اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > مثقفون عرب وغربيون يدينون الجرائم البشعة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني

مثقفون عرب وغربيون يدينون الجرائم البشعة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني

نشر في: 19 نوفمبر, 2023: 09:50 م

أدونيس ومجموعة من المثقفين العرب يوجهون رسالة الى مثقفي الغرب تدعوهم فيها إلى استنكار جرائم اسرائيل .

وجهت مجموعة من المثقفين العرب من مختلف الأقطار العربية، وتضم باحثين وأدباء وفنانين وكتاب، رسالة إلى مثقفي الغرب تدعوهم فيها إلى استنكار الجرائم الوحشية الإسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني، وإلى الإعلان عن موقف تأييد صريح للحقوق الوطنية الثابتة لشعب فلسطين في أرضه، كما تدعوهم إلى حوار حول هذه المسائل على قاعدة القيم والمبادئ العليا التي تقوم عليها الحضارة الإنسانية.

وتضمنت الرسالة التي ذيلت بأسماء 87 من الموقعين عليها ما يلي:

بمناسبة المواجهات التي تجري بين الـمقاومة الفلسطينيّة وقوى الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزّة ومحيطه؛ وفي مناسباتٍ أخرى من المواجهةِ سابقةٍ ، كنّا ننتظر – نحن المثقّفين العرب- من مفكّري بلدان الغرب وأدبائها وفنّانيها أن يُقابِلوا نضالَ الشّعب الفلسطينيّ من أجل حقوقه الوطنيّة المشروعة والعادلة بالنُّصْرةِ والتّأْييد، أُسوةً بما تفعله قطاعاتٌ اجتماعيّةٌ حيّة من شعوب بلدان الغرب من خلال تظاهُراتها المناصِرة للحقوق الفلسطينيّة، والـمندِّدة بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التّاريخية والدّينية لفلسطين: التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة؛ بل وأُسوةً – أيضاً – بالـمواقف الـمبدئيّة الــمشرِّفة التي يُفْصح عنها قسـمٌ من الــمثقّفين والــمبدِعين والأكاديــميين في أوروبا وأمريكا بشجاعةٍ أدبيّة عالية.

لقد كنّا ننتظر ذلك من مثقّفي الغرب لأنّا نرى فيهم الفئةَ الحيّة المُؤتَمَنَة، في مجتمعاتها، على حماية المبادِئ والقيم الكبرى التي صنعتِ الحضارةَ الإنسانيّة الحديثةَ والمعاصرة؛ ولأنّنا نتقاسم وهؤلاء المثقّفين الإيمانَ بالمبادئ والقيم الإنسانيّة عينِها: الحريّة، والعدالة، والمساواة، وحقوق الإنسان، وحماية الكرامة الإنسانيّة، ونبذ التعّصّب والعنصريّة، ونبذ الحرب والدّفاع عن السّلم، ورفض الاحتلال، والاعتراف بحقّ الشّعوب في استرداد أراضيها المحتلّة وفي تقرير المصير والاستقلال الوطنيّ…إلخ. وإذْ يشعُر الموقِّعون أدناهُ، من المثقّفين العرب، بوجود فجوةٍ هائلة بين ما تميل الثقافةُ في الغرب إلى الإفصاح عنه من رؤًى وتصوُّراتٍ ومواقفَ تتمسّك بمرجعيّة تلك المبادئ، نظريًّا، وما تُترجِمُه مواقفُ القسم الأعظم من المثقّفين- في الوقت عينِه – من ميْلٍ إلى مناصرةِ الجلاّدّ المعتدي على حساب حقوق الضحيّة المعتَدَى عليه والمحتلّة أرضُه، أو من الصّمت على جرائمه المتكرّرة…، فهُمْ يشعرون- في الآن نفسِه – بالفجوة الهائلة بين مبدئيّة مواقف مثقّفي الغرب في شأن قضايا أخرى في العالم- نشاطِرُهُم الموقفَ في ما هو عادلٌ منها- وبين لَواذِهم بالصّمت والتّجاهُل حين يتعلّق الأمر بقضيّة فلسطين وحقوقِ شعبها في أرضه؛ الحقوق التي اعترفت بها قراراتُ الأمم المتّحدة ذاتُ الصّلة ! وما أغنانا عن القولِ إنّ الفَجْوتَيْن هاتَيْن تُتَرجمان مسْـلَكًا ثقافيًّا قائمًا على قاعدةِ سياسة “ازدواجيّة المعايير”؛ الأمر الذي نستقبحُهُ لأنّهُ يمسّ، في الصميم، رسالةَ الثّقافة والمثقّفين.

إذا كانت السّياساتُ الرّسميّة الغربيّة الـمُمالِئة لإسرائيل، والمتستِّرة على جرائمها، تبغي تزويرَ نضال الشّعب الفلسطينيّ وحركةِ الوطنيّة من طريق تقديمه بوصفه “إرهابًا”، فينبغي أن لا ينْسَاق قسمٌ من مثقّفي الغرب إلى لَوْكِ هذه المزْعمة الكاذبة لأنّ لهؤلاء الذين يروّجونها من السّياسيّين مصالحَ من وراء ذلك لا صلة لها بمصالح شعوبهم ولا بمصالح مثقّفيهم، ناهيك بأنّ اتّهام المقاومة ووصفها بـ ”الإرهاب” انتهاكٌ صارخ لمبادئ القانون الدّوليّ الذي يُقرّ بحقّ الشّعوب في تحرير أراضيها المحتلّة بالوسائل كافّة، بما فيها المسلّحة. إنّ مثل هذا الخلْط المتعمَّد بين المقاومة والإرهاب لن يكون من شأنه سوى تسويغُ الاحتلال وتسفيهُ كلِّ مقاومةٍ مشروعةٍ في التّاريخ الحديث وتزويرُ مضمونِها الوطنيّ؛ فهل يوجد، في بيئات المثقّفين في الغرب، مَن هو مستعدّ – فكريًّا ونفسيًّا وأخلاقيًّا- لأن يصف المقاومات الوطنيّة في أوروبا للنّازيّة والنّازيّين بأنّها حركات إرهابيّة؟

نحن الموقّعين أدناهُ: كتّابًا وباحثين وأدباء عربًا، نتوجّه إلى نظرائنا من المثقّفين والمبدعين في الغرب بالدّعوة إلى حوارٍ مشَتَرك حول القيم والمبادئ المشتَرَكة-المومأ إليها في هذه الرّسالة-وحول موقع قضيّة فلسطين منها وحقوقِ شعبها في أن يتمتّع بنواتج تلك المبادئ من غيرِ إقصاءٍ أو حيْفٍ من نوع ذلك الذي تفعله سياساتُ حكوماتِ بلدان الغرب، ويُسوِّغه صمتُ المثقّفين عنها. ونحن على ثقةٍ بأنّ الضّمير الثّقافيَّ خليقٌ بأن يصحِّح الرّؤى الخاطئة والهفوات التي يقع فيها كثيرٌ من أهل الرّأي والإبداع في الغرب، وأوّلُها تلك التي نُسِجت، طويلاً، حول فلسطين وحقوق شعبها وحول حركة التّحرُّر الوطنيّ الفلسطينيّة، من أجل أن يستقيم الموقفُ الثّقافيّ من هذه القضيّة على قاعدةِ مرجعيّةِ المبادئ الكبرى الإنسانيّة: بصدقٍ وشفافيّة … بعيدًا من كلّ نفاقٍ أو خداعٍ أو ازدواجٍ في المكاييل؛ وهذا ما تهدُف إليهِ هذه الرّسالة التي يحرص مُوقِّعوها على وجوبِ إبطال هذا الميْز في تطبيق أحكام تلك المبادئ على الشّعوب والأمم.

وقد رد رد المثقفين الغربيين من جهتهم على رسالة نظرائهم العرب بالرسالة التالية:

الأعزاء الموقعون على بيان الكتاب والمثقفين العرب..

لقد قرأنا الرسالة التي وجهتموها إلى المثقفين الفرنسيين والغربيين الذين تأخذون عليهم صمتهم الكبير أمام الأحداث المأساوية التي تجري في غزة وفلسطين. ونحن نشارككم قلقكم وسخطكم. إن ما نحس به اليوم، هو شعور رهيب بالعجز إزاء ذبح الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال؛ إنها “جريمة إنسانية” لا تصدق، حسب التعبير القوي للأمين العام للأمم المتحدة.

