بغداد / و ا عيحرص العراقيون على ممارسة شعائر رمضان، في طقوس ظلت راسخة على مدى عقود عدة، هذه الطقوس التي يحرص العراقيون عليها هي لم العائلة كاملة في اول ايام رمضان فالفطور في بيت العائلة، (ام عماد) لديها ستة ابناء جميعهم متزوجون تقول:
يجتمع ابنائي وبناتي وعوائلهم في بيتي في اليوم الاول من الشهر الفضيل ولا يمكن ترك هذا التقليد الذي هو جزء من تراثنا، لأننا توارثناه من اهلنا، وعادة ما أكون متهيئة لهذا اليوم منذ أسبوع حيث أشتري كل ما أحتاجه لوليمة الفطور كي أرضي جميع رغبات ابنائي في الطعام والمواد الخاصة بالحساء وانواع من التمور العراقية المميزة وتشكيلة متنوعة من البهارات، وتحضير عدد من الاكلات التي نفضل اكلها ونحن مجتمعون كالدولمة والبرياني والطرشانة وانواع مختلفة من الكبة والمقبلات والسلطات، اما الحلويات فيجلبها أبنائي وبناتي وبعد الإفطار وأداء الفرائض وقراءة القرآن نبدأ بحديث عائلي منوع. الحفاظ على بعض الطقوس في الشهر الفضيل يتطلب مضاعفة في المصاريف أيضا، هذا ما يراه الحاج عزيز والذي بدأ يهيئ ميزانيته لتتلاءم وتحقيق هذه الطقوس، حيث تكثر الولائم ويدعى الأهل والأصدقاء والأحبة وهي فرصة لمشاهدتهم والاستمتاع بالاحاديث معهم لأن اغلب العوائل منشغلة طيلة السنة بأعمالها ويصبح شهر رمضان محطة لاسترجاع ما فاتنا من عادات وتقاليد وزيارات اضافة الى أن هذه الزيارات ينم عنها تحقيق الصلح بين الاهل والاصدقاء اذا ما كانت خصومات موجودة في الايام التي تسبق رمضان. عادات رمضان اليوم اختلفت في بعض تفاصيلها عن رمضان الامس، الحاجة (ام احسان) استذكرت رمضان ايام زمان، قالت: تتبادل العوائل الاطعمة المختلفة بحيث يصبح في كل بيت مائدة كبيرة ومتنوعة من مختلف الاصناف وهذا الطقس يبقى قائما حتى نهاية الشهر الفضيل وكنا نتفق على الطبخة قبل يوم حتى لا يكررها البيت الآخر، اضافة الى اجتماع الرجال في بيت احد الجيران والنساء كذلك وتبادل اطراف الحديث بدءاً من رؤية الهلال وانتهاء بالسوق وما يعرض فيه من بضائع وكنا نقضي اغلب وقتنا في المطبخ للتفنن بانواع الطبخ ومعرفة رأي الجارات وعوائلهم بها واقامة النذور، وأضافت: اما رمضان اليوم ففقد الكثير من بريق طقوسه القديمة وأصبحت العائلات منشغلة بمشاهدة القنـوات الفضائية وما تعرضه من برامج ومسلسلات. اغلب الشباب في رمضان يكونون على موعد مع المحيبس في المقاهي المنتشرة في مناطقهم، وعن هذه المباريات يقول احد هواتها محمد عبد الله: فـي رمضـان نـذهب كـل يوم الى المقهى للمشاركة فـي مبـاريات المحيبس التي تجري بين محلتنا والمحـلة المجـاورة ونستمتع كثيرا بهـذه اللعبة والتـي تحمـل في مغزاها الالفـة والمحبـة وروح التعـاون وهذه هي الصفات التـي يحملها الشهر الفضيل ويتم توزيع الحلـويات للفريق الفائز. تبقى نظرة رجل الدين وافية الى فضائل رمضان وأهميته، يقول الشيخ هادي حامد عبد الله: ان الصوم لا يعني الامتناع عن الطعام والشـراب منذ وقـت السحور حتى وقت الفطور بــل على الانسان المـؤمن ان يمسك كل جوارحه مـن الكذب والنفاق والغيبة والحسد والاعمال غير الحميدة والاستعـاضة عنهـا بحـب الخير للجميع والسعي لتحقيقه لهم ومساعدة الفقراء واطعامهم والالتزام بالصلاة وقراءة القرآن والاكثار مـن الادعية والصلوات والنوافل والاعمال الواجبة والمستحبة والتأكيد علـى بعـض التفاصيـل الخاصـة بهـذا الشهر كالنيـة فـي صـوم الشهر واستذكـار بعـض المناسبـات المهمة فيه كاستذكار يوم مؤاخاة الـرسـول بيـن المهاجرين والانصار في (12 رمضـان)، وأول يـوم نـزلت فيه صحف ابــراهيم ومـوسى، وكـذلك نزول التوراة والانجيـل والـزبور ومعـركـة بـدر واستشهاد الامـام علـي (عليه السلام) وليلـة القدر وفضلها التي وصفها الله سبحـانه وتعالـى بـ (خيـر مـن ألـف شهـر).