متابعة / المدى
اجتاحت كميات من السيول قادمة من ايران، قضاء بدرة التابع لمحافظة واسط، شرقي العراق، فيما تقول الحكومة المحلية انها لم تتسبب بأضرار مادية.
وقال قائممقام قضاء بدرة، جعفر عبد الجبار ملا محمد، ان "سيول جاءت من الجانب الايراني بكمية 500 متر مكعب، لكنها لم تتسبب باضرار".
وأوضح ملا محمد أن "مياه الاسالة والشرب تأتي الى قضاء بدرة والنواحي التابعة لها من نهر دجلة، أما مياه السيول تأتي من ايران"، منوهاً الى أن "السيول تفيد في الزراعة، حيث هنالك سد غاطس في بدرة يقوم بتوزيع المياه على 13 نهراً لإرواء الاراضي الزراعية".
يشار الى ان قضاء بدرة يضم أيضاً ناحيتي جصان وزرباطية، وتبلغ مساحة القضاء نحو 3 الاف كيلومتر مربع، فيما يبلغ عدد سكانه نحو 40 الفاً، وأكثر من 80% من سكان قضاء بدرة هم من القومية الكردية، والباقين من القومية العربية.
في أوقات مختلفة من الشتاء والربيع، ترد الى العراق كميات من السيول من ايران، وتصب في واسط وديالى وميسان والبصرة.
وبشأن البنى التحتية، لفت قائممقام قضاء بدرة، جعفر عبد الجبار ملا محمد، الى أن "البنى التحتية غير كاملة في بعض الاماكن في القضاء، ونأمل ان تستكمل السنة القادمة".
تشتهر بدرة بالتمور والبساتين ووجود نهر الكلال ولكنه جاف حالياً بسبب انقطاع المياه من الجانب الإيراني، ويذكر الكاتب عبد الرزاق الحسني عن بدرة بأنها "كانت تسمى بادريا في أيام البابليين، وفيها اشجار كثيرة وخاصة من خشب الصنوبر، ومن هذه المدينة جمع الحطب ليرسل إلى كوثى حيث مسكن النبي إبراهيم (ع) ليحرقه النمرود وهو أحد ملوك بابل القديمة الأولى".
وورد ذكر بدرة، التي كانت تسمى قديماً مدينة بادرايا، في كتابات مسمارية والواح طينية كثيرة كانت منطلقاً لحملات الدول والدويلات التي كانت تحكم العراق لغزو بلاد عيلام القديمة، ويذكر انها كانت سابع مدينة تنشأ بعد طوفان نوح (ع) وهي تمتلك خزينا هائلا من الآثار والمواقع الأثرية المهمة دمر بعض منها وسُلب ونُهب خلال الحروب التي مر بها العراق، خاصةً وانها عانت كثيراً خلال الحرب العراقية الإيرانية ودُمرت وهجرها الكثير من اهلها.
من المواقع الأثرية في بدرة تل نيشان اسود ومنطقة العكر وفيها خمسون موقعاً اثرياً اخر، وهذا ما جاء في بحث قدمه أستاذ التاريخ الراحل محمد سعيد رضا العُتبي وذكرها بالتفاصيل وهي تعود لمراحل وحقب تاريخية مختلفة من تاريخ العراق القديم والحديث.
مناخ بدرة شديد البرودة في الشتاء، لكونها منطقة زراعية مفتوحة، كما انها تقع تحت سفوح جبال تفصل العراق عن إيران، أما صيفها فشديد الحرارة وتهب طوال أيام صيفها الرياح السموم لانها في جانبها الآخر مفتوحة على اراضي جرداء واسعة من الجانب الآخر تسمى الدبوني، اما ربيعها فرائع تحلو فيه الاجواء وتخضر فيه الأرض فيكون ريحها عليلاً ونسيمها بارداً ومناطقها تحلو فيها السياحة، فتجد الكثير ممن رحل عنها يأتي إليها لأجل الاصطياف في أيام الربيع.