نحن نشارككم القيم الأخلاقية الأساسية للحضارة الإنسانية.

ومن الملح فرض وقف إطلاق النار، وإنهاء حصار المياه والكهرباء، وضمان المرور الآمن للشاحنات الإنسانية التي تحاول مساعدة السكان الفلسطينيين في القطاع. ان علينا كمثقفين أن نتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوق المدنيين المحاصرين مهما كانت الظروف.

إن لدينا مرة أخرى مثالاً على “المعايير المزدوجة” التي تهيمن على عالم اليوم. ليس فقط في مسائل العدالة، ولكن أيضًا في مجال أبسط المشاعر الإنسانية. يجب أن نواجه الحقيقة المتمثلة بكون حياة الفلسطينيين ليس لها في الغرب الوزن نفسه لحياة الآخرين ، وعلى الرغم من تطورات العقود الأخيرة، فإن العنصرية ما تزال تميز الفكر السائد في الغرب وتثير غضبنا العميق. لكن تلك الآفة البغيضة يجب ألا تدفعنا إلى تجنب النقاشات التي نخوضها منذ زمن، لتطوير العلاقة التفاعلية البناءة بين الشرق والغرب.

ونحن معكم في تأييد حق الفلسطينيين في المقاومة ضد دولة الاحتلال، وحقهم في الحصول على دولتهم المستقلة . وفي زمن الانتفاضة كنا حاضرين دائماً لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني التي استطاعت حشد جزء كبير من الرأي العام العالمي، وتغيير النظرة إلى هذا الصراع الذي لا ينتهي أبدًا بسبب “المصالح العليا” للدول الغربية الكبرى، كما لبعض دول المنطقة.

يجب أن نفهم أن العديد من الفلسطينيين اليوم يشعرون باليأس ويشعرون بشكل مأساوي بأن الجميع قد تخلى عنهم. ولم تشهد قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالأراضي المحتلة، أو المستوطنات غير الشرعية، طريقها الى التطبيق. ولم تخضع دولة إسرائيل قط لأدنى عقوبة. ولو أن ما يحدث في غزة قد تسبب به مسؤول غير إسرائيلي، لكان يحاكم الآن أمام المحكمة الجنائية الدولية. ومن غير العدل الادعاء بأن كل شيء بدأ في 7 أكتوبر الماضي، كما لو أن البعض يتجاهل نكبة العام ١٩٤٨ وعقوداً عديدة من القمع والظلم والاحتلال.

واليوم والوضع في أسوأ حالاته.

فنحن في نهاية هذه الحرب، لا يمكن أن نتصور مستقبلا للإسرائيليين بدون الفلسطينيين. على الطرفين أن يسلكا الطريق نحو السلام معًا، وهو طريق صعب ولكنه الطريق الوحيد الممكن. إن الأراضي التي تشكلها فلسطين التاريخية وإسرائيل هي رقعة صغيرة، ولكن سيكون هناك مكان للجميع، بشرط إنهاء العلاقات الاستعمارية والفصل العنصري. من الواضح أننا مراقبون بعيدون ولا ندعي أننا فهمنا كل شيء، لكن يبدو لنا أن الأمل الوحيد الممكن للفلسطينيين، كما للإسرائيليين، هو المسار الذي سلكته جنوب أفريقيا بقيادة مانديلا وبوتا للخروج من ربقة الفصل العنصري، ولتوفير حقوق متساوية للجميع. لقد تعرض حل الدولتين الذي دافعنا عنه دائما، إلى انتكاسة شديدة، بسبب الطريقة التي تم بها تحريف وانتهاك اتفاقات أوسلو. ولكن في النهاية سيتعين علينا أن نجد طريقة للعيش معًا. وللعيش معًا سيتعين علينا أن نرفض كل الشوفينية المتطرفة والعنصرية والتعصب الديني. ، ليتمكن الجميع من العيش في دولة مختلطة، قد تكون فيدرالية أو ديمقراطية علمانية .

كونوا على ثقة أيها الأصدقاء المثقفون في العالم العربي، أن التزامنا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني لا يضعف، وأننا نتابع العمل الشاق الذي قمنا به قبل فترة طويلة، لجعل الناس يسمعون صوت القانون والعدالة والقيم الإنسانية الحقة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram