبل ذهابهم إلى العمل. وفي موازاة أكلة (الكبة) ، تحتل أكلة (الباجة) مكانة مرموقة في أذواق البغداديين وخاصة الذين يعملون في مهن تتطلب القوة البدنية كالحدادة والبناء.  ويعرف الكرخيون ، على سبيل المثال ، مدى قوة تأثير باجة حجي رشيد ابن طوبان على من يتناولها وخصوصاً في الصباح الباكر ، حيث يخرج العمال مبكرين الى عملهم ويتجهون إلى مطعم إبن طوبان الواقع قرب مقبرة الشيخ معروف لتناول (ماعون) الباجة الذي يغنيهم من الجوع الى حين عودتهم إلى البيت في وقت متأخر من اليوم، وذلك لأن باجة إبن طوبان (دهينه). واذا اردت التغيير قليلاً وتجنب الملل في نوع الفطور ، فما عليك الا التوجه إلى أحد مطاعم (الباقلاء بالدهن) الشعبية ، وستقودك قدماك حتماً إلى مطعم (قدوري ابو الباجلا) في شارع (ابو نواس) قرب جسر الجمهورية ، الذي أصر انتحاري قبل سنوات ان يدفع ثمن فطور 35 شخصاً من رواد المطعم بطريقته الخاصة وذلك بتفجير حزامه الناسف منهياً حياتهم بطريقة بشعة.  يقول حميد علوان أحد رواد المطعم السابقين : اعتدت تناول فطوري صباح كل يوم في مطعم قدوري قبل ذهابي إلى المحل الذي أديره في شارع الخيام ، ما عدا اليوم الذي حدث فيه الحادث المروع ، فقد كنت خارج بغداد في عمل خاص.  ويستذكر علوان بحزن أجواء المطعم : كان المطعم يعج يومياً بالناس ومن جميع شرائح المجتمع ليتناولوا (ثريد) الباقلاء المقشرة المغطاة بالبيض المقلي بالدهن الحر وشرائح الطماطم وبجانبها صحن يتكون من النارنج الذي يعصر فوق صحن الباقلاء المغطى بـ (البطنج) والبصل والطرشي . وبعد الانتهاء من الطعام يستقبلك (استكان الشاي السنكين والمهيل على الفحم) ليريح معدتك ويعدل مزاجك. اما في جانب الكرخ ، فلا يزال (حمادة ابو الباجلا ومخلمته التي تحسده على مذاقها امهر ربات البيوت) إلى جانب (علو ابو الباجلا) يستقبلان زبائنهما في مطعميهما المتواضعين قرب ساحة الشهداء ، في صمود قل نظيره يوم كانت منطقتهما (اشد سخونة) من الدهن الذي يسكب على (ثريد) الباقلاء ، تلك الأكلة (الحلاوية) الأصل. وبين أزقة سوق الصفافير يعلو في الطابق الأول من إحدى البنايات القديمة مطعم (ابو حقي) الملتقى الطبيعي لأهل الذوق من (البغاددة) التسمية الشائعة لأهل بغداد الذين يتميزون بذوق رفيع في الطعام.  واذا كنت حديث العهد بمطاعم بغداد العريقة وأضعت مكان هذا المطعم ، فلا تقلق لأن رائحة (دهن الحر) و (التمن العنبر) لابد من أن ترشدك إلى (الحاج ابو حقي) بملابسه البغدادية المكونة من بدلة الدميري وقد أحاط خصره بـ (الباشتمال) وعلت رأسه طاقية اشتهر بها ، ومطعمه العتيد الذي يقدم (تبسي الباذنجان) و(الباميا المطبوخة بلحم الدوش الدهين) و(تشريب الطماطم) و(القوزي على التمن) وهي الأكلة التي اشتهر بها وغيرها من الأكلات البغدادية التي تأبى إلا أن تبقى محفورة في ذاكرة عشاق بغداد القديمة. وكان شارع الرشيد يتميز بكثرة المطاعم في تلك الأيام الخوالي .... وأشهرها مطعم (عمو الياس) في منطقة المربعة والذي كان يتميز بتقديم وجبات الدجاج المشوي مع أنواع الطبيخ البغدادي ، وكانت الخدمة في هذا المطعم مشهوداً لها بالتميز وكان ملتقى الطبقة الراقية في المجتمع البغدادي والسياح الأجانب وغيرهم . حتى إغلاقه إثر سقوط النظام الملكي في العام 1958. ومن المطاعم المشهورة التي احتضنها هذا الشارع العريق ، مطعم الجمهورية الذي يقع عند مدخل شارع الرشيد من جهة ساحة الميدان قرب سوق الهرج وكان هو الآخر من المطاعم المشهورة بتقديم الطبيخ العراقي المنوع . وفي العام 1968 افتتح (ابو يونان) ، وفي ركن صغير من بناية دائرة الكمارك التي كانت واقعة في شارع الرشيد قبل هدمها لبناء جسر السنك الحالي ، مطعماً صغيراً قدم فيه وجبات سريعة من الهمبرغر التي صارت عنواناً لأفضل وجبات الطعام التي بدأت العوائل والشباب وكبار السن وحتى الأطفال يقبلون عليها.  وطارت سمعة مطعم (أبو يونان) الصغير إلى الآفاق ، لتصبح حديث كل الأوسا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram