TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > ديـالـى: مصـاهـرة المتخاصمـين قد تنهـي العنـف وتطـوي صفحـة الماضي

ديـالـى: مصـاهـرة المتخاصمـين قد تنهـي العنـف وتطـوي صفحـة الماضي

نشر في: 23 أغسطس, 2010: 09:01 م

 بعقوبة/ شينخوا"عندما تمتزج دماء الاسر المتخاصمة في شريان واحد تنتهي العداوة والثأر بينها ويحل السلام والوئام والطمأنينة مكان الاحقاد والضغينة التي زرعتها أعمال العنف الدموية التي كانت وراء كل تدمير وتخريب في البلاد"، بهذه الكلمات يصف صالح داود، شاب عراقي عقد قرانه للتو على شابة تنتمي إلى أسرة دخلت في خصومة مع أسرته لعدة أعوام.
وقال داود البالغ من العمر 31 عاما اثناء وقوفه امام البوابة الرئيسة لمحكمة بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقي العراق لوكالة أنباء (شينخوا) وهو يمسك بيد خطيبته التي عقد قرانه عليها للتو"بالامس القريب كنا اعداء والنار حامية بيننا، لكن الامر تغير الان وتبدل كل شي بعد المصاهرة، وانتهت مرحلة الاحقاد والضغائن التي افرزتها مرحلة العنف".وتابع داود وهو يمازح خطيبته عن اسم المولود الاول لهما وكيف سيكون اسمه وربما يؤدي الخلاف عليه إلى اعادة الخصومة بين العائلتين، قائلا"إن العنف كان وراء خلق الكثير من العداوات والثأر والاحقاد بين المئات من الاسر خلال مرحلة العنف الطائفي، ناهيك عن وجود جهات متطرفة تعمد إلى تغذية العنف عبر زرع الشكوك والاتهامات بين الاسر لخلق المشاكل والازمات بينها والوقوع في فخ العداوات والثارات التي لها بداية وليست لها نهاية اذا انعدم صوت العقل والحكمة في ايقافها".وأضاف داود أن عائلته دخلت في خصومة مع عائلة خطيبته منذ عام 2005 على أرض زراعية في بادىء الامر ثم تطورت إلى اتهامات متبادلة وشكوك بتورط كلا العائلتين باعمال العنف واستهداف الاخر مما ولد قطيعة وخلق اجواء مشحونة كادت أن تؤدي إلى عواقب وخيمة لولا القدر وحكمة العقلاء في كلا العائلتين. وأوضح أن أحد رجال الدين عمل بشكل دؤوب على ازالة الخلاف بين العائلتين وجمع اطرافهما تحت سقف واحد للحوار وبيان الاتهامات لكل طرف، مؤكدا أن الحوار اسهم في خلق قناعة لدى العائلتين أن هناك من كان يتلاعب بهما ويريد توجيه الخصومة بينهما نحو مرحلة الاقتتال، لافتا إلى أن رجل الدين اراد أن يقطع دابر الخلاف بشكل نهائي عبر خلق مصاهرة بين الاسرتين لتكون بمثابة بداية لطي صفحة الماضي.وذكر داود وهو يبتسم أنه في البداية قبل الامر على مضض من اجل انهاء خصومة بين عائلتين لكنه عندما رأى الشابة التي سيتزوجها، اعجب بها لانها انسانة بحق تستحق الاحترام والتقدير، مبينا انه عندما تمتزج دماء الاسر المتخاصمة في شريان واحد تنتهي العداوة والثارات ويحل مكان الاحقاد والضغينة، الحب والسلام.وكانت اعمال العنف الدموية التي ازدادت وتيرتها بشكل واسع بين عامي 2006 - 2007 اسهمت في خلق عداوات وخصومات وثأر بين العشرات من الاسر في اغلب مناطق محافظة ديالى نتيجة تبادل الاتهامات فيما بينها عن تورط هذا الطرف أو ذاك بجرائم قتل وتهجير قسري.من جانبها، قالت الخطيبة، انهار عيدان (25 عاما)"قبلت بالزواج في بادىء الامر لاني مؤمنة بان قراري كان صحيحا وسوف يسهم في انهاء التوتر والمشاكل بين عائلتين"، معربة عن سعادتها لان خطيبها انسان رائع، وسيكونان اسرة جيدة في المستقبل القريب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram